يونيو 16, 2017

أصِلح في موضع واحد

تقابل في الحياة أفراداً يحملون همّ المجتمع، ويطمحون إلى أن يكون مجتمعاً مثالياً في جوانبه المختلفة، وترى الواحد منهم يتمنى أن يكون مجتمعه المحلّي متقدماً في الجوانب العلمية والتعليمية والصحية والسلوكية والحقوقية والخدماتية والحضارية والثقافية…، وأن يقدم أفراد المجتمع أنموذجاً فاعلاً للمواطن الصالح الذي يعمل لأجل خدمة وطنه ومجتمعه.
وهذه أمنيات جميلة، وطيبة، ونوايا محمودة.
لكن المشكلة أن كثيراً من أولئك المحلّقين في طموحاتهم، ونظراً لارتفاع سقف الطموحات لديهم، ونظرتهم للمجتمع ككل بعين النقد والتقييم، وطلب التحسين، تراهم قد توقفوا عن العمل، وتوقفوا عن الإصلاح، وتوقفوا عن المبادرة!

فالواحد منهم من شدّة حماسته وغيرته على مجتمعه أصبح محبطاً، فعيناه لا تقع دوماً إلا على الخلل بغية تحسينه، وصارت حاسة التقاط الأخطاء لديه فاعلة بشكل يفوق الاحتياج.

ولذلك فهو يرى أن الشقّ أكبر من الرقعة – كما يقال-، وأنه مهما أصلح هنا أو هناك فإن مواضع الخلل من الكثرة بالشكل الذي يجعل إصلاحها عسيراً.

وهذه النظرة – خلافاً لحماسته الممدوحة – محل ذمّ، ومثلبة بحقّه، ذلك أنه اعتبر نفسه مسؤولاً عن كل شيء، وهو ليس كذلك.

أيها المبارك.. ليس مطلوباً منك أن تغير الناس ليصبحوا وفق مواصفاتك، وليس مطلوباً منك التأكد من قيام الكل بمهامهم، وليس مطلوباً منك إصلاح المجتمع برمته، فأنت لست نبياً مرسلاً لقومه لكي يصلحهم أجمعين، فالمهمة الرئيسة الملقاة على عاتقك هي أن تقوم بإصلاح حقيقي في المجال الذي تعمل فيه، أو تقدر عليه.

يجب أن نفرق بين الاهتمام بالمجتمع، وبين إصلاح المجتمع، فأنت في مجال الاهتمام يمكن أن تجعله واسعاً كبيراً، لكنك في مجال العمل لا تستطيع ذلك، فركّز جهودك في أن تصلح (ما يمكن إصلاحه في نطاق تحكّمك وسيطرتك) فحسب.

فمطلوب منك أن توجّه حماستك لإصلاح بيتك – مثلاً -، وأن تسعى لتربية أبنائك وتهذيب أخلاقهم، وتحسين سلوكياتهم، ومظهرهم، ودورهم، وتعليمهم، وتوجيههم بشكل مستمر، وتقديم النصح لهم، وحمايتهم من الأخطار المحيطة بهم، بدلاً من توجيه حماستك لنقد التعليم والتربية والأخلاق في مجتمع اليوم، والإسهاب في الحديث عن الظواهر السلبية لدى شبابنا.

ومطلوب منك أن تصلح في نطاق عملك، أو دائرتك، (الوزارة – المدرسة – الشركة – المسجد -… )، بدلاً من صرف الهمّة لنقد الأداء الحكومي، أو المؤسسات التعليمية، أو القضائية أو الخدمية، أو ما شابهها.

إن الاستمرار في النقد بشكل مبالغ فيه، يحمل في ثناياه تبريراً للقعود وإرضاءً مخادعاً للنفس بأن الخلل مما لا يمكن تقويمه وإصلاحه، بينما الحقيقة أنه لو اهتمّ كل واحد منا بإصلاح أبنائه لصلح شباب المجتمع، ولو أصلح كل مناً مدرسته لصلح التعليم، ولو أدّى كل واحد منا مهامه على أفضل وجه لحدثت نقلة كبرى في الأداء.

أيها المبارك.. أوقِد شمعةً وكفّ عن لعن الظلام.

أصلِح في موضع واحد، واترك باقي المواضع لغيرك.

اهتم بتحسين النطاق الذي تملك التأثير عليه واترك ما سواه.

انشغل بالممكن، ودع غير الممكن، تكن من المصلحين المنجزين الفاعلين في خدمة مجتمعك ووطنك، وتنام حينها قرير العين جذلاناً بما حققت من نجاحات.

دمت موفقاً

نشر في صحيفة تواصل هـنـا

محمد بن سعد العوشن
@binoshan

يونيو 10, 2017

لا تعايد "الكل"

رسائل المعايدة والتبريكات الجماعية ممجموجة، استمع لوجهة النظر


يونيو 10, 2017

شيء من سيرة عمّي الشيخ الداعية سعود بن محمد العوشن رحمه الله

حلقة شاركت فيها في قناة المجد الفضائية، نتناول سيرة العم الشيخ / سعود بن محمد العوشن رحمه الله، والذي كان قد عمل في مجال (الدعوة)  في جنوب الفلبين لمدة تزيد عن 25 عاماً، نتناول في الحلقة شيئاً من مواقفه، وسيرته، وحياته، وإنجازاته.

يونيو 10, 2017

لقاء عن أداء الإعلام الهادف في 15 عاماً

لقاء شاركت فيه بقناة المجد ، مع الزميل اسماعيل العمري، ويدير البرنامج الزميل / وليد باصالح، يتناول تقييم الأداء الإعلامي الهادف بعد مرور مايقارب الـ 15 عاماً على انطلاق أول فضائية إعلامية هادفة وهي ( قناة المجد )، وماتبعها من قنوات، تشمل الحديث عن النجاحات، والإخفاقات، والمقترحات حول هذا الشأن.

يونيو 10, 2017

التنفيس و(الفضفضة)

يتعرض المدير الجديد – على وجه الخصوص – في أثناء عمله لكثير من المشكلات، ويقابل أشخاصاً ذوي طبائع مختلفة، كما أن مجريات الحياة تتضمن عدداً من المصائب والهموم والنوازل المتنوعة، ويتفاوت الناس في تعاملهم معها تفاوتاً كبيراً، فثمة أشخاص يظهرون مشاعرهم، ويعبرون عنها بوضوح، وثمة آخرون يكبتون مشاعر الأسى والحزن في أنفسهم ولا يظهرون منها شيئاً، فتعمل عملها السيء في تفكيرهم واهتمامهم، بل وفي أجسامهم، كما أنها تصرفهم عن الكثير مما يفيدهم.
 لذا يحسن التعامل مع هذه الضغوط و التقليل من الآثار السلبية لها، من خلال "التنفيس عن النفس" بشكل منتظم، وذلك من خلال وسائل شتى، ومن بينها:

1- بث الهموم للأهل والزملاء بالحديث معهم، والإفضاء إليهم بما في النفس، وما يشعر به المرء من آلام وصعوبات، فذلك الإفضاء يعمل على تخفيف المصيبة، والتهوين من شأنها، ويشعر المتحدث بعد هذه الفضفضة بالكثير من الراحة، ولذا قال الشاعر:

ولابد من شكوى إلى ذي مروءةٍ   * يواسـيك أو يسليك أو يتوجـعُ
   
ولا شك أن بثّ شكواك وهمّك إلى ربك عزوجل في خلوتك، وعلى سجادتك، وفي ساعات سكون الخلق أنفع وأكثر أثراً لذا أخبرنا الله تعالى عن حال نبيه يعقوب عليه السلام بقوله: (قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)، وفي الحديث : (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس)

2- الكتابة الخطية للمشاعر الحقيقية التي تصول وتجول داخل النفس، كأن تكتب رسالة موجهة للشخص الذي قام بالإساءة إليك أو قصّر في التعامل معك، وأياً كان مآل الورقة المكتوبة، وهل سيتم إرسالها فعلاً أم سيتم تمزيقها فإن الأمر سيان، ذلك أن الكتابة بحد ذاتها لون من ألوان التفريغ الانفعالي المجرب.
اكتب مشاعرك على الورق أو على الحاسوب، أو في المفكرة بهاتفك المحمول، اكتب ثم اكتب، ولا تدقق كثيراً في الأسلوب أو الألفاظ، فالمهم هنا ألا يبقى في نفسك كلمة تود قولها إلا وقد كتبتها.
وقد أكدت بعض الدراسات النفسية أن التعبير عن المشاعر السلبية بالكتابة يخفف الأحمال ويزيح الكثير من الهموم، ويساعد على اندمال الجراحات النفسية ويدفع شرور مرض الاكتئاب، ويجعل المرء في حالة نفسية جيدة تمكنه من التعامل مع مشكلاته بشكل أفضل.

3- المكاشفة والمصارحة مع من يكون سبباً للمشكلة أو ذا علاقة بها، لأن الكتمان المستمر، وابتلاع الغصص والأخطاء واحتمالها يجب أن يقف عند حد معين لا يجاوزه، وقد تثمر تلك المكاشفة اتضاح مبررات مقنعة لأحد الطرفين، أو جوانب مؤثرة في الموقف بحيث ينقلب الحزن فرحاً والغيظ محبة وتقديراً، وقد تكشف المصارحة صلاح نية الفاعل، وحسن مقصده، أو أنه كان مكرهاً على فعله مجبراً عليه فيخف أثر المشكلة بشكل كبير.

4- تخصيص بعض الأوقات للراحة والاستجمام والترويح عن النفس بعد وفي أثناء أوقات الجد والعمل، إذ يتم في تلك الأوقات تبديل المشاعر، ونسيان الهموم، وتغيير الحالة النفسية بشكل كبير، شريطة أن يعوّد المرء نفسه على الانغماس في وقت الراحة دون تنغيصها بإعادة التفكير فيما وقع، واسترجاع شريط الماضي.

إن من المهم أن نحسن التعامل مع المشكلات التي تؤرقنا وتتسبب في إيجاد القلق لدينا من خلال هذه الطرق وسواها، وألّا نستسلم للقلق وكثرة التفكير في الماضي الذي انقضى ولم نعد نملك تجاهه خياراً، أو في المستقبل الذي لم يقع بعد وهو غيب لا يعلم ما يقع فيه إلا الله، فذلك التفكير السلبي مؤذن بالعديد من الأمراض النفسية والعلل الصحية ما لم نتدارك الأمر من بدايته، ونقوم بالتنفيس عن أنفسنا بالطرق المناسبة.


محمد بن سعد العوشن
@binoshan

يونيو 07, 2017

ارسم أهدافك بخطوات سهلة "مجاناً "

قم بتحميل نسخة من الكتيب الصغير مجاناً من خلال أحد هذه الروابط الأربعة التالية :
الرابط الرئيس    |    الرابط الثاني        |    الرابط الثالث    |     الرابط الرابع


محمد بن سعد العوشن   @binoshan

يونيو 03, 2017

العلاقة بين التعرض لمواقع الجهات الخيرية على شبكة الإنترنت والتفاعل مع أنشطتها


دراسة ميدانية على عينة من طلاب وطالبات المرحلة الجامعية في مدينة الرياض
بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في الإعلام
 إعداد الطالب : محمد بن سعد العوشن
 إشراف : د.محمد بن سليمان الصبيحي
الأستاذ المساعد بقسم الإعلام
يوصي الباحث بما يلي :
1.   أهمية إنشاء المواقع الرسمية للجهات الخيرية على شبكة الإنترنت لكونها الواجهة الأكثر تفضيلاً للزوار، وعدم الاكتفاء بالمعلومات المنثورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

2.   أهمية إعطاء محتويات مواقع الجهات الخيرية مزيداً من العناية من خلال العرض الجذاب والمحتوى الشيق، والمعلومة المتكاملة، وكتابة الأهداف والرسالة والرؤية بشكل واضح، لكون ذلك أحد عوامل الجذب للزوار، وأحد أبرز تفضيلات عينة الدراسة.
3.   أهمية عناية الجهات الخيرية بالأنشطة التطوعية، والسعي لجعل التطوع مضمناً في مواقعها، لتكفل المزيد من التواصل بينها وبين الزوار، فـ"الأنشطة التطوعية" تحظى باهتمام كبير من عينة الدراسة .
4.   أهمية العناية بتنويع المحتوى وتحسينه وتحديثه، لأن غالبية أفراد العينة الذين يزورون مواقع الجهات يبقون فيها مدة طويلة نسبياً، تتجاوز الـ (7) دقائق.
5.   أهمية إعادة صياغة المعلومات والأخبار في مواقع الجهات الخيرية بأسلوب مشوق، يعتني بقوة الصورة، وقوة القصة، وتوظيفهما بالشكل الأمثل لتحقيق رسالة الجهة الخيرية .
6.   الحاجة إلى مزيد من التسويق والإعلان والدعاية لمواقع الجهات الخيرية إذ أوضحت النتائج انخفاضاً في معدل الزيارات لتلك المواقع، بل إن (27.4% ) من عينة الدراسة لم يسبق لها زيارة مواقع الجهات الخيرية على الإطلاق، مع العناية بالتسويق الإلكتروني خصوصاً لكونه الوسيلة الأكثر وصولاً لشريحة الشباب، وتوظيف الشبكات الاجتماعية، وخدمة الرسائل الإلكترونية (عبر الجوال والبريد الإلكتروني) في الإعلان عن موقع الجهة الخيرية.
7.   أهمية العناية باحتياجات الشباب وتحقيق ذلك من خلال مواقع الإنترنت للجهات الخيرية .
8.   أهمية إتاحة وسائل متعددة للتفاعل بشتى مستوياته مع مواقع الجهات الخيرية، وتسهيل ذلك، مع إتاحة خطوط التواصل الساخنة مع الزوار لكسر الحاجز بين الشباب والجهات الخيرية.

يمكنك الحصول على نسخة إلكترونية من البحث كاملا ( 124 صفحة)  من هــنــا