يونيو 15, 2020

مبادرة | مكتبة الحي للأطفال

من الأخطاء الكبيرة المشاهدة اليوم : أن تكون خيارات الطفل لقضاء الوقت محصورة في العبث بالأجهزة الذكية، ومشاهدة التلفاز، والمطاعم أو زيارة مدن الألعاب الترفيهية!
لأننا بذلك نغفل عن بناء الكثير من الجوانب المهمة للطفل، ولعل من أهمها بناء العقل والوعي وملكة التعلم لديه، وبناء المهارات المختلفة.
إننا اليوم بحاجة – ماسة – وخصوصاً مع أوقات العطل والإجازات -غير القصيرة – ومع نهاية الأسبوع، نحن بحاجة إلى مرافق أخرى يمكن للطفل زيارتها وإمضاء الوقت فيها بما يعود عليه بالنفع، وبتكلفة رمزية، وبما لا يتطلب من العائلة بذل الجهد والوقت لتحقيق ذلك.

ويتمثل هذا في وجود (مكتبات للأطفال داخل الأحياء)، يمكن لأهل الحي الوصول إليها دون قطع مسافات طويلة. 

ويفترض أن تحتوي المكتبة على مجموعة كبيرة من القصص والكتب المناسبة للأطفال دون المرحلة المتوسطة، ويمكن أن يوضع بجوارها موضع للجلوس والاستفادة من الوقت للأباء، وآخر للأمهات الذين يرغبون في البقاء بجوار أطفالهم، مع أهمية تزويد مكان الجلوس هذا بمجموعة من الكتب المناسبة  للآباء والأمهات والتي تحتوي على ما يناسبهم، وما يتناول الثقافة العامة، وإدارة المنزل وتطوير الذات، بالإضافة إلى بعض الكتب الشرعية الأساسية.

إننا بهذا سندفع بأطفال الحي إلى عالم القراءة الواسع، حيث يصعب على كل أسرة أن تجد المكان والوقت والمال الكافي لإنشاء مكتباتهم الخاصة، فتكون مكتبة الحي مكاناً يجمع الأطفال على الثقافة .

إن فكرة كهذه يجب أن لا تسلك مسلك التكلّف في الإنشاء ولا تضخيم المصاريف، لأن ذلك مدعاة للتوقف والانحسار، فنحن بحاجة إلى أن تكون هذه المكتبة بسيطة من جميع الجوانب، واقتصادية، وذاتية التشغيل، حيث يكون لكل مكتبة أمينة أو اثنتان من أهل الحي، تقومان برعايتها والاهتمام بها وتوزيع العمل بينهن بحيث لا تغلق المكتبة في أوقات عملها، وتقوم الأمينات كذلك بالسعي لتزويدها بالكتب من خلال ما يتبرع به الأهالي من كتبهم، ومن خلال ما تتبرع به مكتبات الحي التجارية من كتب أو أوراق أو مراسم ونحوها.

إننا بحاجة إلى مبادرة أولى، وإطلاق الشرارة، حيث يمكن أن تكون المكتبة بجوار حديقة الحي، أو في أحد المرافق المجاورة للجامع، وثمة فكرة أخرى أيسر وأسرع، وهو أن تكون مكتبة المدرسة الابتدائية في الحي هي ذاتها مكتبة الطفل، مع فتحها من بعد صلاة العصر حتى التاسعة أو العاشرة مساء، وفتحها يومي الجمعة والسبت صباحاً ومساءً، والعناية بجعلها بيئة جاذبة، وتيسير عملية الاستفادة منها بعيداً عن الإدارة البيروقراطية.

ما أحوجنا اليوم إلى من يعلّق الجرس، ويبادر، وإنني على ثقة تامة بأن الفكرة سوف تتطور، وتتجدد، وتتوسع.. وسوف يكون لها الأثر الكبير.

فمن لها؟

يونيو 01, 2020

دروس من حياة أحمد توتونجي


في يوم الاثنين التاسع من شوال 1441 هـ وقعت في يدي نسخة إلكترونية من كتاب (دروس من حياتي) للدكتور أحمد توتونجي، والذي يقع في 131 صفحة من القطع المتوسط.
وقد قرأته لأنه كان خفيف المحمل، ومن رجل له إساهامات شهيرة في العمل الخيري على مستوى العالم.
واقتبست لكم ما اعتبرتها نقاطاً مهمة  تناولها المؤلف حرصت فيها على الإيجاز:
* الشباب يتعطش دوماً لرؤية القدوات، فمهمتنا أن نكون قدوة، وأن نبرز القدوات.
* أعمدة القدوة ثلاثة ( الشفافية - الشورى - الحسبة)
* رسالتنا تنمية جيل الشباب لتحمل المسؤولية .
* يجب العمل على أن يكون لكل فرد في المجتمع مسار تطوعي يختاره ويعمل فيه.
* اسأل نفسك : هل ثمة مكان على خارطة العالم تستطيع أن تخدمه بجهودك، وتصنع فيه أثراً.
* أهمية بثّ روح استشعار المسؤولية في العاملين (أنك المسؤول الأول عن الأمر).
* المسؤولية التي يتحمّلها المفكرون والكتاب المؤمنون عظيمة جداً ، ذلك أن من الصعوبة إنتاج هذا الصنف من الناس.
* (الملاطفة والحوار) هما عماد العلاقة مع المناوئين والمخالفين، لا سيما أن وجود المخالفين لك سنة كونية لا يمكن التخلص منها.
* القراءة والكتابة مثل الساقين للمرء لا يتم المسير إلا باستخدامهما سوياً، فلا يكفي أحدهما عن الآخر.
* من المهم دراسة التجربة المصرية واليابانية في نقل التجربة الأوروبية والاستفادة منها حيث كانت النتائج مختلفة جداً بينهما.
* قيمة الاجتماع والتعاون وعدم التنازع عظيمة، ولا يصلح التنازل عنها.
* الإسلام دين (الوحدة)، فابحث دوماً عمّا يوحّد الناس ويجمعهم، لا عما يشتتهم.
* العمل المؤسسي المنظم هو (كلمة السر) لمن أراد تحقيق النتائج.
* السؤال المهم : كيف نخرج بأعمالنا من إطار الفردية إلى إطار العمل الجماعي المنظم.
* المؤسسات تبقى، والأفراد زائلون.
* لن يتم أي تطوير للعمل الخيري إلا بالعمل الجاد على ذلك، إذ لا شيء يتطور من تلقاء نفسه.
* قِف على الأعمال في أرض الواقع ولا تكتفِ بالتقارير والمعلومات التي تصل إليك عنها.
* وقت (بعد صلاة الفجر) من أجمل الأوقات للتأمل الهادئ، حيث الهواء النقي والسكون والصفاء.
* من أكثر حظوظ الحياة أن يطول عمرك في طاعة الله وحسن عمل.
* كل ما تحصده وقت الحصاد هو ثمرة ما زرعته وقت الزرع.
* ركّز على إيجابيات إخوانك لا سلبياتهم.
* قيمة كل أسرة فيما تنجزه من أعمال لا فيما تملكه من أموال وأعيان.
* من تساوى يوماه (الأمس واليوم) فهو مغبون.