أغسطس 09, 2021

الإبداع الخيري الاستثماري ( TOMS) مثالا!

جلست مع الزميل محمد المطيري في 29 ذي الحجة 1442هـ  وحدّثني عن بعض أوجه الابتكار والإبداع في العمل الخيري، المندمج مع الأعمال التجارية، وكيف يمكن لأعمال كهذه أن تحدث أثراً عظيماً مستداماً، يحقق أهداف العمل الخيري والعمل التجاري في آن واحد، مستشهداً بتجربة علامة تومز(TOMS) التجارية، وروى لي فكرتها وكيف انطلقت.

راق لي جداً هذا الحديث الرائع، وهذه التجربة المميزة، فوجدتني أقلب النظر فيها، ثم بدأت في البحث والتفتيش بعد اللقاء لعلي أن أجد مزيداً من المعلومات..

ولهذا فسيكون الحديث هنا عن بليك ميكوسكي (Blake Mycoskie)، مؤسس العلامة التجارية - تومز(TOMS) والتي هي اليوم أحد الماركات الشهيرة في مجال الأحذية والنظارات والقهوة ...

وقد ابتكر (بليك) نموذج عمل تجاري مميز، والذي أصبح فيما بعد دوراً رئيسياً تقوم به TOMS ، وهذا النموذج يقوم على استخدام الأعمال التجارية بهدف تحسين الحياة، من أجل تعزيز مسؤولية الشركات والدفع نحو النزعة الاستهلاكية الواعية.

جاءت فكرة دمج (العمل الربحي) مع (العطاء) في جوهرها بعد تلك الرحلة التي قام بها (بليك) إلى الأرجنتين في عام 2006 ، حيث رأى (بليك) أثناء زيارته الصعوبات التي يواجهها الأطفال الذين ليس لديهم أحذية، من الافتقار للحماية الأساسية لأجسادهم، بسبب ماتتعرض له أقدامهم من جراء السير حافياً على الأرض بكل ا يحمله ذلك من مخاطر وبما فيها المرور على الأماكن غير النظيفة، ووقوع الإصابات والجروح وتداعيات ذلك على صحتهم، بالإضافة إلى مشكلة عدم قدرة الفقراء على الذهاب إلى المدرسة بسبب عدم توفر الأحذية باعتبارها شرطاً لدخول المدارس.

وفي الوقت نفسه، وجد بليك نوعاً من الأحذية التي يلبسها الأرجنتينيون تدعى (البرقاتا)، وقد لبسها وأعجب بها، وحدّته نفسه بأن يصنع حذاء مشابها للبرقاتا، ويبيعه في أمريكا، ويحقق من خلال ذلك أرباحاً، وشيئاً آخر مهما !!

من هنا عاد بليك إلى أمريكا، وبدأ في خوض التجربة، حيث صنع 250 زوجاً من الأحذية في مصنعه الذي أنشأه في كاليفورنيا، وأعلن عن فكرته، فبيعت الكمية في الحال، بل كانت هناك طلبات كثيرة لم يستطع إتمامها على الفور لنفاد الكمية، حينها أدرك بليك أن الفكرة ناجحة، ووسع نطاق مصنعه، وانطلق خط الإنتاج، حتى أصبحت أحذية تومس معروفة ومطلوبة في جميع أنحاء العالم، وبات شعار تومز الشهير: (مقابل كل زوج من الأحذية المباعة من علامة تومز، فإن الشركة تقوم تلقائياً بتوفير زوج جديد من الأحذية لشخص محتاج).

إنها ضربة معلّم فعلاً ، فبالإضافة إلى تميز الحذاء بما يدفع الناس لشرائه، فقد وجد المشترون قيمة إضافية (إنسانية) في عملية الشراء هذه، وهي أنهم يوفّرون - بدون جهد - حذاء مشابهاً للمحتاج في مكانه.

وقد حققت الفكرة نجاحاً منقطع النظير، وتحقق لبليك ما كان يؤمل منه دون أن يطلق حملة لجمع التبرعات لأولئك الأطفال الحفاة.

وبعد خمس سنوات من نجاح تجربته تلك - والنجاح ولاّد بطبيعته - أدركت تومز أن بإمكان هذا النشاط أن يخدم إحتياجات أساسية أخرى، فتم توسيع وتطوير نموذج TOMS One for One ، وانطلق خط إنتاج نظارات تومز بالفكرة ذاتها، مقابل كل نظارة يتم شراؤها، يمنح تومز شخصاً محتاجاً القدرة على رؤية أفضل. نظارة مقابل نظارة، ومشروع الملابس، كما انطلق المشروع الآخر لتومز والخاص بالقهوة، حيث يتم تأمين الماء الصالح للشرب للفقراء مع كل عملية شراء للقهوة من TOMS ..

إنه الإبداع يا سادة، ولذا  لا عجب أن ينال صاحب هذه المبادرة الإبداعية عددًا لا يحصى من الجوائز، والتي من بينها :

- جائزة وزير الخارجية للتميز المؤسسي (ACE)  عام 2009.

- جائزة الجيل القادم من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد عام 2015، وهي جائزة تُمنح  للأفراد الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا والذين تلهم قيادتهم والتزامهم بالصحة كحق من حقوق الإنسان الشباب لجعل "الصحة للجميع" أولوية عالمية.

- جائزة Cannes Lion Heart ، والتي تُكرم شخصًا أو شركة كان لها تأثير إيجابي من خلال الاستخدام المبتكر لقوة العلامة التجارية عام 2016. 

كما قام بليك في عام 2011 بتأليف كتاب أسماه ( Start Something That Matters - إبدأ شيئاً ذا أهمية)، والذي أصبح من أكثر الكتب مبيعًا في النيويورك تايمز، حيث يقدم الكتاب بالتفصيل قصة المؤلف الشخصية، ويقوم من خلال الكتاب بدعوة الآخرين إلى العمل لدمج العطاء في الأعمال التجارية على نطاق أوسع، مشيراً إلى أن بإمكان المرء أن يجني المال ويسعد الأطفال الفقراء في آن واحد.

ليس ذلك فحسب، بل إن شراء أي نسخة من هذا الكتاب يعني أن يتم إعطاء نسخة أخرى من الكتاب ذاته إلى طفل فقير.

كما أسس بليك في عام 2015 صندوق (ريادة الأعمال الاجتماعية) ، الذي يستثمر في الشركات المبتكرة والوعي اجتماعيًا الموجودة لإحداث التغيير، حيث استثمر الصندوق في 15 شركة هادفة للربح في صناعات تتراوح من التكنولوجيا والتعليم إلى المساواة الغذائية حتى الآن، وهو متحمس لإلهام الشباب للمساعدة في صناعة غد أفضل ، وتشجيعهم على تضمين العطاء في كل ما يفعلونه.

محمد بن سعد العوشن

30 / 12 / 1442 هـ 


________

مصادر للاستزادة: 

- موقع شركة تومز على الإنترنت  (www.toms.com) 

- مختصر مسموع لكتاب (إبدأ شيئاً ذا أهمية)  https://www.youtube.com/watch?v=km45XaOhPnA

- بعض المواقع التي تعرّف بالتجربة أو صاحبها.




أغسطس 07, 2021

إنّه طريقك المؤكّد يا هذا!

 من غير شك أن الواحد منا يؤمل كثيرا، ويعيش ويخطط وكأن العمر سيمتد به طويلاً، مع أنه ربما كان الأجل أقرب إليه من شسع نعله، وربما كان الموت يترقبه في منعطف الطريق التالي.. لكن الإنسان بطبعه وجبلّته يطيل الأمل، ويظن أن سواه هو المعرّض للموت بأي من أسبابه. 

فنظرية الناجي الوحيد تلازمه وهو يراقب جموع الموتى وهي تغادر الدنيا رغم أن منهم من هو أصغر منه سنا وأصح منه بدنا، وأبعد عن مسببات الموت منه، وقديما قال الشاعر (ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل).

فقد كتب الله على النفوس أن تغادر الدنيا رغم كل ما بنت وشيدت وصنعت وجمعت وخططت وتعلمت..

وكم شاهدنا من يموت بعد أن شيّد دارا رائعة ولم ينزل بها بعد، ومن يموت وقد حصل على شهادة عليا -بعد سفر وكد وكدح - وهو لم يتوظف بها بعد، ومن يموت وقد عُيّن في وظيفة طالما انتظرها ولم يباشر العمل فيها بعد، ومن يموت وهو في ثوب زواجه، أو لم يبق على حفل زفافه إلا أياما قليلة.

إن التحسر على الموتى الذين تصرّمت أعمارهم، وتخطفهم الموت، والتوقف عن التخطيط أو العمل بانتظار ذلك الموت الذي قد يطول مجيئه، أو الخوف الشديد من الموت الذي تقصر به الأحلام، وتترك به الأعمال، كل ذلك لا يصنع شيئا للمرء، بل يحوّله من السعادة إلى الكآبة ومن البهجة إلى الحزن.

فالموت حق، وهو نهاية كل حيّ، وطريق لكل البشر، بكل أجناسهم وألوانهم وأمصارهم،  وإنما يتفاوت الناس في المكان والزمان والطريقة فحسب.

ومع ذلك فالمؤمن مأمور – مادام حيا - بعمارة الأرض، وعبادة الله، وفعل الصالحات، والإحسان إلى الخلق، والبقاء على الإيمان بالله، حتى إذا أتت إليه المنية لم يمت إلا وهو مؤمن بربه، يرجو رحمته، ويخاف عقابه، ويحسن الظن به سبحانه.

والموت ليس النهاية يقينا، بل هو البداية الفعلية للحياة الحقيقية، التي تبدأ بالحياة البرزخية في القبر، ثم الحياة الدائمة السرمدية في الآخرة، إما في الجنة أو النار، وكلا الحياتين البرزخية والأخروية إنما توضع أسسها وتبنى قواعدها، ويحدد المصير فيها أثناء هذه الحياة الدنيا القصيرة زمنيا، فمن أحسن في حياته الدنيا فمصيره في الآخرة بات معروفا ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).

إن موقفنا تجاه الموت يجب أن يكون باستحضاره دافعا للمزيد من العمل، ومراقبا للمسيرة، ومشجعا على الاستزادة من الصالحات، وعمارة الأرض بما يرضي الله، حتى ولو قامت القيامة على المرء وفي يده "فسيلة" من النخل "فليغرسها" لأن الغرس بذاته عمل صالح، ونية طيبة، وأما النتائج فهي عند الله.

أسأل الله تعالى أن يجعل أعمارنا مباركة، وخواتيمنا حسنة، وأن يربط على قلوب أهلينا، ويجبر مصابهم، ويصلح لنا آخرتنا ويجعلنا فيها من الفائزين، ويجمعنا مع الأنبياء والصديقين والصالحين وكل أهلينا وأحبتنا، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.


محمد بن سعد العوشن

السبت 28 ذو الحجة 1442
مكتبة الملك عبدالعزيز العامة
خلوة السبت


أغسطس 05, 2021

كيف يمكنك التقاعد في 10 سنوات؟ - مترجم -

في عام 2010 ، كان غرانت ساباتير البالغ من العمر 24 عامًا قد عاد للتو مع والديه بعد انتقاله من وظيفة إلى أخرى ثم تسريحه في خضم الركود. مع أقل من 20 ريالً باسمه وثلاثة أشهر فقط للعثور على مكانه الخاص ، كان ساباتير يعلم أنه بحاجة إلى إعادة موارده المالية إلى المسار الصحيح.

جاء إيقاظه في صباح يوم 24 أغسطس عندما أراد شيبوتلي بوريتو دعوته لتناول طعام الغداء، ولم يكن لديه سوى 10 ريالات في حسابه المصرفي !

حدد "سباتير" هدفًا لنفسه على الفور: اكسب مليون دولار وتقاعد في أقرب وقت ممكن.

بدأ في فعل أي شيء في وسعه لكسب المال ، من البحث في أسماء النطاقات إلى شراء وبيع سيارات فولكس فاجن. يقول: ”كان لدي 13 مصدر دخل مختلف في وقت ما”.

عزز "سباتير"دخله إلى أكثر من مليون ومائة وخمسة وعشرون ألف ريال في السنة. 

كما تمكن من توفير حوالي 80 % مما استطاع تحصيله ، والذي استثمره في السوق. 

بعد خمس سنوات وثلاثة أشهر وستة أيام فقط ، وصل "سباتير" إلى هدفه مع توفير أكثر من أربعة ملايين وخمسمائة ألف ريال  كان ذلك في عام 2015.

(المهم هنا هو إدراك أن الادخار ليس تضحية. إنها فرصة)   "سباتير"

على الرغم من أن قصته تبدو متطرفة ، إلا أن "سباتير"، البالغ من العمر الآن 34 عامًا ، يعتقد أن أي شخص تقريبًا يكسب أكثر من مبلغ معين يمكنه أن يسير على خطاه.

 يقول: ”أعتقد أن الغالبية العظمى من الأمريكيين يمكنهم التقاعد في غضون 10 سنوات أو أقل إذا كانوا يكسبون ما لا يقل عن مائتين وخمسة وستين ألف ريال سنويًا”.

لتحقيق ذلك ، 

يجب أن تكون مستعدًا وقادرًا على توفير 50 ​​إلى 70 في المائة من دخلك باستمرار ، كما يقول ، وقد يتطلب ذلك إصلاحًا جذريًا في أسلوب حياتك. لكن ليس عليك أن تجعل نفسك بائسًا. 

كل ذلك يعود إلى موقفك من الدخول في الموقف ، كما يقول: ”الشيء المهم هنا هو إدراك أن الادخار ليس تضحية. إنها فرصة ”.

ويضيف: 

”عليك أن تعيش بشكل مختلف قليلاً عن معظم الناس”. ربما تفكر ، ”كيف يمكنني العيش على عشرة الاف ريال شهرياً؟ ولكن الحقيقة أنه يمكنك أن تعيش بشكل جيد بالفعل على هذا المبلغ .


يؤكد "سباتير" أن تقديم تضحيات قصيرة المدى يتيح لك الآن حرية الاستقلال المالي لاحقًا. ″ربما تفكر وتقول : ” أوه ، سأضطر إلى الحصول على شقة سيئة حقًا أو قيادة سيارة سيئة حقًا. ” والإجابة هي: ربما يتعين عليك فعل ذلك لفترة قصيرة.


لكننا لا نتحدث عن فعل ذلك إلى الأبد. نحن نتحدث عن القيام بذلك لبضع سنوات فقط من أجل البنك والادخار واستثمار الفرق ”.


إذا كنت مهتمًا بالتقاعد في غضون 10 سنوات ، فإن "سباتير"يقدم ثلاث نصائح لتحقيق ذلك.

1. خفض نفقات السكن الخاصة بك

ما هي أكبر مصروفاتك الشهرية؟ بالنسبة لكثير من الناس ، هذا هو الإيجار. يوصي "سباتير"بمحاولة تقليل هذا الرقم بقدر ما تستطيع لأنه طريقة بسيطة لإحداث تأثير كبير على مدخراتك.

يقول: ”عِش في شقة بأقل تكلفة ممكنة ، واحصل على رفقاء في السكن إن كنت أعزباً، واكتشف منزلًا ، واشتر شقة من غرفتي نوم ، وقم بتأجير الغرفة الأخرى للحفاظ على نفقات السكن الخاصة بك عند أدنى مستوى ممكن”. 

″إذا كان بإمكانك خفض نفقات الإسكان الخاصة بك إلى الثلث  فجأة ، فيكون لديك 10 أو 15 عامًا من الوقت الذي ستستغرقه للتقاعد.”

2. أوجد مصادر دخل أخرى: 

يمكنك فقط خفض نفقاتك كثيرا. لكن المبلغ الذي يمكنك كسبه لا حدود له.

يقول "سباتير":

”اخرج وحاول فقط جني القليل من المال الإضافي”. ″ليس عليك أن تصاب بالجنون ، ليس عليك الخروج وكسب 35 ألف ريال إضافية أو أكثر شهريًا. ولكن كل 4000 ريال تجنيها وتستثمرها بدلاً من ذلك ، سيؤدي ذلك إلى تقليص الأشهر الحرفية للوقت الذي ستستغرقه للتقاعد ”.

ويشير إلى أنه من المهم أيضًا استثمار دخلك الإضافي. من خلال وضع أموالك في العمل ، تكون هذه الأرباح قادرة على النمو ، بدلاً من الجلوس في حساب توفير عادي ، حيث يمكن أن تفقد قيمتها فعليًا على المدى الطويل .

3. الاستمرارية:

إذا كنت تريد التقاعد مبكرًا ، فإن ”أهم شيء” هو الحفاظ على تحفيزك.

يقول "سباتير" :

″أرى الكثير من الناس متحمسين حقًا وهم مثل ،” يا إلهي ، سأخرج وأصبح مستقلًا ماليًا. سوف أتقاعد مبكرا. ثم تعود إليهم بعد 90 يومًا ولم يفعلوا شسئاً لتحقيق الاستقلال المالي".

وقد حافظ "سباتير"على استمراره من خلال تحفيز مدخراته. 

ولهذا فهو يقول: ″هذا هو أحد تلك الأشياء حيث يمكن أن يكون ممتعًا حقًا ، ويمكن أن يصبح مدمنًا حقًا”، وبمجرد حصولك على القليل من الزخم ، ”انظر إلى حسابك المصرفي كل يوم لمدة خمس دقائق. ... ستبدأ في رؤية أموالك تنمو وهذا كل الحافز الذي ستحتاجه ”.

ولا تثبط عزيمتك إذا أدركت على طول الطريق أن 10 سنوات ليست هدفًا معقولًا لنمط حياتك. يقول "سباتير" : ”حتى لو استغرق الأمر 12 عامًا أو 15 عامًا ، ما زلت متقاعدًا مبكرًا”.


المصدر : 

https://www.cnbc.com/2018/12/14/grant-sabatier-of-millennial-money-how-to-retire-in-10-years-or-less.html?

الترجمة من جوجل مع تصرفات يسيرة