أغسطس 21, 2018

انضمّ لركب الهاجرين!

كثيرون تشغلهم المجريات اليومية، وأحداث البلدان، ومتغيرات الوقائع السياسية والاقتصادية في العالم بأسره، فيمضي الواحد منهم كل يوم ساعات في تتبعها، وتأكيدها، والمقارنة بـين المصادر الإعلامية المختلفة، محاولاً الوصول إلى حقيقة الأمر، وطبيعة الحدث، ولكي يدرك ما الذي يجري على الأرض اليوم، وكأنما قد وكل إليه اتخاذ القرارات الأكثر أهمية لمستقبل البلاد والعباد، بينما هو الحقيقة لا يقدم في ذلك شيئاً ولا يؤخر، وليس بيده فكّ ولا ربط، فليس متخذاً للقرار، ولا مستشاراً لمتخذ القرار، ولا يسمع لخلاصة جهده أحد، وقصارى جهده الكبير ذلك، يكون بـمجرد “السواليف” في هذا المجلس أو ذاك، وقد يلقي لها الحاضرون بالاً وقد لا يفعلون!


إنه الانشغال الكبير بعديم التأثير، وإفناء الأوقات والجهود فيما لا طائل من ورائه، فليس في معرفة رؤساء الدول، وأحزابهم، ومعارضيهم، ووقائع بلدانهم، وتداعيات الأحداث المختلفة عليهم، ومواقفهم من الغير، ليس في ذلك كله ثمرة فعلية على المرء في دينه ولا دنياه، ولو أنه صرف ذلك الوقت الكثير في عمل دنيوي مثمر، أو تعلم مهارة نافعة، أو تعلم علم من العلوم المختلفة، أو في عمل صالح، لأحدث أثراً واضحاً، وحقق فائدة كبرى.

ولقد عرفت جملة من كبار السن الذين اتخذوا من سماع نشرات الأخبار في الـ بي بي سي عادة ثابتة، وكان جهاز الراديو رفيقهم في حلهم وترحالهم، يحفظون تفاصيل الأخبار، وأسماء المراسلين، ويعرفون المذيعين من أصواتهم، تقلقهم الأخبار وتقض مضاجعهم، وتصيبهم بالأسى والحزن، ومع ذلك هم مقيمون على هذه العادة عقوداً، ولم تنفعهم تلك المعرفة بشيء قط.

ولو راجعت مواقعك المفضلة، وحسابك في “تويتر” – على سبيل المثال – لوجدت نفسك متابعاً لعشرات المواقع الإخبارية والوكالات العالمية؛ مما يكدر نتاجها صفوك، ويذهب كلامها وقتك.

وما أجمل أن تحزم أمرك، وتحدد اهتماماتك، ثم تقوم بحذف كل تلك المصادر جملة وتفصيلاً، وتحجب عن ناظريك مواقع الأخبار.. غثّها وسمينها، محليها وعالميها، ثم تركّز في متابعاتك على مجال عملك أو هواياتك أو مهاراتك العملية، فتقرأ وتشاهد وتستمع، فإذا بالساعات تمضي في عمل مبارك، وإذا بك تقضي أطيب أوقاتك في أفضل أعمالك.

وحينها يحدث الأثر، ويعظم التأثير، فهلم إلى جملة الهاجرين لنشرات الأخبار، الذاهبين إلى حيث السكون والهدوء والاستقرار، وإلى العلم المفيد والعمل المؤثر.

دمتم بخير

محمد بن سعد العوشن

تم النشر في صحيفة تواصل هـــنـــا

أغسطس 21, 2018

المهمة الكبيرة.. تنتظرنا!

في كل رحلة على متن الطائرة أحرص على أن يكون مقعدي بجوار النافذة؛ وذلك لأنه الموقع الأكثر هدوءاً والأبعد عن الحركة أثناء الرحلة، كما أنه يتيح لي إطلالة واسعة وجميلة على المناطق والمنازل والطرقات أحياناً..
وكلما سافرت بالطائرة خارج المملكة – خصوصاً حين تمر الطائرة ببلدان غير إسلامية – فإنني وأنا أرى هذه المسافات الشاسعة، أستشعر حجم التقصير الكبير الذي نقع فيه جميعاً بعدم قيامنا بنشر رسالة هذا الدين العظيم إلى العالمين.
وترى من خلال النافذة ألوف المنازل المتناثرة في كل مكان، يولد أهلها، ويتعلمون، ويعيشون، ويموتون، ولم يصل إليهم من نور الرسالة المحمدية شيء، وإن وصل، فليس سوى صورة مشوهة ومبدّلة ومبتسرة عن “الإسلام” وعن نبي “الإسلام”، وتقوم المنظمات الصهيونية، وأذرعتها الإعلامية بالكثير من الجهود الكبيرة والمستمرة لأجل هذا التشويه المتعمد.

ولهذا تعيش تلك المجتمعات الشرقية والغربية خواءً كبيراً، وفقداناً لبوصلة السعادة، وضياعاً غير محدود، وتتحول إلى ما يصدق فيه قول الله تعالى: (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)!

وهذا الضلال والضياع يشمل المعتقد، والأخلاق، والقيم، والسلوك، بل لا أبالغ إذا قلت بأنه يشمل كل مناحي حياتهم..

ومع أن في أيدينا كنزاً ثميناً، ولدينا نور من الحق مبين؛ فإننا في الكثير من الأحيان نقتصر في جهودنا على مخاطبة أنفسنا، ونتوقع أن الرسالة قد وصلت، وأن الحجة قد بلغت، مع أن الواقع يشهد بأن ذلك لم يحصل، وأن إعراض الأمم عن الإسلام إنما هو لعدم بلوغ الرسالة، فذلك هو السبب الرئيس في جهل العالم بالإسلام، ومعاداته له، رغم توفّر الوسائل الإعلامية غير المحدودة، والتقنيات المتطورة.

والحقيقة أننا إذا نظرنا إلى أعمالنا في مجال الدعوة للإسلام والتعريف، فسوف ندرك أنها محاولات صغيرة جداً إذا قارنها بالمهمة المطلوبة منّا، وحجم الشريحة المستهدفة.

بل وإن تلك المشروعات القائمة اليوم تعاني من المحدودية بشكل جلي، محدودية العدد، ومحدودية المحتوى، ومحدودية الانتشار، ومحدودية اللغات، ومحدودية الوصول، فضلاً عن قلة مواردها المالية التي تجعلها تعمل بأقل طاقة إنتاجية ممكنة.

لذا فما أجمل أن يبادر كل واحد منا إلى أن يسأل نفسه: (ما هو الدور الذي يمكنني تقديمه في إيصال رسالة الإسلام النقية للعالمين؟ وأين يمكنني أن أضع قدمي على هذا الطريق؟)

ولندرك أننا أمام مسؤولية كبرى، وجهد ضخم جداً يجب بذله لإصلاح العالم برمّته بعد أن عبثت فيه شياطين الإنس والجنّ، ذلك أن الانحرافات عن أمر الله باتت مما يولد عليه الصغير، ويشيب عليه الكبير، بل تحولت من كونها أفعالاً مخالفة للسائد، إلى أن أصبحت “حقوقاً”، و”بدهيات”، وبات هناك من انتدب نفسه للدفاع عن الرذيلة، وربما اعتبرت بعض تلك الصور جزءاً من الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، مع كونها انحرافاً واضحاً عن الفطرة السوية، والقيم الأخلاقية، وكافة الديانات السماوية.
فأين المبادرون؟
دمتم بخير،،،

محمد بن سعد العوشن

تم النشر في صحيفة تواصل هـــنـــا

أغسطس 21, 2018

«طلاب المنح» سفراء قوتنا الناعمة

لم تعد “القوة الفعلية” وحدها اليوم هي الوسيلة الأنجح في تحقيق الانتصارات وتجميع المناصرين، فمع التغيّر الكبير الذي حدث في مجال التعليم والإعلام والعلاقات والتقنية، تغيرت الوسائل كثيراً، وبات بإمكان دولة ما أن تحدث تغييراً كبيراً في دولة أخرى، فكرياً كان ذلك التغيير أو سياسياً أو اقتصادياً دون إراقة قطرة دم واحدة، ودون أن تكون حاضرة في المشهد أصلاً. وذلك من خلال ما اصطلح على تسميته بـ(القوة الناعمة)، التي هي على خلاف القوة الخشنة المتمثلة في التدخل العسكري بأنواعه.
 ويعتبر (التعليم) أحد أهم هذه الأدوات، وأعمقها تأثيراً واستدامة، حيث تقوم الدول التي ترغب في إحداث التغيير باستقطاب الطلاب من شتى دول العالم من أجل أن يتعلموا في جامعاتها، وينظروا في نموذجها الذي اختارته للعيش، ويقتنعوا بجدواه وفاعليته، ثم يذهبوا بعد ذلك لدولهم – وبدون توجيه مباشر لهم – ليكونوا سفراء غير رسميين، حاملين لروح البلد الذي تعلموا فيه، ناقلين له، ومعجبين به.

 لذا كانت وما زالت الدول الراغبة في التأثير تواصل الاهتمام بالمنح الطلابية التعليمية الخارجية، حيث تصنع تلك المنح الكثير، فيصبح للدولة أنصار في دول العالم، يقفون معها حين تتعرض للأذى، ويؤثّرون على القرار السياسي في بلدانهم لصالحها، وينشرون فكرها، وحين يصل أولئك الطلاب لمناصب كبرى في دولهم؛ فإنهم يحرصون على ردّ المعروف، والوفاء لمن أحسن إليهم وعلّمهم. وربما أصبح هؤلاء الطلاب أنصاراً للمنهج العقدي الذي تتبناه الدولة، فيغدو أتباعه – بعد مدّة – بالملايين، ويكون انتشاره ذائعاً في العالم كله؛ بفضل تلك القوة الناعمة.

غير أنه لكي تكون هذه القوة الناعمة مؤثرة فعلاً؛ فإن الحاجة ماسّة لـ (إتقان عملية الاختيار) للطلاب الممنوحين، من خلال أدوات ومقاييس وخبراء يمكنهم أن يصطفوا من عموم المتقدمين من يُتوسم فيهم النبوغ والتميز، ومن لديهم من السمات الشخصية والقيادية ما يؤهلهم للتأثير الإيجابي بعد عودتهم لبلدانهم، فيكون الواحد منهم بألف رجل.

أما حين تكون عملية الاختيار بسيطة وعشوائية، فمن المتوقع أن تذهب الجهود والأموال مع أشخاص بسطاء لا يمكن للواحد منهم التأثير على أهل بيته، فضلاً عن أن يعمّ تأثيره البلاد كلها.

ولأن بلادنا المباركة بمنهجها، وبموقعها، وبتأثيرها، وبوجود الحرمين فيها، وبكونها منطلق الرسالة المحمدية؛ لأنها تمتلك خصائص جذب رائعة لسائر الطلاب المسلمين في العالم كلّه، فقد كانت التوجيهات والموافقات تصدر للجامعات السعودية عموماً، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالحرص على استقطاب طلاب المنح وتعليمهم.

 غير أن الملاحظ أن عملية الاختيار لا تتم – دوماً – وفق مقاييس دقيقة للسمات الشخصية، ولهذا يأتي طلاب مميزون، وطلاب ضعفاء، كما أن العناية بالطلاب بعد التحاقهم ليست بالمستوى الذي يتناسب مع أهمية الموضوع، فضلاً عن المعاناة الكبرى لطلاب المنح في الدراسات العليا الذين يواجهون مشاكل حقيقية فيما يتعلق بتأمين السكن لهم ولزوجاتهم، مع أنهم الأكثر تأثيراً حين يعودون لبلدانهم، وهم الذين يتوقع أن يترقوا في السلالم الوظيفية سريعاً.

 فما أحوجنا إلى قيام وزارة التعليم، والجهات ذات العلاقة – مشكورة – باعتماد مشاريع كبرى تستهدف العناية بهذه الفئة، وتلبية احتياجاتهم، وتذليل الصعوبات أمامهم، وتوثيق صلاتهم بالمؤثرين في مجتمعنا، وتقوية العلاقات معهم، وتطوير مهاراتهم، وإنشاء الروابط التي تجعل التأثير عليهم أكثر استدامة؛ من أجل أن نزيد من قوة بلادنا الناعمة، فيما يحقق المصلحة العامة، ويحقق مرضاة الله قبل ذلك وبعده.

دمتم بخير.

محمد بن سعد العوشن

تم النشر في صحيفة تواصل هــنــا

أغسطس 21, 2018

حين يكون القتل “سُـنَّة”

ربما قام أحدنا بفعل، أو ابتكر طريقة، أو سنّ سنّة “حسنةً كانت أو سيئة” ثم طارت بها الركبان، فشرّقت وغرّبت، وأخذها الناس واحتفوا بها، وانتشرت بينهم انتشار النار في الهشيم، وصار لصاحبها اسم ذائع، ولربما فرح ذلك الفاعل بهذا التأثير الكبير الذي أحدثه صنيعه، والشهرة التي أورثها إياه ذلك الفعل.
غير أن الشيء الذي يجب أن يعرفه ذلك “المقتدى به” أن الأمر لا يمرّ بهذه السهولة، فكل من فعل هذا الفعل أو اعتنق هذا القول، فسيطال المقتدى به جزء من إثم الفعل أو أجره، إن خيراً وإن شراً.

ففي الحديث الثابت في الصحيحين، يقول صلى الله عليه وسلم: «لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه كان أول من سن القتل»!

فمن هو ابن آدم الأول هذا؟

إنه ذلك الذي ورد ذكر قصته في سورة المائدة، حين قال الله تعالى: (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين)، ثم في نهاية الحوار: (فطوّعت له نفسه قتل أخيه، فقتله، فأصبح من الخاسرين).

لقد أصبح من الخاسرين لأنه قام بعملية القتل الظالمة تلك، وأصبح من الخاسرين بشكل أكبر لأن كل عملية قتل ظالمة تتم عبر تاريخ البشرية كلها، سيطاله منها جزء من إثمها!

فأي خسارة أعظم من هذه الخسارة التي لا يزال رصيد الآثام فيها يزداد يوماً بعد آخر، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

بل لقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً).

وهو حديث يحمل في ثناياه البشائر والنذر!

فالبشائر فيه لمن دعا للهدى، ولمن ابتكر  وسن وأوجد شيئاً خيراً يحتذى به، فيطاله من الأجور ما لم يحسب له حساباً من جرّاء المتابعين له طوال العصور.

والنذر للذين أزّهم الشيطان أزّاً، فسنوا سنة سيئة، وفتحوا للناس باب شر؛ إذ يطالهم إثم كل من ولجه، علموا به أم لم يعلموا.

إننا مأمورون – والحالة هذه – أن نعيد النظر في أقوالنا، وأفكارنا، وأفعالنا؛ للتأكد من وجهتها، خصوصاً مع وجود وسائل وشبكات التواصل اليوم، التي تتيح لكل واحد منا أن ينشر ما لديه إلى الكون كله بضغطة زر! وحينها لا يمكن للمرء إيقاف الانتشار أو السيطرة عليه أو تقليله.

ولأن كان نطاق تأثير الواحد منا في السابق أصحابه والمقربون منه، الذين يعرفهم، ويمكن له أن ينصحهم بترك الاقتداء به؛ فإن نطاق الوصول اليوم غير محدود ولا معروف، فالخطورة حينئذ عظيمة.

وبناء عليه فالمسؤولية تجاه الكلمة، والصورة، والفعل، تكون أكبر.

فيا أيها القارئ الكريم، تمهّل في ما تقول وتفعل وتنشر، واستوثق لدينك، واحمِ رصيد حسناتك، وتوقَّ آثام الآخرين، ولا تقبل الانسياق وراء الجموع التي تمضي للشهرة بكل طريق، التي تريد ظهور اسمها وذيوعه ولو باللعن والشتم.

دمتم بخير ،،،

محمد بن سعد العوشن


تم النشر في صحيفة تواصل هــنــا

أغسطس 21, 2018

لا شيء يوجِب الغضب!


طالما أعطينا القضايا أكبر من قدرها، وأوليناها من الاهتمام ما لا تستحق، وتفاعلنا مع الحدث الصغير بما يوهم أنه شيء كبير يستحق ذلك!
كم مرة استشطنا غضباً، واحمرّت أعيننا، وانتفخت أوداجنا على قضايا “سخيفة جداً” لكننا نحن الذين ألقينا عليها أهمية ليست لها، ومكانة لا تستحقها!
ولا نعدم تبريراً لأنفسنا، وأن الغضب لم يكن لأجل القضية السخيفة هذه، ولكن لأنني لا أريد أن يكررها، أو لا أريد أن يتساهل فيها، أو لأنني أريد أن أوجه رسالة لذلك الطرف، أو غيرها من الأعذار الواهية التي لا تعبر عن حقيقة الأمر، وإنما تأتي دفاعاً عن الموقف الغلط!
ولو رجعنا بذاكرتنا للفترة القريبة الماضية وسألنا أنفسنا: ما هي آخر ثلاث مرات غضبنا فيها بشكل واضح، ثم تساءلنا ما الشيء الذي أثار غضبنا؟ وهل لا زال الموضوع مهمًا عندنا؟ وهل سنغضب كلما تكرر بنفس الدرجة؟ وهل غضبنا فعلاً للأحداث المشابهة لهذا الأمر؟

لأدركنا أننا كنا نغضب – غالبًا – لسبب غير مقنع، وأنه كان بإمكاننا أن نمرّر الموضوع دون انفعال، وأننا حين غضبنا؛ أفسدنا كثيرًا من الأمور التي لم يكن من المناسب إفسادها، وأن مثيرات الغضب تلك كان أكثرها من صغائر الأمور التي تفاعلنا معها فوق ما تستحق.

إن إحراق أعصابنا، واحتقان الدم في وجوهنا، وانفعالنا النفسي والجسدي ليس هناك ما يوجبه غالباً، ولو تأملنا الأمر ملياً لوجدنا أن سبب الانفعال في الكثير من الأحيان هو عوامل خارجية أخرى جعلتنا نعظم الشيء الحقير، ونتفاعل مع الحدث فوق ما ينبغي، وكأنما هو “القشّة” التي قصمت ظهر البعير، متناسين أن صحتنا وسلامتنا النفسية أهم بكثير من الوقائع المختلفة.

ولذا كانت وصيته صلى الله عليه وسلم المتكررة لمن طلبها: (لا تغضب) وهي لم تكن وصية عادية، فإن الغضب مفتاح الشرور ورأس الآثام، لذا قال المناوي -رحمه الله- “حديث الغضب هذا: ربع الإسلام”.

وفي الحديث الصحيح: (إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق في كل شيء)، فترفقوا، ولا تغضبوا، وهوّنوا على أنفسكم، فالحياة أقصر من أن تحرقوها بنيران الغضب.

دمتم بخير ،،،

محمد بن سعد العوشن

تم النشر في صحيفة تواصل هـــنــا