أكتوبر 05, 2022

لابسوا ثياب الزور!

جاءت نتيجة الدراسة التي أجراها فريق "سينسوسوايد" البريطاني حول الثقة بالنفس ملفتة بشكل كبير، إذ أبانت الدراسة أن 85% من النساء (في بريطانيا) لا يعتقدن أنهن جذابات، وأكثر من نصف النساء لا يعتقدن أنهن محبوبات من قبل الآخرين، كما يعتقد نصف الرجال فقط أنهم أذكياء، وما يقرب من 60% من الرجال غير واثقين من قدرتهم على القيام بأعمالهم.
 كما أن الغالبية العظمى ممن تتراوح أعمارهم بين 35 و54 عامًا رجالاً ونساء يصرحون بأنهم لا يشعرون بالثقة في مظهرهم الخارجي؛ مما يعني أنهم عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق.

وليس بالضرورة أن يكون مصدر هذه الثقة وجود النقص الفعلي لدى الذين أجابوا على تلك الأسئلة، وإنما تأتي هذه المشاعر من جراء الإبراز المستمر للنساء والرجال ذوي المواصفات الجسدية المحددة، والصور المتكررة للألبسة والمراكب والمنازل الفاخرة والفخمة، والترويج لاعتبارها مصدراً ومظهراً للسعادة في آن واحد،  وذلك في وسائل الإعلام الجماهيرية، وشبكات التواصل الاجتماعي، مما يجعل (المقارنات) سيد الموقف، وهي أداة الحكم على الذات وعلى الآخرين.

وإن كان من المنطقي رواج تلك المظاهر المتبجحة بالثراء، وملاحقتها، والترويج لها في تلك المجتمعات الغربية الموغلة في المادية، والرأسمالية، فإنه ليس منطقياً في مجتمعات تدرك أن المال (نعمة من الله) واجبة الشكر، وتعلم أن الواجب على المرء إذا أنعم الله عليه بنعمة، فإنه يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، (وأما بنعمة ربك فحدث)، والحديث عن نعمة الله وإظهارها يأتي في سياق شكرها ونسبتها للمنعم المتفضل سبحانه، والثناء على الله بها، واستخدامها فيما يرضيه.

وهو شيء مختلف تماما عما نراه اليوم من صنيع جملة من المشاهير تجاه النعم التي وهبهم الله إياها، وهي ظاهرة لا يمكن تعميمها على الكل، وإنما هو حال الغالبية – وللأسف الشديد -.

فما تفعله بعض تلك المشهورات في وسائل التواصل، وما يقمن ببثه عبر الشبكات المختلفة هو أمر في غاية الخزي والعار، فهو استعراض رخيص للأجساد، وجلب للمزيد من المتابعين والمشاهدين والمعلنين من خلال البحث عن مواضع الإثارة، بالتعري، وارتداء القليل من اللباس، وبيع الجسد في سوق النخاسة الإلكتروني، وكذلك يفعل بعض المشاهير في أفعالهم المشينة، وتصرفاتهم غير اللائقة شرعاً وعرفاً.

ومع كل فضيحة جديدة، يزداد عدد متابعي أولئك المشاهير، وتزداد الإعلانات لديهم، وتزداد إيراداتهم، ذلك أنها باتوا يتكسبون بالجسد، إذ غالب أولئك التافهين لا يملكون شيئا آخر يمكنهم أن يجلبوا المشاهدات بسببه، فلا علم ولا إنتاجية ولا أثر ولا إنجازات في الحياة.

ولأن كثيرا من أولئك المشاهير – رجالاً ونساء - جاءت إليهم الأموال بشكل مفاجئ لم تصل إليه أقصى أحلامهم قبل التعري والشهرة، فإنهم - وبحكم حداثة النعمة عليهم – مع التدني في الوعي، يعيشون في حالة غير طبيعية في التعامل مع المال، ومن علامات ذلك: الإسراف في إنفاق الأموال، والتباهي بها، ومحاولة إظهار الثراء في اللباس والطعام والشراب، والمسكن والمراكب، والذهاب للمنتجعات الفاخرة التي لا يأتيها عادة إلا كبار الأثرياء، والأهم من ذلك كله : توثيق ذلك وإعادة نشره والتفاخر به أمام الناس، وكسر قلوب الفقراء، بل وعامة الطبقة المتوسطة العاجزين عن المجاراة، خصوصا من المراهقين والمراهقات الذين يرون هذا الاستعراض الفج، والإنفاق الكبير على الكماليات، ويجعلهم دائما في حالة من الانكسار الفعلي، الناتج عن الفارق الضخم بين رغباتهم التي أشعلتها تلك الفئة من حديثي العهد بالنعمة، وبين مقدراتهم المالية وإمكانياتهم المادية.

وتعتري أولئك المشاهير حالة من الزهو والفخر والخيلاء الملازمة لهم، مع أن الله تعالى وصف أهل الآخرة بأنهم الذين (لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا)، ولو استعرضنا وصايا لقمان، لوجدنا قول الله تعالى واضحاً جلياً لا يقبل التأويل: (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور)، وقول النبي ﷺ الذي أخرجه مسلم في صحيحه: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر).

إن ما تفعله تلك الفئة فضلا عن كونه استعراضا محرما بالأجساد، وهبوطا متعمدا في الأطروحات، فإنه تكبّر وتفاخر وتعال على الناس، وكفر بنعمة الله تعالى، وإنفاق للمال في غير وجهه، ومجاهرة بذلك السوء كله أمام العالمين، وهو حال مختلف كليا عن حال العاصي المستتر بذنبه، النادم عليه، الذي يخشى عاقبته، ويسأل الله السلامة منه.

وتأثير ذلك السلوك السلبي على المجتمع، وتبعات صنيع أولئك كثيرة. 

وما أحوج العقلاء إلى التنادي لضبط جماح أولئك المشاهير رجالاً كانوا أم نساء، وحماية المجتمع وأخلاقه وقيمه الأصيلة من تلك الممارسات الشاذة، التي يفعلها نفر من أبناء جلدتنا، ممن يتحدثون بلغتنا، ويتجولون في شوارعنا وأسواقنا، ويكسبون المزيد من الأموال على حساب أخلاقنا وقيمنا وأجيالنا ووطننا.

دمتم بخير ،،،

محمد بن سعد العوشن


أكتوبر 05, 2022

الرؤية والرسالة


طالما تردد مصطلح الرؤية والرسالة للفرد والمنظمة، ويخلط الكثيرون بين هاتين الكلمتين، والمقصود منهما.

وبعملية تكشيف وبحث تستهدف تيسير الأمر وتقريبه ، فإنني أسوق لكم خلاصة ما توصلت إليه لعله أن يقدم للقارئ الكريم إيضاحاً كافياً :

 الرؤية : 

* تتحدث عن  (المستقبل) 

* تجيب عن سؤال رئيس : إلى أين تسهدف المؤسّسة الوصول؟


شرح لمعنى  (الرؤية) :

- الأهداف البعيدة المرغوب في الوصول لها بالمستقبل 

- المستقبل الذي ستظهر عليه المؤسسة

- الطموحات المستقبلية.

- الأهداف البعيدة التي تأمل فيها بتلبية كافة متطلبات عملائها في المستقبل

- الانتقال لمكانة أفضل مما كانت عليه في الماضي عن طريق صياغة الصورة الذهنية المنشودة.

- مجموعة من الآمال والطموحات ويتخلل الخيال جزءا منها.


* للوصول إلى الرؤية، فإننا نحتاج أن نجيب على أسئلة من قبيل :

- إلى أين ستمضي المؤسّسة؟ 

- متى تريد الوصول إلى هدفها؟ 

- كيف ستنفّذ ذلك؟


الرسالة:  

* تتحدث عن (الحاضر) 

* تجيب عن سؤال رئيس :  ماذا تفعل المؤسسة؟ وما الذي يجعلها متميّزة عن غيرها من المُؤسّسات؟

شرح لمعنى  (الرسالة)  :

- الغاية أو الغرض أو السبب التي أُنشأت لأجلها المؤسسة، وفيها الأهداف التي تمثلها في الفترة الحالية

- الهوية الخاصة التي توضح طبيعة العمل والأنشطة في الوضع الراهن والمدى القريب

- الهوية الخاصة بها ووصف لإمكانياتها في الوقت الحالي (أنشطتها وعملائها وكيانها).

- فلسفة المنشأة وأهم الأهداف التي تسعى لتحقيقها في الفترة الحالية


* للوصول إلى الرسالة فإننا نحتاج أن نجيب على أسئلة من قبيل :

- ما الذي يتمّ فعله اليوم؟ 

- لماذا يفعل ذلك؟ 

- ما الفائدة منه؟

آمل أن تكون هذه المادة الموجزة معينة على فهم الفرق بين الرؤية والرسالة
ولعلي أكمل هذه المادة لاحقاً بذكر نماذج عملية وتطبيقية لذلك.

دمتم بخير