أبريل 21, 2024

الدوائر الثلاث في الحياة | المحيميد

يعيش الواحد منا في أحد ثلاث دوائر، ومن المهم معرفة كل دائرة منها، والأسلوب الأمثل للتعامل معها، بهدف تحقيق الأثر الأكبر في الحياة، وبعد الممات.

الدائرة الأولى: دائرة الاهتمام

وهي حديثك ونقاشك وتفاعلك في الأمور الخارجة عن سيطرتك، ولا تأثير لك فيها، والتي يتسبب الانشغال بها افي إهدار الكثير من الأوقات وزيادة الضغوط النفسية، بالإضافة إلى كثرة الاختلافات، وتوتر العلاقات، وكثرة النقاشات، وهي دائرة جدلية بيزنطية غير مباركة، وتسمى أحيانا بـ (دائرة القلق)، وقد روى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن الله كره لكم ثلاثا : قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال).

ومن الأمثلة على ذلك:

* كثرة الدخول في الماجريات ومتابعة الأخبار والأحداث والوقائع.

* المبالغة في نقد الحكومات والوزارات والجهات.

* إطالة المرؤوس في نقد الأنظمة والمديرين وأسلوب العمل. 

* المبالغة في التحليلات العميقة.

* المبالغة في نقد الواقع وتقييمه.

أما النتيجة: فإن نسبة التأثير الناتجة عن إمضاء الوقت في ذلك قليلة جداً إن لم تكن معدومة، وربما استخدم المرء تلك الأوقات، والأحاديث لمجرد التنفيس، أو كمبرر وحيلة نفسية للتوقف عن العمل والإنجاز تذرعاً بها.

والحقيقة أنه ليست هناك مشكلة في أن تأخذ هذه الدائرة حيزاً يسيراً في حياتك، فالإنسان مدني بطبعه - كما يقول ابن خلدون- فإذا بالغت وأعطيتها وقتاً أطول، فقد وقعت في فخ (التأثير الوهمي)، فيصدق فيك حينها شطر المتنبي: "وتعظم في عين الصغير صغارها"، وقول الآخر "أوسعتهم شتماً وساروا بالإبل * ما هكذا يا سعد تورد الإبل"، فالقادة يقضون أوقاتهم بالتغيير والتصحيح والإصلاح، ولا ينشغلون بالصراخ في وجه الأخطاء والتجاوزات، ويستثنى من ذلك من يقوم بفروض الكفايات لنشر الوعي الضروري.

أما الدائرة الثانية، فهي: دائرة التأثير

وهي الموضوعات والأشخاص والأحداث التي يمكنك التأثير عليه -مهما اتسعت دائرة التأثير-، وهي دائرة عملية مباركة يؤمن فيها المسلم أنه لديه القدرة على التغيير في عالمه أو العالم الذي حوله، وتسعى بالمسلم إلى تفويت الفرصة على النفس الكسولة التي تريد أن تتحدث وتتحدث عن الهموم والمشكلات، لكنها تتقن فن التهرب من المسئوليات.

ومن الأمثلة على ذلك:

* مهنتك الوظيفية.

* تخصصك الفني.

* أسرتك.

* مشروعك التجاري.

وأما الدائرة الثالثة، فهي: دائرة التركيز

وهي قمة نتاج الإنسان، وتأثيره، ودوره، وذلك بأن ينتقل المسلم من دائرة التأثير العام إلى باب يفتحه الله عليه، فربما يكون ممن يجدد في أحد أبواب هذا الدين العظيم، أو مجال من مجالاته، وربما يكفي الناس أحد فروض الكفايات، وهي أشرف من فروض الأعيان -كما ذكر إمام الحرمين في الغياث-.

وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:(من بورك له في شيء فليلزمه)،فإذا عمل الإنسان عملا ورأى فيه البركة والثمرة فليلزمه، ولهذا لما كتب العابد عبد الله العُمري إلى الإمام مالك يحثه على الانفراد والعمل الصالح وترك مجالسة الناس، رد عليه الإمام مالك بقوله: (إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فُتح له في الصلاة، ولم يُفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد، فنشْر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فُتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر) 

كما قال الشاعر : "وكن رجلاً إن أتوا بعده * يقولون مرّ، وهذا الأثر"

ومن الأمثلة على ذلك:

أن دائرة تركيز ابن عباس رضي الله عنه، وبصمته الباقية حتى يومنا هذا هي: تفسيره لكلام الله.

وبصمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت في نقل الإرث النبوي وكلام المصطفى صلى الله عليه وسلم للأمة.

وبصمة خالد بن الوليد رضي الله عنه في قيادة المعارك العسكرية، وتحقيق الانتصارات لهذا الدين.

وبصمة الأئمة الأربعة رحمهم الله كانت في تيسير الفقه ونشره وتعليمه للناس وتقريبه إليهم.

وبصمة الإمام البخاري رحمه الله، في جمع ونشر السنة النبوية الثابتة والصحيحة وفق أعلى معايير التحقق والدقة.

وبصمة أبي جعفر المنصور في تأسيس دولة إسلامية بقيت تحكم وتنشر الدين لما يزيد عن خمسة قرون.

وبصمة فاطمة الفهرية في تأسيس أول جامعة، وتخريج الأئمة وعلى رأسهم "ابن خلدون"

وبصمة الإمام ابن حجر العسقلاني في شرح وإيضاح مفردات ومعاني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وخصوصاً في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري.

وبصمة الإمام ابن باز رحمه الله في بناء العلماء، والدعاة، والعمل المستمر في خدمة الدين، وتقديم مئات الآلاف من الفتاوى الرصينة.

وبصمة الإمام الألباني رحمه الله في تنقية مرويات السنة النبوية، وتدقيقها، وتصحيحها، وإبعاد الدخيل عليها من خلال منهجية علمية رصينة، وعمل دؤوب.

وبصمة د.عبدالرحمن السميط رحمه الله في دعوة الأفارقة إلى دين الإسلام، ليسلم على يديه ١١ مليون في أفريقيا، ويستمر العمل بعد وفاته محدثاً أعظم الأثر.

وبصمة الشيخ أحمد ديدات رحمه الله في تأسيس مدرسة تجديدية مميزة، في مناظرة النصارى، ومحاججتهم.

وبصمة الملك عبدالعزيز رحمه الله في تأسيس هذا الكيان المترامي الأطراف، والمستقر، والفاعل في العالم بأسره، والذي يتولى الإشراف على المقدسات الإسلامية وخدمتها وخدمة قاصديها.

ودائرة التركيز تتطلب من القائد أن يسأل نفسه سؤالاً مركزياً جذرياً: 

ماذا عنّي؟ لماذا جئت للحياة؟ وماهي البصمة التي سأتركها بعد الرحيل ليستمر أجرها وأثرها؟

أيها القادة المباركون:

الأعمار قصيرة، فلا تضيعوها في (دائرة الاهتمام)، بل استثمروا كل يوم فيها في (دائرة التركيز)، فهي دائرة الامتياز، وهي من أعظم الأسباب لبقاء الأثر بعد الموت، و ليكن هدف الواحد منا: (أن أعيش بعد وفاتي ٢٠٠ عاماً).

ليصدق فيك شطر المتنبي: وتصغر في عين العظيم العظائم

ولو أردت أن أطرح عليك توزيعاً مقترحاً لوقتك وجهدك في الدوائر الثلاث، فيمكنني أن أقول:

ما لا يزيد عن ١٠٪؜ في (دائرة الاهتمام).

ما بين ٣٠-٤٠٪؜ في (دائرة التأثير).

ما بين ٤٠- ٦٠٪؜ في (دائرة التركيز).

أسأل الله تعالى أن يفتح لنا من فتوحاته، وأن يجعلنا مباركين، وأن يستعملنا في طاعته، وأن يبقي أثرنا بعد الرحيل.


بقلم :  د.صالح المحيميد

__________________

د. صالح المحيميد: حاصل على الدكتوراه في تنمية القيادات من جامعة إدنبرة. وبرنامج القيادة التنفيذية من جامعة أكسفورد. عضو مؤسس لجمعية البحث العلمي والابتكار، مدرب، وخبير، ومؤلف، ومتحدث في شأن (القيادة).

أبريل 03, 2024

وقفة تأمل على ضفاف الشلال

ما أجمل أن تنتزع نفسك من زحام الأعمال، وتبعدها عن الناس حيناً من الدهر، تخلو بنفسك من دون جوال أو تلفاز أو مذياع، تلتقي في هذه الخلوة بأوجه جديدة وأماكن جديدة ومأكولات جديدة، وتعيش فيه مشاعر جديدة كذلك..

تحتاج بين حين وآخر إلى خلوة تهدأ فيها روحك، وتسكن فيها نفسك، وتراجع فيها شأنك كله ولا يحصل ذلك الصفاء المنشور إلا بالتوقف عن الحركة المعتادة، حتى إذا خرجت من دوراتك الاعتيادية، وبقيت خارج تتابع أحداث الحياة اليومية.. اتضحت لك حينها الأمور..

وكأنها فترة سكون لتهدأ الريح ويهبط الغبار، فتكون الأشياء أكثر جلاء واتضاحاً، وحينها تدرك حجم الأشياء كما هي، وتعلم أين كنت تضع أولوياتك، وهل كانت تستحق الجهد والاهتمام الذي تعطيه إياها.. 

ومع هذا السكون ستشعر أن هناك أموراً مهملة وهي ذات أولوية ولكنها غير ملحة، مما جعلك في الكثير من الأحايين تلجأ إلى تأجيلها وتسويفها وإعطائها فضول الأوقات مع أنها الأولى بالرعاية والاهتمام..

وهذا الصفاء لا يحصل بكثرة التنقل والحركة، بل بالسكون والهدوء والتأمل.. 

دمتم بخير

27- 5 -1441


أبريل 03, 2024

خمس وساوس عن التدوين!

يمتنع كثير من القادرين عن تدوين خبراتهم لأنهم يخضعون لمجموعة من الوساوس والأوهام المعيقة التي تسيطر عليهم وتجعهم غير مبادرين لذلك..

ومن تلك الوساوس والأوهام..

(1) وهم (عدم القدرة على الكتابة)، والتوهم بالحاجة إلى قدرات معينة لأجل احتراف التدوين وهي حجة داحضة، ذلك أن كثيراً من أولئك يكتب هنا وهناك، وقد تعلم القراءة والكتابة ودرس واختبر وكتب بحوثاً متنوعة، فالقدرة من حيث الأصل موجودة دون ريب.

كما أن الاتقان أمر يحتاج إلى مران مستمر، ومحاولات دؤوبة، ولا يأتي هكذا عبر الأمنيات كما أن التأجيل لا يجلب الخبرة، بل يضعفها.

فإذا كنت لا تتقن الكتابة فهذا يوجب عليك البدء الآن وفوراً بالكتابة، وفي كل مرة تكتب فإنك تنجح شيئاً فشيئاً.

(2) وهم (عدم وجود الوقت الكافي لتدوين الخبرات) وهذه وسوسة أضعف من أختها، فليس هناك إشكال في موضوع الوقت لدى كل الناس، إنما الأمر يعتمد على الأولوية التي تضعها لهذا الشيء أو ذاك، ولو أن أحدنا قام بكتابة وتسجيل وقته لمدة 3 أيام فقط لوجد أن ثمة ساعات طوال تصرف في غير طائل وتذهب في صغائر الأمور وفضولها، وسيجد أن الجوال الذكي وشبكات التواصل على اختلافها تأخذ من وقته واهتمامه جزءاً غير يسير، يكون فيها غالباً في موضع المتفرج والقارئ والمطلع على نتاج الآخرين وحياتهم ومشكلاتهم.

ولو مرض الواحد منا ولزم الفراش أياماً لترك كثيراً من الأعمال والمهام التي تأخذ وقته، كما أن جملة من تلك الأعمال التي تستغرق الوقت هي من الأعمال ذات الإنتاجية الأقل، فضلاً عن الوقت الكثير الذي يمضي في العلاقات الاجتماعية والأحاديث الجانبية، والزيارات المتنوعة.

(3) وهم (عدم وجود شيء مهم يمكن تقديمه للناس)، وهي وسوسة معتادة من ظلم النفس وعدم معرفة قدرها، والجواب عليها يسير جداً، ذلك أن المطالبة بالتدوين ليست مطالبة بالكتابة في كل فن، وعن كل شيء، بل عما تعرفه جيداً، وما منا من أحد إلا ولديه معارف تميز فيها، وخبرات أتقنها، وتجارب نجح أو فشل فيها.. ذلك أن التدوين ليس عن النجاحات فحسب بل عن الإخفاقات التي أدركها الواحد منا، وعرف أسبابها فهو يكتب للآخرين ليخبرهم أن هذا طريق غير سالك، فيختصر من أوقاتهم وأعمارهم الكثير ويريحهم من عناء التجربة مرة أخرى، وكم تعلمنا من الذين حكوا لنا عن اخفاقاتهم في كثير من الأمور وصغيرها فالتدوين هو كتابة التجارب، ونقلها للآخرين بهدف إثرائهم، وتعليمهم، وإرشادهم.

(4) وهم ( تعريض النفس للنقد)، وهذه الوسوسة قائمة على معلومات خاطئة أولها أن هذه التدوينة ستبلغ الآفاق فور نشرها، وأنها ستكون بين أيدي كل الناس حين نكتبها، والأمر ليس كذلك حيث سيطلع عليها في البداية عدد قليل، وستقوم أنت باختيار الأشخاص الذي ترسل إليهم، والمعلومة الخاطئة الثانية هي توقع أن الناس جالسون على طاولة المحاكمة يترقبون هذه التدوينة لكي ينتقدوها ويهاجموها ويبحثون عن مشاكلها وتجاوزاتها، وثالثها أن المدون افترض في نفسه أنه يجب ألا يقع في الخطأ، وأنه لا يكتب إلا صواباً خالصاً، والجواب عن هذه الوسوسة أن يدرك الواحد منا أنه حيث يبدأ في الكتابة فسيكون نطاق الاطلاع على تدوينته محدوداً لأن التدوين شيء، و النشر شيء آخر تماما فما تنشره سيصل لبعض المعنيين وستصلك -حتماً- رسائل تبارك جهدك وتشكر سعيك، وستصلك رسائل تقترح عليك الزيادة، أو تقترح عليك تناول جزء لم تتناوله تدوينتك، وتسألك عن بعض ما ورد عليهم من إشكالات تحتاج إيضاحاً، وقد يصلك بعض النقد غير البناء الذي يفترض أن لا يكون عائقاً، ولا يدفعك المعارضون لترك الخير لأجلهم.

وحين اتحدث عن التدوين والنشر الالكتروني فإنني أتحدث عن وسيلة تقنية تتيح لك حجب المقال بعد نشره إن بدا لك أنه من خلال النقد يحتاج إلى تغيير أو تعديل أو تم فهمه على غير وجهه، ولا يستغرق حجب المقال أو حذفه سوى بضع ثوان لا غير.

كما أنك قادر من خلال تقنيات النشر الالكتروني على أن تجري تعديلات على ما سبق نشره سواء كانت تلك التعديلات قليلة أم كثيرة، وسواء تم التعديل مرة واحدة أو مرات عديدة.

ومن تجربتي الشخصية في هذا المجال فإنني قد قمت بتغييرات وتعديلات وتطويل وتقصير وحذف وإضافة لما قمت بنشره مالا أحصي من المرات سواء كان ذلك من جراء نقد الآخرين وتصويبهم أو لأنني حيث أعدت قراءة التدوينة وجدت أن هذا الأمر أو الأسلوب غير مناسب، ولنتذكر دوماً أن الكتابة عمل بشري يعتريه النقص، وكما قال عبدالرحيم البيساني وهو يعتذر إلى العماد الأصفهاني عن كلام استدركه عليه: " إنه قد وقع لي شيء وما أدري أوقع لك أم لا؟ وها أنا أخبرك به وذلك إني رأيتُ أنه لا يكتب أحد كتاباً في يومهِ إلا قال في غَدِهِ: لوُ ُغَّيرَ هذا لكان أحسن ولو زيد هذا لكان يُستحَسن ولو قُدَّم هذا لكان أفضل ولو تُرِك هذا لكان أجمل. وهذا أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر".

(5) وهم (عدم المعرفة بكيفية النشر الالكتروني)، وهي وسوسة أيسر من أخواتها، فإذا لم يبق لديك سوى هذه فإني كفيل بإقناعك أنها عقبة بسيطة جداً، ذلك أن شركة جوجل قد أتاحت لك إنشاء مدونتك الالكترونية بخطوات سريعة جداً وهي أسرع في إنشاءها من البريد الالكتروني حيث لا يتطلب الأمر سوى الدخول إلى جوجل ثم كتابة Blogger حيث تفتح الرابط وتحدد اسم المدونة بالعربي والإنجليزي بحيث لا يكون الاسم محجوزاً من قبل، ثم اختيار أحد التصاميم المتاحة من جوجل بشكل جاهز، ثم كتابة التدوينة الأولى، واختيار زر النشر لتصبح مقالتك متاحة على الانترنت بكل سهولة ويسر. 

ويأتي بعدها دورك في نسخ الرابط ثم ارساله للمعنيين الذين سيقرؤونه ثم يوافونك بمرئياتهم وبهذه السهولة يمكنك التعديل والحذف والإضافة، ومع مرور الأيام، والاستمرار في النشر، ستبدأ في تطوير المدونة، وتعديل شكلها، ومعرفة إحصائياتها، وإتاحة التعليقات عليها، ونحوها من المهارات الإضافية.

أرجو أن أكون بتدوينتي هذه قد ساهمت في إزالة تلك الوساوس والأوهام، وأن أكون قد فتحت أمامك بصيص أمل نحو الشروع في التدوين، ونقل خبرتك، وضمان استمرار الإرث الذي يبقى بعد رحيلك.

دمت بخير ،،

محمد بن سعد العوشن


كتبتها لأول مرة في 25-5-1441