نوفمبر 20, 2017

وهم الأرياف

في أثناء تصفحنا لبعض الصور الجميلة للريّف بكل بساطته وجماله وتلقائيته، يردد البعض بأنه يتمنى أن ينتقل كلياً للسكن في أحد هذه الأرياف الوادعة، بعيدًا عن ضجيج المدن وزحامها وصخبها، وأنه طالما تمنى حياة الدعة والسكون، حيث لا توجد انشغالات تذهب بالأوقات ولا مسافات طويلة يتم قطعها يوميًا.
فهناك .. في الريف يمكن للمرء الاكتفاء بخضار المزرعة التي يزرعها بنفسه، والخبز الذي يصنع في البيت، يستيقظ مع الصباح الباكر ليشاهد إشراقة الشمس، ومن قبله طلوع الفجر، حيث رائحة القهوة تعمّ المكان، وزقزقة العصافير يجلب السعادة، ونقاء الأجواء يسلب الألباب.
وربما تمنى أن يأخذ حينها غنيماته ليرعى بهن، وقد خلا ذهنه من الهموم وزالت عنه الغموم.
يا سلام!
كم هي صورة مثالية متوهمة يصنعها المرء ويوهم نفسه بأن تلك الحال هي أحد أمنياته، وما ذلك إلا لأنه لا يعرف من حياة الريف سوى بعض المظاهر اليسيرة التي يراها في الصور، أو التي يجرب بعضها لأيام محدودة، يأتيها متفرغاً من أعماله، ثم يغادرها سراعاً .. فهو لا زال في سكرة الإعجاب، فحكمه غير دقيق، ومشاعره في الحقيقة غير حقيقية.
ولكي تعلم حقيقة الأمر اسأله وما الذي يمنعك من الانتقال للريف فعلاً؟  فلسوف يحاول جاهدًا اختلاق المعاذير التي تجعله غير قادر على مفارقة المدينة والابتعاد عنها، مع أن هذه الأعذار -غالبًا- مجرد أعذار متوهمة يمكن له تخطيها لو كانت العزيمة صادقة فعلاً.
حياة الريف – ياصاحبي  ليست كوخًا خشبياً متقن الشكل، وليست خيمة أو بدوي في وسط الخضرة الغناء فقط، بل هي انقطاع عن الناس، وبعد عن الخدمات، وصعوبة في التواصل الاجتماعي، وهي حياة جد وتعب وإرهاق، فالحياة في الريف أقل تنوعًا وإثارة إشباعًا للحواسّ، وكل شيء يسير في المدينة، يبدو عسير المنال في الريف.
إن حياة أهل الريف – من واقع رؤيتي لها – مشوبة بالكثير من المصاعب، التي ربما صرفت أهلها عن التمتع بتلك الجوانب التي تظهرها الصور، فهو مشغول برعي الدوابّ، وسقيها، وحلبها، وعلاجها، وحراستها، وهو مشغول بحفظ الطعام وفقاً للموارد المتاحة، وحرث الأرض، والعمل الجاد لاستصلاحها، وإصلاح مقرّ السكنى، وغيرها كثير..
ولهذا فإنه - في الأغلب - لو زالت كل الأسباب لما غادر صاحبنا مدينته إلا لماما، ليمتّع ناظريه بشيء من المناظر غير المألوفة فحسب.

وأختم تدوينتي هذه بقصّة تؤكد ذلك، وقد وقعت للوالد  حفظه الله  مع أحد جيرانه، حيث كانا يلتقيان في المسجد دوماً فيتبادلان أطراف الحديث، فكان الجار يردد على مسامع الوالد بشكل متكرر رغبته في ترك الرياض، والانتقال للمدينة النبوية، وأن تلك أمنية قديمة كانت تراوده، وأنه يوشك على القيام بذلك قريباً، فلما طال حديثه عن هذا الأمر، قال له والدي ذات مرّة : إنك لست جاداً في أمنيتك هذه، ثم أردف الوالد : انتقل للمدينة المنورة الآن، واسكن هناك، وسألتزم لك بسداد إيجار مسكنك للسنة الثانية كاملة إن كنت صادقاً.
يقول والدي : ومن ذلك اليوم المبارك، لم أعد أسمع منه ذكراً للمدينة ولا للسكنى بها قط، وباتت أحاديثنا في شؤون أخرى مختلفة.

الريف جميل للعابرين على عجل، وليس للإقامة فيه غالباً .


دمتم بخير ،،

محمد بن سعد العوشن
@binoshan

نوفمبر 17, 2017

الغرفة الفندقية

حين تقرر البحث عن غرفة فندقية لتمكث فيها ليلة أو أكثر، وتبدأ في تصفح مواقع الحجز عبر الإنترنت، فلا تهمل أثناء بحثك معلومة مهمّة ..
ألا وهي (مساحة الغرفة أو المسكن)، ففي بعض الأحايين تكون الغرفة جميلة التصميم، أو ذات إطلالة جاذبة ورائعة، لكنها بحكم مساحتها المحدودة تجعلك كالمسجون!.
فلا يوجد بها مكان للقراءة والاطلاع، ولا لتناول الطعام، ولا للاسترخاء بعيداً عن سرير النوم، فهي غرفة نوم فقط! أو هي على الأصح سرير فحسب.
 وربما كانت دورة المياه ضيّقة هي الأخرى، بما لا يتيح لك الحركة فيه بشكل سلس.
لذا فالتأمل في مساحة الغرفة، والاطلاع على مرافقها أمر مهم جدًا.

وأذكر أنني ذات مرة استأجرت غرفة في أحد البلاد العربية  وحين دخلت الغرفة، وكنت قد ركزت أثناء الحجز على المرافق العامة الخارجية فحسب، كالبهو، والنافورة، والمطعم، والإطلالة، والتراس، وماشابهها.. وحين دخلت الغرفة المنشودة وجدتها أشبه بالسجن فعلاً، أو هي كغرفة السائق!
فالسرير مخصص لـ (نفر واحد)، والمساحة ضيّقة للغاية، ويبدو وكأن جزءاً منها واقع تحت السلم (الدرج)!..
لذا رفضت دخولها، بل بادرت بطلب البحث عن غرفة أوسع، ودفعت الفارق في القيمة، فلم آت لأجرب تجربة السجن الاختيارية، وإنما أتيت مستمتعاً.
ومما يجدر الانتباه له أثناء البحث كذلك، أن لا تكون المساحة وحدها هي المقياس، فربما كانت الغرفة واسعة المساحة فعلاً لكنها خالية من الأثاث والأدوات، فتشعر حينها أنك في منزل لم يكتمل شراء أثاثه.

وتذكر ختامًا :
أن الصور خدّاعة، فلا تصدّق كل ماتشاهد، خصوصاً حين يكون ناشر الصور هو مقدّم الخدمة ذاته، فهو يصور بشكل احترافي، ويلتقط الصور قبل أن يتم استخدام مرافق الفندق فتبدو جديدة ورائعة، وربما كان قد مرّ على تلك الصور سنين عدداً، فغدت بالية متسخة، وتذكّر أن مهمة المصور المحترف الذي يتعاقد معه الفندق : إظهار المزايا وإخفاء العيوب بشكل احترافي.
فكن حذراً..
وأقرأ تعليقات الزوار، وانطباعاتهم، وشاهد الصور المرفوعة من قبل الزوار، لكي تكوّن حكمك النهائي على مدى مناسبة هذه الغرفة الفندقية من من عدمه.  


29 محرم 1439هـ  كتابة الصباح


دمتم بخير ،،

محمد بن سعد العوشن
@binoshan

نوفمبر 14, 2017

إجازة بدون إجازة

ما الذي يجعل الإجازات والأسفار ممتعة ومبهجة، ويترقبها الجميع ليقضوا معها أطيب الأوقات وأجملها؟
لدي قناعة بأن الأمر لا يعود كله لتغيير المكان ولا لذات السفر، فالسفر أحياناً هو قطعة من العذاب..
وإنما كانت الإجازات ممتعة لأن نفوسنا أقبلت على الأمر بروح مختلفة، وتخلّت عن كثير من المشغلات الذهنية، والارتباطات الفعلية، وصارت مسكونة بالبحث عن المتع هنا وهناك، مما جعل النفس تطرب لكل ما ترى..
ولست أقلل من أهمية ارتياد الأماكن الرائعة، وقطع الفيافي لأجل الاستمتاع بالماء والخضرة والمعالم المختلفة، لكنني متأكد أن هناك أماكن مشابهة لما قد تزوره، وهي تقع بجوارك، ولا يتطلب الذهاب لها مسيراً طويلاً، ولا مالاً كثيراً..
غير اننا لم تذهب إليها انشغالاً بالكثير من الأعمال، فعلياً وذهنياً، ولأن الواحد منّا يشعر بأنه على رأس العمل وليس في إجازة!، فالمفترض أن لا يفكر في هذا الأمر.
ولذا يذهب بعض السوّاح إلى حديقة عامة في بلد ما، ويلبثون فيها، ويصوّرونها، ويتحدثون عنها مثنين على جمالها، وتنسيق أشجارها، وجمال ورودها، وأنها تستحق العناء في الوصول إليها، وجدير بكل زائر لتلك المدينة ألا يفوّت زيارة هذه الحديقة، ولربما كان بجوارهم وفي مدينتهم التي يقطنونها حديقة عامة لا تقل عن تلك شأنًا وجمالاً، لكنها العين التي ترى – أحياناً – حدائق الجيران أكثر اخضراراً من حدائقها.
ولو سألت أحد زائري المتاحف والمعالم التاريخية البعيدة في شتى الأمصار، هل زرت المتاحف القريبة منك، والمعالم التاريخية في بلادك لربما أجابك بالنفي!
ولو سألته، هل زرت المناطق الساحلية، والمنتجعات البحرية، والجزر الجميلة، وحدائق الحيوان، وناطحات السحاب، والفنادق الفخمة، والأسواق المحلية الشعبية، لربما أجابك بأنه لم يزرها إطلاقاً، أو زار بعضها فحسب.
ولهذا ربما رأيت أهل الجنوب يزورون الرياض ليمارسوا السياحة في أرجاء الرياض، ويستمتعوا بجوانب التميز فيها، في الوقت الذي لا يقوم أهل الرياض بمهمة الاستكشاف..
لست بصدد الحديث عن السياحة الداخلية، وعقباتها ومزاياها، ولا التزهيد في الأسفار، وإنما الذي أعنيه هو شيء مضاف، بأن نحاول - وبشكل مستمر- استقطاع سويعات من أيامنا الاعتيادية، أو نهايات الأسبوع، نترك فيها كل شيء من الأعمال والارتباطات والانشغالات، ونخصصها للاستكشاف، والنزهة القريبة، ونتعامل مع الوضع وكأننا سوّاح، نفعل فعلهم، ونتشبه بهم، نتذوق المطاعم، وتقتني بعض المشتريات، ونوثق تلك الأحداث، بل وربما سكنّا في شقة مفروشة واصطحبنا حقائبنا معنا حتى لا نعود للبيت بروتينه المعتاد.
ولسوف تجد في هذه التجربة جملة من لذائذ الإجازة دون الحاجة لأخذ إجازة، ويمكننا أن نوظّف إجازات نهايات الأسبوع وحدها لصنع ذلك.
إذاً ، فالإجازة ليست سفراً بالضرورة، وليست زيارة للأماكن البعيدة فحسب، فقد تكون متع الإجازات بجوارك دون أن تشعر، فتفقّدها وسوف ترى مايسرّك.




دمتم بخير ،،

محمد بن سعد العوشن
@binoshan


الجمعة 30 محرم - كتابة الصباح

نوفمبر 11, 2017

سامحيني

أحسست بوخزة في قلبي قبل المنام .. فكتبت هذه الأبيات على عجل:

إذا متّ الغداة ..فسامحيني *
فكم سامحت في تلك السنينِ

وكم أغضيت عن زلل تباعاً *
وكم قبّحت نفسي كي تزيني

وكم جهد بذلت بدون منٍّ *
وكم لاقيت من تعب ضنين

وكم جمّعت اموالا، ونفسي*
تراودني التمتع بالثمينِ

فأمنعها وأنهرها احتسابا *
وألزمها التقشف كل حين

لتحيوا بعد موتي في اعتزاز*
وتسقون القراح بغير طين


8 شعبان1438

نوفمبر 09, 2017

فمن الله ...

يحقق المرء في حياته نجاحات مختلفة، في مجالات التعليم، والأسرة، والحياة الاجتماعية، وفي المال، وفي الجوانب الشرعية، وفي جوانب أخرى من الحياة.. فيفرح ويسرّ بذلك.
وحين تتوالى تلك النجاحات في المجالات كلها أو في أحد المجالات، قد يتوهم المرء وهو يعيش نشوة الفرح، والثقة بالنفس أن هذا النجاح المتحقق و المستمر إنما تم بسبب جهده الكبير، وعمله الدؤوب.
ويظنّ أن ذلك الجهد والإصرار وحسن التدبير الذي يفعله هو سر نجاحه وتميزه عن الناس!

متجاهلاً أن ثمة أشخاص آخرين عملوا أكثر من عمله، واجتهدوا أكثر من اجتهاده، وبذلوا أكثر من بذله، وحرصوا أكثر من حرصه، ولم يتركوا سبباً إلا فعلوه، ولا باباً إلا طرقوه، ومع ذلك لم يتحقق لهم مرادهم بل كانت نتيجة مساعيهم خسارة وفشلاً وإحباطاً.

وأنا في حديثي لا أقلل من أهمية العمل، والجد، وفعل الأسباب، فذلك أمر مطلوب شرعاً وعقلاً، ولابد منه لكل من أراد نجاحاً دنيوياً أو أخروياً.

لكنني أختلف كلياً مع  الذين بنسبون الفضل لذواتهم فقط، ويتغافلون عن صاحب الفضل العظيم، ومسبب الأسباب، الذي لولاه لما تحقق لك شيء مما تريد، ولو وكلك لنفسك لوجدت كسلاً وانصرافاً وعوائقاً لا تحصى.

فكم من مزارع أحسن اختيار الأرض، وأحسن اختيار البذور، واختار أفضل الأوقات، وتعاهدها بالسقيا والسماد والعلاج، ولم ينبت الله زرعه، ولم يحقق مراده.

وكم من مربٍّ لأبنائه، حريص عليهم، مهتم بشأنهم، باذل الغالي والرخيص لأجلهم، ومع ذلك لم يحق الله له مراده، ولم يرد الله لهم صلاحًا أو نجاحاً.

وكم من منطلق في مشروعات تجارية متنوعة ظنّ أنها ستجعله من الأثرياء، وسعى لأجلها سعياً عظيماً، فإذا بها تكبّله ديونًا ورهقًا، وتدخله السجن لا يملك ريالاً.

أيها الكريم ..

اعمل بجدّ، وابذل كلما في وسعك، فذلك من تمام التوكّل على الله، وحين تفعل الأسباب علّق التوفيق على الله، واعتمد عليه، وتوكل عليه، وحين تحقق نجاحاً وفلاحاً فلا تنس في خضم الفرح أن تنسب الفضل إليه، فهو الذي ألهمك الجدّ حين ابتلى سواك بالكسل، ورزقك التوفيق حين حرم غيرك منه، وأزال عنك العوائق وجعلها في طريق من هم أكثر منك حرصاً وعملاً، وتلمس لطف الله في أمرك كله، فلولاه لم حققت شيئاً من النجاح ألبته.

وحذاري من أن تشابه فعل (قارون) الذي رزقه الله مالاً وافراً كثيراً حتى أن مفاتيح تلك الخزائن لتنوء بالعصبة أولي القوة، فغرّته نفسه، وتوهم أن ذلك إنما هو من جهده وعلمه وعقله، وقال الله على لسانه : (قال إنما أوتيته على علم عندي)، فكان اعتداده بنفسه عظيماً، لذا جاءت عاقبته (فخسفنا به وبداره الأرض، فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وماكان من المنتصرين)، أما المعجبون به، المتمنون أن يكون حالهم في الثراء مثل حاله، فقد أدركوا أن آمالهم لم تكن في محلها، فروى الله حالهم فقال سبحانه (وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون)

احمد الله، واشكره، وأثن عليه، واعترف في كل موضع بأن كل خير أصابك، ونجاح حالفك، إنما هو ( من الله)، وتذكر دوماً قول الله تعالى : ( ومابكم من نعمة فمن الله )، وقوله (ما أصابك من حسنةٍ فمن الله).

فبالشكر، ونسبة الفضل للمنعم: تدوم النعم.

دمتم بخير ،،

محمد بن سعد العوشن


نوفمبر 08, 2017

مقتطفات عن : صناعة التميز عبر ثقافة العمل

حضرت لقاء إثرائياً بعنوان ( صناعة التميز عبر ثقافة العمل) قدّمه د.محمد حامد العميري، وأكتب لكم أبرز ما استفدته من اللقاء.
ماهي القيادة المتميّزة؟  
ج:
- القيادة المميزة ليست التي تسعى لعدم وجود المشاكل في العمل، بل لإحداث التميز والإبداع فيه.
- يجب أن نتساءل دوماً : لو جاءت ( قيادة استثنائية) للمنظمة التي نتسنم قيادتها، فما الذي سوف تصنعه هذه القيادة؟ ثم لنقل لأنفسنا (اصنعه أنت).
- القيادة المتميزة هي التي تجمع بين ( إدارة الأداء والعمل / إدارة الأنظمة والإجراءات / وتقوية وضبط ثقافة المؤسسة) .

هل الفاعلية هي الكفاءة؟
ج:
 ليسا شيئاً واحداً ، فالفاعلية هي : ( تحقيق الهدف المطلوب) أما الكفاءة ( هي تحسين وتسريع وتطوير ذلك) ، لذا فالفاعلية ليست رديفاً للكفاءة، ولا تالية لها، بل الفاعلية أولاً، ثم الكفاءة ثانياً .

اسأل نفسك دوماً : كيف يمكن تحويل تجربة العميل مع منظمتك "تجربة استثنائية" ؟
ج :
من الأمور التي تذكر هنا :
1-الثقة في العميل وقبول حديثه .
2- السرعة في إنجاز الخدمة.
 3- تحقيق خدمة تتجاوز التوقعات.
 4- تقديم خدمات مجانية إضافية.
 5- تقديم خدمات لا يقوم بها أحد.
 6- عنصر المفاجأة.

لنتساءل ، ولنفكّر جماعياً : كيف نحسن تجربة العميل ؟
ج :
اترك الإجابة لك، ولفريق عملك

-  ماهي علامتك التجارية الشخصية أو المؤسسية؟
ج :
هي بإيجاز ( ماذا يقال عنك في حال غيابك؟)

اسأل فريقك : كيف نحسن صورتنا الذهنية أمام عملائنا الحاليين ؟ 
ثم ضع خلاصة الإجابات المتفق عليها في برنامج عمل منتظم.

- كيف لنا أن ننصت لصوت العميل ونستمع لرأيه؟
ج :
اعقد ورشة لحصر الأساليب الممكنة، والأدوات المتاحة للحصول على رأيه بشتى الطرق.

ما الهدف الذي تريد أن يحدث (دوماً ) في كل مرّة يتواصل فيها العميل مع منظمتك ؟
ج :
 1- زيادة في الولاء   
 2- توصية إيجابية وتسويق ذاتي

ما أهم شي في تجربة العميل؟
ج :
 أن لا تكون مبادرة فردية من موظف، فلا بد فيها من (الثبــات) و (الاستمرار )
فالثبات هو أن يتم تقديم ذات الخدمة للجميع، ومن كل فريق العمل بنفس المستوى الاستثنائي.
والاستمرار، أن يتواصل هذا المستوى من الأداء اليوم وغداً وبعد غد، ولا يكون هبّة مؤقتة فحسب.


متفرقات مهمة :
- الحصول على شهادات التميز والجودة لا تعني بالضرورة تحقيق الأرباح، ولا الأهداف، ولا رضا العملاء، ولا أن تكون المنظمة ناجحة فعلاً ! العبرة بما يحدث على أرض الواقع لا بالأرقام، فالأرقام ليست كل شيء.

- الخدمات من الشركات الاستثنائية لا تحتاج للكثير من الدعاية لأنها بطبيعتها وأسلوبها : خدمات استثنائية فهي تصنع دعايتها بذاتها.

- الأهداف الرقمية والاكتفاء بها يؤدي أحياناً إلى الانشغال بأعمال تدفع لضياع الرسالة والقيم والإنجاز الفعلي.

- حدد احتياجات العملاء بدقة، لكي تسعى لتحقيق ما يمكنك تحقيقه من احتياجاتهم، وبعض الخدمات والاحتياجات قد تكون مجانية.

- ليكن هدفك : تقديم أفضل خدمة، بأفضل فاعلية، بأفضل كفاءة.

- احصر قائمة (أشهر عملائك) في كل مجال خدمة أو في كل منطقة، لتوجّه لهم أسئلة دقيقة وتسمع صوتهم، وتأخذ بمقترحاتهم، وتلتقط تقييمهم للتجربة.

- احرص على أن تقدّم خدمة استثنائية في كل نقطة تماس مع العملاء ( الاستقبال ، الاتصال ، الرد ، تقديم الخدمة، المتابعة، غير ذلك...) .

- أغلب من يمثّل المنظمة، ويتعرض للعملاء، هم موظفو الصفوف الأولية، فلابد من العناية باختيارهم، وتدريبهم.

- الذي يقود الموظفين لتقديم تجربة استثنائية هو ( ثقافة العمل)

- (ثقافة العمل) أهم بكثير من الخطة الاستراتيجية، وهي – أي الثقافة - تأكل الاستراتيجية على الإفطار ..

- ثقافة العمل أو ثقافة المؤسسة: قيم ومعتقدات تؤثر على فكر وتصرف الناس وتعكس مدى جودة عملهم.

-  Zappos أنموذج على شركة تقدّم تجربة مميزة جداً في خدمة العملاء.


عقد اللقاء يوم الأربعاء 19 صفر 1439هـ بمقرّ مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية ضمن فعاليات اليوم العالمي للجودة.



دمتم بخير ،،

محمد بن سعد العوشن
@binoshan

نوفمبر 06, 2017

الهروب من الذات


هل سبق لك أن تركت كل المشغلات وأقفلت كل مصادر الضجيج والتواصل والاتصال من حولك، ثم اعتزلت الخلق كلهم، لا أقول أياماً بل ساعات فحسب؟

هل أمضيت ساعات – وأنت مستيقظ طبعاً – دون أن يكون معك أو بجوارك جوال أو تلفاز أو إذاعة أو تواصل شخصي أو حديث هنا أو هناك، حيث الهدوء الشديد، والصمت المطبق؟

كل واحد منّا بحاجة لساعات من الخلوة التي يوقف فيها هدير المحركات، ويخلد فيها إلى السكون التام، وحين تقوم بهذا لعشرين أو ثلاثين دقيقة تقريباً فسوف يبدأ جسمك وعقلك وفؤادك في التحدث إليك، سيبدأ حديث النفس للنفس، ستبدأ أسئلتها التي طالما هربت منها بإدمانك للانشغال إثر الانشغال، لذا فقد آن أوان لحديث الذات، فلا عذر لك.

وفي لحظات السكون النادرة هذه يفترض أن تطرح على نفسك جملة من الأسئلة العميقة والدقيقة، من قبيل:
  • يا فلان هل تراك على الطريق الصحيح؟
  • هل أنت تسير نحو الوجهة الصحيح؟
  • ما الذي يرهقك؟
  • ما الذي يسعدك؟
  • ما هي أولى أولوياتك؟
  • هل تعطيها حقها من الاهتمام؟
  • أي الأعمال تأخذ جهدك وترهقك دون أن تكون ذات أهمية توازي ما تبذله فيها؟
  • كيف وضعك مع عبادتك، مع جسدك، مع عقلك، مع عواطفك؟
  • كيف هي علاقاتك، مع أهلك، مع أصحابك، مع جيرانك؟
  • ما مدى رضاك عن هذا الموضع الذي أنت فيه اليوم؟
  • أليس بإمكانك أن تصنع المزيد وأن تكون في موضع أفضل؟
  • هل أنت مقتنع بتصرفاتك وأسلوب تعاملك واختياراتك؟
  • هل أنت مقتنع بوضعك الاجتماعي؟
  • هل أنت آخذ في الترقي أم الهبوط؟
  • ما القرارات التي يجدر بك اليوم اتخاذها؟
  • ما العلاقات والمشاغل والأعمال والالتزامات التي يفترض بك اليوم قطعها؟

وربما وردت عليك أسئلة أكثر خصوصية وارتباطاً بوضعك..

لماذا فعلت كذا مع فلان ولماذا لم تفعل كذا؟
هل كان تصرفك في ذلك الحدث مناسباً؟
أيجدر بك الاعتذار أم لا؟
هذه وغيرها ستطرحها ذاتك عليك إذا أتحت لها لحظات السكون والصفاء والهدوء، وسوف تجد نفسك بين لحظة وأخرى تنتقل من موضوع لآخر، ومن حدث جديد لحدث قديم، وهكذا دواليك.

لا بأس.

أتح لها الحديثَ كما تريد فهي منذ زمن طويل لم يستمع لها أحد، فلا عجب أن تجد لديها كل هذه الثرثرات المربكة والموقظة في آن واحد.

وسيهدأ هذا الضجيج نسبياً وتتوازن أحاديثه إذا أعطيت لذاتك موعداً أسبوعياً للتأمل والمراجعة والحديث الذاتي والخلوة، لأنك ستبدأ في الإجابة بوعي، والتصرف بوعي وسوف تقوم بحلّ جملة من الإشكاليات التي كانت تطرأ عليك.

إننا أحوج ما تكون للانفصال الاختياري عن الواقع، والتأمل بهدوء، فذلك من عوامل الاستقرار النفسي، وتصحيح المسار، وحصول الاتزان.

دمتم بخير،،

محمد بن سعد العوشن
@binoshan

تمت كتابته يوم الجمعة 30 محرم 1439 - نشر في صحيفة  تواصل