مارس 29, 2017

رسائل خاصة لابني الحبيب


يا بُنيّ
إن درب الكسل والخمول والتفلّت.. يسيرجداً، وبإمكان الجميع أن يسلكوه، لكن عاقبته ليست يسيرة ولا مبهجة.

لذا فإنني أحيي فيك حيويتك ونشاطك وحرصك على العمل والإنجاز وتحصيل العلم والسعي وراء الرزق وجمع المال، ومع هذه الحيوية أهمس في أذنك:
لا تنس قلبك يا بني، رققه بالطاعات، وأصلحه بالنوافل، والحرص على الجماعة، وترك المحرمات، والرفقة الصالحة.

يا بُنيّ
لا تنظر إلى المنفلتين نظرة إعجاب،  بل انظر لهم نظرة رحمة ورأفة وإشفاق.

لا تتمن أن تكون مثلهم، فهم لم يجدوا من يحرص عليهم، ويخاف عليهم أكثر مما يخاف على نفسه.
أشفق عليهم إذ لم يكن لديهم وازع داخلي يمنعهم من هذا التلفلت الذي مآله الخسران.
ارحمهم يا بني، وادع الله لهم بالهداية، واجتنبهم.

يا بُنيّ
ليكن قدوتك في هذه الحياة : أفاضل الناس، المذكورين بالخير حيثما حلوا ، من تلهج الألسنة بشكرهم، ومن تشيع وتذيع مواقفهم الحسنة في حياتهم وحين يقبض ملك الموت أرواحهم، ويبكي الناس كثيرا لفقدهم.

يا بُنيّ
إنك لا تعلم متى يقبض ملك الموت روحي أو روحك، فأسباب الموت اليوم كثيرة، وموت الفجأة يفجعنا كل يوم بحبيب أو قريب.

يا بُنيّ
لربما كان جسدك اليوم أو غداً "جنازة" تحمل على الأكتاف للصلاة عليها في هذا الجامع أو ذاك، فهل تراك على حال ترضي الله؟

يا بُنيّ
حين أمنعك من أمر، وأرفضه، فلا تظنّ بأنني أبحث عما يغضبك، أو يجلب لك الحزن، أو أضيّق عليك

إنما أمنعك لأنني أحبك، وأمقت كل شيء قد يضرّك، قد أصارحاك بالسبب حيناً، وقد أكتمه لمصلحة لا تعلمها أحياناً أخرى.

لا تنبّش كثيراً، لا تحرص على استنطاقي كل مرّة عن السبب، وثق بأنني حريص عليك.. أحياناً أحرص منّي على نفسي.

يا بُنيّ
إن استقلالك بالمال، أو بالأصدقاء، أو بالجوال، ووسائل الاتصال المختلفة لايعني أن تنسى فضل الله عليك، وإكرامه لك، وجوده عليك، فتنطلق بكل ما آتاك الله لتفعل ما يحلو لك.

تذكر أن كل ما أنت فيه  من حال إنما هو "نعمة" من الله، وبالشكر قولاً وفعلاً تدوم النعم.
واعلم بأن الله سبحانه قادر على أن يسلب منك كل نعمة أنعم بها عليك فجأة.
فلا تستعمل نعم الله في معصيته.

يا بُنيّ
كلما تصنعه اليوم بوالديك.. سيصنعه أبناؤك بك، فالجزاء من جنس العمل

يا بُنيّ
إنما هي أيام أو سنوات، ونودّعك، مفارقين هذه الحياة، لتبقى من بعدنا تصارع أحداث الحياة، وتخوض غمارها..
حين نغادر ستدرك حينها كم كنت مقصراً أو عنيداً أو متجاهلاً .. ستدرك وتندم ولات حين مندم .
فتدارك الآن مادام في الأمر فسحة، ومادمنا على قيد الحياة.

واسلم يا رعاك الله

دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@binoshan

مارس 29, 2017

"السعودية" والتقدير الإلهي


* قَدَرُ السعودية الجميل أن تكون موئل الإسلام، ومنطلق الرسالة المحمدية، وحامية الدين الحقِّ، ونصيرته في كل أرجاء الأرض.
* قَدَرُ السعودية الجميل أن تشرفت باحتضانها للحرمين الشريفين، فباتت مهوى الأفئدة، ومقصد كل مسلم على الأرض، وقبلةً يتوجه إليها كل مسلم، خمس مرات في اليوم بل تزيد..
* قَدَرُ السعودية أن تكون محطَّ أنظار المسلمين حيثما كانوا، يرونها أمهم الرؤوم، وحصنهم الحصين.
* قَدَرُ السعودية الجميل أن تكون القدوة والأسوة في إظهار الإسلام النقي الأصيل، كما أنزله الله أول مرة، بَعِيدَاً عن تطرفات الغلاة، وفهمهم الضال للإسلام، وبَعِيدَاً عن تخرصات المتحررين، وتأويلاتهم المتميعة للإسلام أو المنسلخة منه.

لهذا فإنه يمكننا – عقلاً – أن نتخيَّل تحوُّل أي بلد آخر – غير السعودية – ليخوض تجارب الشرق والغرب في الحكم، والتشريعات، والقوانين، والاستثمار، والترفيه، والسياحة، والإعلام، والتعليم، وغيرها.

لكننا عاجزون عن أن نتصوَّر – حتى في الخيال – أن تكون بلادنا (السعودية) حيث منطلق الرسالة المحمدية في تلك الحال السلبية التي نُسلِّم فيها فكرنا وسلوكنا ومعتقدنا ومنهجنا للغرب أو للشرق.

ومن هنا؛ يمكننا أن نكون واثقين تَمَامَاً بأننا – بوصفنا بشراً أكرمنا الله بالإقامة على هذه الأرض المباركة سنين عَدَدَاً – مهما فعلنا من محاولاتٍ ومساعٍ لدعم الإسلام، أو لإضعافه، فإننا لا نشكل على تاريخ هذه الأرض سوى مرحلة قصيرة محدودة نحن بعدها زائلون.. أما الإسلام فباقٍ قبلنا ومعنا وبعدنا.

فهنيئاً لمن كان عمره وعمله في دعم وتعزيز وتقوية هذا الدين في نفوس العباد، فسيبقى ذلك ذكراً حسناً في الدنيا، وعاقبة جميلة في الآخرة، والويل لمن عمل بخلاف ذلك؛ إذ ستكون عاقبة أمره خسراً.

وإذا كانت الدول والمجتمعات والشعوب الأخرى تستيقظ اليوم لتعود إلى الإسلام الأصيل، الإسلام النقي، وتحاول جهدها لكي تعود من درب الغواية والانحراف إلى الصراط المستقيم بتحكيم شرع الله، والالتزام بأوامره ونواهيه؛ فما بال بعض أبنائنا اليوم – بكل جهل واستلاب – ينادون ويبذلون مساعيهم غير الحميدة للسباحة ضدّ التيار، والسعي لتغيير هوية المجتمع المحافظ المسلم إلى هويَّة أخرى مستوردة، لا تمثل تاريخاً، ولا وَاقِعَاً، ولا منطقاً، كما أنها تصطدم بشكل واضح مع تعاليم الإسلام الواضحة الصريحة التي لا يمكن تأويلها.

إنَّ علينا اليوم مُهِمَّة كبيرة، علينا جَمِيعَاً بوصفنا مواطنين صالحين يهمُّنا حاضر بلادنا ومستقبلها.
وحديثي موجَّه (أولاً) 
إلى قادة الرأي وأصحاب القدرة والسلطة والنفوذ، إلى الذين بيدهم سلطة التأثير والتغيير، إلى الذين يستشعرون المَسْؤُولية تجاه المجتمع، إلى خطباء المساجد، والإعلاميين، والمعلمين: لقد وضع الله بيدكم الكثير من المفاتيح، فالله الله أن تؤتى البلاد مِنْ قِبَلِكم، وتذكَّروا أنكم أمام أمانة عظيمة تحملتموها فأدوها وارعوها حق رعايتها.

وحديثي موجَّه (ثَانِياً) 
لكل فرد في هذا المجتمع المبارك – متسائلاً – : ما دورك الإيجابيّ الفعَّال في خدمة دينك ومجتمعك ووطنك؟ ما دورك في حماية هذا المجتمع من كل محاولات الإفساد التي تحاول سلخه من هُويته، وخلع كل أرديته لإلباسه اللباس الغربي بكل عُريه وفساده؟ ما دورك في حماية الشباب من إخوانك وزملائك من غلوِّ التطرف، وغلو التفتح؟

ليسأل كل واحد منَّا نفسه تلك الأسئلة، ثُمَّ ليبادر بعمل صالح مشروع، وليحدث بصمة فاعلة.

فأنت أيها المواطن “رجل الأمن الأول” الذي يسعى لحماية الوطن من كل دخيل (فكراً كان أم أشخاصاً)، وَإِذَا خلصت النوايا، فإن الله يطرح البركة والتوفيق، فيجعل للعمل اليسير تَأْثِيرَاً كبيراً، فانطلق متوكلاً على الله، مستعيناً به لحماية المجتمع من كل ضرر، ووقايته من كل شرٍّ.

دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@binoshan


مارس 22, 2017

روعة الابتكار الوقفي


لاتزال الحاجة ماسّة لابتكار أفكار ونماذج وحلول لدمج الوقف بالحياة العامة، وتوسيع نطاق المساهمة فيه لتصبح متاحةً لكل أحد،  ولا يكون الوقف قاصراً على أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، أو ملاّك العقارت دون غيرهم.
وقد سعدت بزيارة لموقع مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة في دبي على شبكة الإنترنت الذي تناول موضوع إدماج الوقف في حياة الناس، مشيراً إلى أن العمل الوقفي بحاجة للابتكار، وساق المركز نماذج تجعل الوقف متيسراً لكل جهة وفق نشاطها الرئيسي.
مما يجعل التفكير في هذا الأمر يتوسّع بشكل ضخم .
ولعلي هنا أذكر شيئاً مما طرحه المركز من ألوان الابتكار في مجال الوقف وأضيف إليه شيئاً من التفسير أو الدمج أو التفصيل، وهي نماذج جديرة بأن تحتذى ، كما أن الاطلاع عليها - دون شكّ - يدعوك أيها القارئ إلى المزيد من الابتكار والتجديد.

قد تكون بعض الصور التي عرضها المركز مما يمكن اعتبارها (وقفاً) في المفهوم الشرعي، وبعضها قد يكون أقرب للصدقة، لأن الوقف هو أمر متسم بالثبات، أي ثبات الأصل، واستمرار الغلّة أو الاستفادة منه، لكن وبغضّ النظر عن المصطلح وحدوده وتفسيراته، فإنني أدعوك للاطلاع على ال
ومن هذه النماذج :

1- طاولات المطعم الوقفية:  فيمكن للمطاعم تخصيص طاولات محددة من طاولات المطعم أو نوعاً من أنواع الطعام المعدّ في المطعم وقفاً يعود ريعه على أوجه الخير.

2-  المقاعد الوقفية :  يمكن أن تخصص الأندية الرياضية مقاعد محددة  في استاداتها الرياضية باعتبارها مقاعد وقفية، بحيث يعود ريع تذاكرها للصرف على المصارف التي ينصّ عليها النادي، والأمر ذاته ينطبق على مقاعد شركات الطيران، والقطارات، الوسفن والعبارات.

3- سيارات الأجرة الوقفية: يمكن لشركات سيارات الأجرة أو شركات تأجير السيارات أن تخصص بعض السيارات ضمن أسطولها ليكون ( سيارة وقفية) فيعود ريع إيجارها على المصارف بعد خصم التكاليف ( راتب السائق، الصيانة، ...).

4- الوحدات الوقفية: يمكن للمستشفيات الخاصة، وللفنادق، وللشقق والوحدات السكنية، والمنتجعات وغيرها أن تخصص بعض الوحدات أو الغرف أو العيادات لتكون وقفاً، ويكون ريعها مخصصاً للصرف على أبواب الخير والإحسان.

5- الأسهم الوقفية: يمكن للمشاريع الصغيرة والنشئة وللشركات المختلفة أن تقوم بتخصيص نسبة من أسهمها كأسهم وقفية يعود ريعها لخدمة المجتمع.

6- الساعات والخدمات الوقفية: يمكن للشركات الاستشارية أن تلتزم بوقف عدد معين من ساعاتها الاستشارية لتصبح ساعات وقفية، أو تعتبر أحد خدماتها المتنوعة (وقفية)، بحيث يتم صرف ريع هذه الساعات أو الخدمات على أحد المجالات الخيرية، أو يتم تخصيص تلك الساعات والخدمات - مجاناً-  للفئات الأكثر حاجة في المجتمع،  أو للجهات الخيرية، حسب نوع التخصص الذي تقوم به الشركة.

7-  البوابات الوقفية: يمكن للمرافق الترفيهية أن تقوم بتحويل أحد بوابات الدخول للمرافق إلى  بوابة وقفية، بحيث  يعود ريع التذاكر للداخلين من هذه البوابة للوقف، ويصرف على مصارفه .

8-  الإعلانات الوقفية: يمكن للقنوات التلفزيونية والإذاعية تخصيص ثوانٍ وقفية يعود ريع الإعلان خلالها لخدمة المجتمع، وفي الوقت ذاته يمكن للمراكز التجارية أن تخصّصّ شاشات وقفية داخل المركز أو وقتاً معيناً من دقائق العرض وساعاته ليعود ريع الإعلان فيها للمصرف المحدد أو تتم إتاحتها لبعض المشاريع الخيرية مجاناً، والأمر نفسه يمكن أن يقال عن (صفحات وقفية) في الصحف والمجلات المطبوعة ، و (زوايا أو بنرات وقفية) في المواقع الإلكترونية.

9- المواقف الوقفية: يمكن للجهات التي تمتلك مواقف خاصّة تقوم بتأجيرها أن توقف بعض هذه المواقف ويكون ريع المواقف الموقوفة طوال العام مصروفاً على مصارف الخير التي يرونها .

10- الرفوف الوقفية: يمكن لمحلات التجزئة أن تخصص (رفوفاً وقفية) ضمن متاجرها، بحيث يعود ريع تأجيرها أو ريع المنتجات المباعة عليها لخدمة المجتمع.

11- الأجهزة الوقفية: يمكن للمؤسسات التي تستحصل رسوم لاستخدام أجهزتها (مثال: جهاز طبي في مستشفى خاص) تحديد جهاز وقفي يذهب ريعه لخدمة المجتمعن والأمر نفسه يمكن أن يقال عن الأجهزة الرياضية، أو أجهزة التجميل.

كانت هذه بعض النماذج، ولا زال في الإمكان ابتكار مئات الأفكار الوقفية على هذا النمط الجميل.

فعّل عقلك، وأعمل تفكيرك، واكتب تعليقاً على هذه التدوينة تشير فيه إلى فكرة إضافية جديدة ، فلربما عمل بها أحد فنالك أجر المشاركة في الوقف من حيث لا تحتسب.

دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@binoshan

مارس 05, 2017

عُقدة العيون الزرقاء!


إحدى مشكلاتنا الكبرى: أننا نحتقر أنفسنا، ونحتقر إنجازاتنا، ونحتقر إخواننا، ونحتقر زملاءنا، ونحتقر مؤسساتنا، ونحتقر دولنا!
مشكلتنا أننا دَوْماً مسكونون بوهم “الدون” وأننا الأقل!
نُركِّز على عيوبنا ونقاط ضعفنا أكثر من تركيزنا على نقاط قوتنا وتميُّزنا وتفرُّدنا.
وفي كل مرة نحاول الفرح والابتهاج بتحقيق نجاح هنا أو هناك، يتطوَّع البعض بعد الإشادة بهذا النجاح، فيذكرنا بأنه يجب ألا يغفلنا هذا النجاح اليسير الصغير المحدود (!) عن حقيقة حالنا وعيوبنا وتقصيرنا، ثمَّ يسوق قائمة من الكلمات التي يجلد بها ذاته، ويجلدنا معه دون رحمة، فيغتال ابتهاجنا بالإنجاز.
في اليومين الماضيين استمعت إلى عدد من الأشخاص الذين يعملون في مجالات متنوعة، في المجال التعليمي، والخيري، والإعلامي، والإداري، الحكومي منها والأهلي والخاص، استمعت إلى حجم كبير من الإنجازات التي ترفع المعنويات، وتجلب السرور، وتساءلت حينها: كم من الوقت نمضيه في الاحتفال بالنجاح؟
إننا لو رصدنا أخبار النجاحات ونشرناها دون مبالغات لأشعنا في المجتمع طاقة ضخمة من الإيجابية التي يمكنها أن تكتسح روح السلبية والخمول والخذلان والانكسار، تلك الروح التي انتشرت في مجتمعنا على حين غفلة، انتشرت مع طغيان موجة الإعجاب بالآخر، والانبهار بمنجزاته وابتكاراته وأدواته، مع التغطية والغفلة التامة على كل سوءاته ومخازيه وخطيئاته.
إنَّ لدينا في مجتمعنا المحلي، وفي مجتمعات المسلمين عامَّة، نماذج ليست قليلة على أقوام فرَّغوا أوقاتهم، وركَّزوا اهتمامهم في تقديم الخدمات للمجتمع في شتى المجالات، فأحدثوا تأثيراً كبيراً، وحققوا – رغم شُحِّ الموارد المالية والبشرية – إنجازات ضخمة تعجز عنها كبريات المؤسسات العالمية التي تملك النفوذ والمال والإعلام.

غير أن كثيراً من هذه النماذج الرائعة لم ترَ النور، ولم تتناولها وسائل الإعلام بالشكل الذي يوازي تأثيرها، ولذلك ما يفسِّره ولا يبرره، فمنها: أن أصحاب تلك المشاريع مخلصون، يبتغون الأجر من الله، ويرون صنيعهم خدمة للمجتمع وللوطن لا يبتغون من ورائها جزاءً ولا شكوراً، فهم بعيدون عن الإعلام.
ومنها: أنهم مشغولون بـ”العمل” عن “القول”.
ومنها: أنهم يعايشون النجاحات، فربما توقعوا أن الجميع يعايشها، ولا يتوقعون أن الحديث عنها يُعْتَبَر إضافة نوعية للمستمعين والمشاهدين والقراء.
وفي بعض الأحايين.. لأنهم لا يدركون حجم النجاح الذي يحققونه بصنيعهم هذا.

ولو ألقيت سمعك وبصرك لكل أحاديث وكتب وأفلام النجاح والإنجاز والتميُّز لوجدتها تستشهد بالكثير من الأمثلة من حياة ذوي العيون الزرقاء، الذين فعلوا وحققوا وأنجزوا وتميزوا! وكأنَّ الأمة قد خلت من النماذج المتميز، فلم يجدوا من الناجحين أحداً، ولم يسمعوا لهم رِكْزاً، مع أن في تاريخنا العريق، بل وفي واقعنا المعاصر أفواج تلو أفواج من الناجحين المميزين الذين حققوا الكثير، وباتت بصماتهم على الأرض تتحدث عنهم، ولسان حالنا كما قيل: (زامر الحيِّ لا يُطرب)، وهذه النجاحات تشمل الأفراد والمؤسسات والجهات الحكومية.

ولعلي أذكر في هذا السياق نموذجين مميزين.

أحدهما: النجاحات التي حققتها وزارة الداخلية بكل قطاعاتها في مجال الحكومة الإلكترونية، وكيف تحول (استخراج وثيقة رسمية) من كونه همّاً وعبئاً وكابوساً مزعجاً طويلاً إلى أن أصبح مجرد نقرات يسيرة على لوحة المفاتيح، أو من خلال الجوال الذكي، ثمَّ إنجاز غير مسبوق في التسليم، وسلاسة في الإجراءات، وانظر في إجراءات الجوازات، والمرور، والأحوال المدنية لتدرك أننا حققنا نجاحاً نوعياً في فترة قصيرة، يجب أن يُحتفى به وأن يُشاد به، وأن يتم استنساخه على نطاق واسع.

أما النموذج الثاني، فالخدمات البنكية الإلكترونية الرائعة التي يقدمها عدد من البنوك السعودية، والتي لا توجد بهذا المستوى في عددٍ من أشْهَر البنوك في أوروبا!

عود على بدء:
نحن بحاجة ماسَّة إلى إبراز النجاحات، والاحتفال بها، وتقييدها، ونشرها، والمفاخرة بها، فنحن “الأعلون” ما دمنا مؤمنين.
فمن هو الذي يقرر رفع راية نشر أخبار الخير والبركة والنجاح والتميُّز والجودة بشكل منتظم؛ ليساهم في صحوة مجتمعية، وتسابق حقيقي نحو أبواب الخير والأجر والنجاح والفلاح.. (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)؟

دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@binoshan

نشر في صحيفة تواصل هنا 

مارس 05, 2017

أفكار >> الأوقاف .. قطار التغيير


حضرت لقاء قدّمه د.أسامة بن عمر الأشقر بعنوان "الأوقاف قطار التغيير" في مركز استثمار المستقبل للأوقاف والوصايا .
وقد أثار اللقاء لدي تساؤلات، وأفكاراً، ومشروعات، فأحببت أن أبثّها هنا لعلها أن توافق قلباً واعياً، أو أذنا مصغية، فيروق لها أحد هذه الأفكار، فأنال أجر المشاركة فيها بالدلالة عليه، وقد جعلتها على هيئة نقاط موجزة.
  • تساؤل | هل يمكن لوقف محدود القيمة أن يحدث تأثيراً غير محدود من خلال فكرة إبداعية، ومجال غير مسبوق؟
  • فكرة |  مشروع (مكتبات القراءة للأطفال) يعتني بإعداد مكتبة مناسبة للطفل تنمي قدراته ومعرفته ومهاراته، ونشرها وتعميمها بعد تجربتها بشكل محدود.
  • فكرة |  وقف (ترفيهي) يحقق عوائد كبرى يتم صرفها وفقاً للمصارف التي ينصّ عليها الواقف، مع كون الترفيه هادفاً ومثرياً.
  • تساؤل | ما فكرة الوقف الذي يمكنه توظيف إمكانيات الوطن ومقدراته ومعطياته؟
  • تساؤل |هل يمكن أن يتم تدشين مجلة إدارية "وقفية" تحقق الاستدامة من خلال الاشتراكات والإعلانات؟
  • تساؤل |هل يمكن لقناة (غير دينية) أن تساهم بشكل فعال في نشر المفاهيم الدينية؟
  • دراسة ( مالذي يجعل القناة تحقق عائداً مجزياً وربحية عالية)؟
  • تساؤل | تيد TED وأندية التوماستر ، كيف يمكن تفعيلها إيجابياً لخدمة العمل الخيري وخدمة المجتمع وتفعيل الشباب؟
  • فكرة | المشاهير ، كيف يمكن الإفادة منهم في تحقيق عوائد مالية ذات طبيعة خيرية ( مثل حصولهم على صورة مع المشهور، أو كتاب مهدى منه، أو قميص ، أو  نحوه)
  • فكرة | وقف لترويج ثقافة النشاط البدني 
  • فكرة | وقف الإنتاج القرآني ( وقف يصرف عائده في إنتاج التلاوات والمصاحف المجوّدة والمرتلة مرئية كانت أو مسموعة).
  • تساؤل |  مشروعات يقوم عليها الشباب وفقاً لتخصصاتهم واهتماماتهم ، تحقق عوائد كبرى بموارد مالية قليلة .
  • فكرة | مشروعات  تحثّ الناس على أداء وظائفهم والقيام بمهامهم بكفاءة وإخلاص واستشعار للأجر.
  • فكرة | مشروع منتجع صحي ذو عوائد مجزية 
  • فكرة | تأهيل عدد من الأشخاص في أحد المجالات التخصصية التي يحتاجها القطاع الخيري،  والتي يتوقع أن يكون لها أثر كبير، ويتم توظيف هؤلاء في القطاع والالتزام برواتبهم لمدة عامين، ثم التناقص في الدعم مع قيام الجهات بسداد المتبقي، على أن يتم العمل في القطاع لمدة 6 سنوات، يحق له بعدها الانطلاق للعمل الخاص.
  • فكرة | دعم إعداد قوانين تتعلق بالمزيد من الضوابط والمعايير والقيود التي تستهدف تقليل القضايا التي تستهلك جهوداً حكومية وشعبية مستمرة  (كالحوادث المرورية، والتدخين، والمخدرات، والطلاق، وغيرها ...)
  • فكرة | أوقاف صغيرة لمشروعات محددة 
  • فكرة | مشروع الترجمة العكسية ( وهو مشروع يستهدف ترجمة المحتويات المناسبة من اللغة العربية لمختلف لغات العالم وخصوصاً اللغات التي يتحدث بها مسلمون كثير.
  • فكرة | مشروع لتقوية أواصر الأسر، وطرح أساليب وأفكار إيداعية، ومواد أثرائية، مرئية ومسموعة ومقروءة ومسابقات، ولواح للصناديق الأسرية، ولمجالس العائلات، وصك وقفي مقترح للعائلة ، وبرنامج  لشجرة العائلة يسهّل التواصل، وموقع إلكتروني أسري، ويمكن الاستفادة من د.محمد السيد.
  • فكرة | مشروع مشابه عن الأمّ.
  • فكرة | مشروع (من الجذور) يستهدف حلّ المشكلات العامة من جذورها، بتتبع أصل المشكلات والسعي لتقديم الحلول لها وفقاً لذلك .
كانت تلك جملة من النقاط التي قيّدتها أثناء حضوري لهذا اللقاء ..
وهي متاحة لكل من أراد الاستفادة منها أو تطويرها أو دمجها .

دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@binoshan

مارس 02, 2017

تقنية الأهداف الصعبة


تعتبر تقنية "الأهداف الصعبة" أحد تقنيات الإنتاجية والنجاح.
وهي تقنية ومنهجية رائعة تعلّمتها من المدرب القدير م.عبدالرحمن الأحيدب.
حيث تعتمد هذه المنهجية وتركّز على تعويد النفس على كسر حاجز الممكن، والقيام بما كان يتوقع المرء أنه صعب وعسير.
وكمثال على ذلك :
يقرأ المرء عادة إذا أحبّ القراءة ساعة أو ساعتين يومياً على الأكثر، ماذا لو وضعت مع نفسك تحدياً ، وهدفاً صعباً ، بالقراءة المكثّفة خلال هذا الأسبوع، كأن تلتزم بالقراءة لست ساعات يومياً و لمدة ثلاثة أيام.
أو أن تقرر إنهاء كتابة المشروع خلال أسبوع، بدلاً من إنهاء كتابته خلال أسبوعين كما هو المعتاد.
أو أن تتوقف عن استخدام هاتفك الذكي بضعة أيام في سبيل تفريغ الذهن لإنجاز المهام الموكلة إليك.
أو أن تقرر إنجاز تلك المهمة المتعبّة التي طالما أجّلتها لصعوبتها.
أو أن تقرر أن تنتهي من تصميم حقيبتك التدريبية بكل متطلباتها خلال أسبوع فقط.
أو أن تمتنع عن طعام محدد لمدة عشرة أيام .

إن منهجية "الأهداف الصعبة" تعنّي الكثير
فهي تزيد من اللياقة الذهنية والقدراتية..
وهي تعني كسر حواجز الاعتياد والإلف..
وتعني مغادرة منطقة الراحة بل إثبات القدرة على تجاوز المعتاد، وتوسيع تلك المنطقة ..
تعني استطالة العضلات الذهنية والجسدية والنفسية.

 وهي سمة يجدر بالناجحين أن يتمكنوا منها .
والقائد الناجح يفترض أن يكون مثالاً وقدوة لموظفيه على إمكانية تجاوز ما اعتادوا على عدم تجاوزه.

جرّبها .. وبشّرني عن النتيجة.

دمتم بخير ،،
محمد بن سعد العوشن
@binoshan

مارس 01, 2017

قصيدة | أراك وقد "مردغتك" الحياة


وضع أحدهم هذه الصورة في حالته على تطبيق "الواتساب"، فحركت الصورة والتعليق الموجود عليها مشاعري، فوجدتني أنشد البيت الأول .. ثم تتابعت الأبيات لتشكل قصيدة من أحد عشر بيتاً ، وإليكموها :

أراك وقد "مردغتك" الحياة
سريعَ التعافي، قليلَ الضجر

تُفيق وتمضي.. بلا رجعةٍ
وما للتمردغِ ذا من أثر

فما تكثرُ الحزنَ أو تشتكي
ولكن تسيرُ .. وهذا الأثر

ويعلوكَ أنسٌ كزهرِ الربيعِ
كضوءِ النهارِ إذا ما انتشر

سألتُك : من أين هذا الثباتُ؟
وهذا السكونُ ..برغمِ الشرر؟

فكان جوابكَ مثلُ الشفاءِ 
لقلبٍ توجّعَ ..  ثم انّفَطَر

وثقتُ بربّي  ..  بتدبيرهِ
وسلّمتُ أمري لما قد قَدَر

وأدركتُ أنّي وإن ضاقَ بي
فســـيحُ الفجاجِ .. فإنّي بَشَـر

إذا قـــــدّر اللـهُ أقــــدارهُ
فما من سبيلٍ وما من مَفَر

رضيتُ برزقي كما قد قَضَى
ولُـــذتُ بربّي قُبيلَ السَــــحَر

فأورثني الأنسَ في خاطري
وبِتُّ ســــــــعيداً قليلَ الضَجَر





محمد بن سعد العوشن  @binoshan