يناير 31, 2017

عش لحظتك الحاضرة



من المفاهيم الجميلة والمجربة والمفيدة: أن تستمتع باللحظة الحاضرة.
 كنت مع احد المشايخ قبل سنين متطاولة في زيارة لمعرض الكتاب ب(دولة البحرين) آنذاك، مملكة البحرين حاليا، وقد خرجنا من الدمام مصطحبين معنا ترمس الشاي لكي نشربه في الوقت المناسب.
 وكان الشيخ حفظه الله ولا زال من عشاق الشاي- وفجأة وأثناء دخولنا في أحد الدوارات وقع لنا حادث مروري يسير جعلنا نقبع في سيارتنا ما يقارب النصف ساعة بانتظار رجل المرور ..
وكان ذلك وقت الظهيرة، والشمس حارة، فلم يكن بد من استغلال الوقت المتاح، والبقاء في السيارة.
فأخرجنا ترمس الشاي من حقيبته، وأمام نسمات مكيف هواء السيارة ، بدانا في تناول الشاي وتبادل الاحاديث..والتعليقات الساخرة.

 وكان ذلك محط استغراب بعض الموجودين من القوم اللذين تعجبوا من استمتاع هؤلاء الركاب بتناول الشاي وكان شيئا لم يكن!
مفترضين أن المرء في حالة كهذه مشغول بالتحسر، وانتظار إنهاء المشكلة.

والحقيقة- من وجهة نظري-  أن هذا السلوك  بالاسترخاء وأخذ الأمور بالسعة هو التصرف الصحيح.
ولهذا كنت أكرره بين الفينة والأخرى..

ففي مرة أخرى .. وجدت نفسي في ازدحام شديد عند الجسر المعلق، و وجدتني مجبرا على الوقوف طويلا ثم التحرك لأمتار يسيرة..
فلم يكن بد من الاستمتاع بالزحام، فأخرجت ترمس القهوة وتميرات كانت معي وبدأت مستعينا بالله في تناول القهوة الصباحية.. متلذذا برائحتها الزكية وطعمها المتميز.

وكان والدي -حفظه الله - ولا زال ..
إذ ذهب من الرياض للمنطقة الشرقية، توقف في منطقة (سعد) لتناول القهوة، ثم انطلق.
 ثم توقف بعد ساعة ونصف لتناول الإفطار، ثم أكمل مسيرته بكل هدوء إلى الدمام..
فيمرّ عليه الطريق ممتعاً
ولا يشعر بأنه واجب يتعين الانتهاء منه سراعاً.
وطالما قال لي : يا بني .. أنا ذاهب في هذه الرحلة من أجل الاستمتاع والاسترخاء ..
فلم العجلة؟

 يُقال أن أكثر الناس سعادة هم ليسوا أشخاصاً ليس لديهم مشاكل - فالجميع عندهم ما يهمّهم ويشغلهم في حياتهم - وليسوا بالضرورة أغنياء أو حتى أصحّاء بالكامل، إنما من يستطيعون الاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة ويكونون ممتنين لما لديهم في الوقت الراهن. ( وفقا لمدونة: سلة رمان)

أيها القارئ الكربم.
استفد من اللحظة الحاضرة، استمتع بها، وتخفف من المشكلة ووظفها إيجابيا.
لا تؤجل المتعة لوقت آخر، بل استثمر الفرصة التي جاءت من غير تخطيط، وخاصة إذا كنت أمام مشكلة ليس لك فيها يد، ولا يمكن تجاوزها إلا بالصبر والحلم وسعة البال.
 تمنياتي لك بوقت ممتع ومفيد.

يناير 31, 2017

الحلّ الوحيد .. لم يعد وحيداً


في فترة سابقة، ومع كل مشكلة كانت تحدث في مجتمعنا المحلِّي، كانت جملة من الأصوات تنطلق هنا وهناك مطالبة بإضافة موضوع المشكلة للمناهج الدراسية!
إما بوصفها موضوعات يجب التطرق لها في هذا المنهج أو ذاك، أو باقتراح إضافة مقرر جديد إلزامي للطلاب؛ من أجل تلافي انتشار تلك المشكلة، والحدِّ من آثارها السلبية.


وكان أصحاب هذا الطرح يعتبرون هذا التعديل للمنهج هو قارب النجاة، وسفينة الإنقاذ التي يمكنها انتشالنا من المشكلة، وتحقيق الأهداف المنشودة.

ولو راجعت عدداً من المقالات الصحفية، والتقارير الإعلامية، وتوصيات المؤتمرات والملتقيات في تلك الفترة القريبة، لوجدت ذلك سمة عامَّة ومنتشرة.
وباتت هي الشماعة السهلة التي يمكن لكل أحد أن يقترحها، دون أن يكلف نفسه جهداً في دراسة المشكلة ومسبباتها.

وأحمد الله أن كثيراً من تلك التوصيات والمقترحات لم تكن تحمل على محمل الجدِّ، ولم تلق أذناً صاغية من المسؤول عن التعليم، وأن قصارى ما يحدث لها أن يتم طباعتها، وتلاوتها في نهاية المؤتمر، وإلا فلو تمت الاستجابة لكل مقترح من كل أحد، لتحولت مقرراتنا الدراسية إلى مجلدات ضخمة، ولكان على الطالب أن يدرس 100 مقرر في كل عام دراسي!

واليوم، ومع الحديث عن أهمية العمل الخيري ودوره في حلِّ المشكلات، ومع التسهيلات التي تبنتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في إنشاء المؤسسات والجمعيات بوصفها أداة مهمة للنهوض بالمجتمع، رجعت العدوى ذاتها، وبات الحلُّ الناجع، والدواء الشافي، والمنقذ الوحيد للمجتمع حين تبرز فيه أي مشكلة صغيرة أو كبيرة، على نطاق محدود أو واسع، أن ينادي المتحدث أو الكاتب بالحل المنشود، والمفتاح السحري الذي اكتشفه لنا (إنشاء جمعية تُعنَى بهذا الأمر).

وكأن افتتاح الجمعية (أو إضافة المقرر الدراسي في المثال السابق) هما الدواء السحري الذي به تحل كافة المشكلات؛ ونتجاوز به العقبات.

مع أنه في أحيان ليست بالقليلة، تصبح تلك الجمعية عبئاً وعائقاً دون حلِّ المشكلة، بل وربما تتحول تلك الجمعية إلى مشكلة أخرى تحتاج إلى حل.

والأمر نفسه يقال عن القنوات الفضائية التي ما إن تقع مشكلة إلا ويبادر بعض الغيورين إلى طرح فكرة إطلاق قناة فضائية، لتصبح تلك القناة بعد هدوء العاصفة "كوكتيل" لا تدري لماذا أطلقت، ولماذا تبقى، حتى إذا نفد كل ريال تم جمعه، تنادى القائمين عليها بإدراك القناة قبل أن يتم إغلاقها ..

جميل أن نفكِّر في مشكلاتنا المجتمعية، ونسعى لحلها، ونهتم بتطوير المجتمع والرقي به، لكن لنتعلم جميعاً أن الخروج من المشكلة لا يكون من خلال الباب السهل، وأنه ليست كل الأبواب تفتح من خلال مفتاح حديدي ذي أسنان واضحة، فمن جهة، بات من الممكن التفكير في الخروج من خلال النافذة، أو من خلال فتحة التكييف، أو من خلال إزالة الجدار، أو من خلال أفكار أخرى.

كما أن الأبواب ذاتها تغيَّرت وتطورت، فبات بعضها يفتح بمفتاح حديدي من دون أسنان، وبعضها بإشعاع معين، وبعضها ببطاقة ممغنطة، وبعضها بأزرار، أو برقم سري، وبعضها الآخر بالبصمة.

فالتمسك بأداة المفتاح الحديدي ذي الأسنان لفتح كل باب تعتبر مشكلة توجب علينا العمل بشكل جدي من أجل تغيير أدواتنا، وتغيير مناهج التفكير لدينا.

نحتاج اليوم إلى تغيير في عقلية التفكير بالمشكلات، والخروج من الصندوق، وابتكار الحلول المختلفة كلياً عمَّا اعتدنا عليه.

وهي ملاحظات شخصية أحببت تقييدها، مدركاً أنها وجهة نظر تقبل النقد، والنسف، والإشادة!

(ولكل وجهة هو مولِّيها)

وكلِّي آذان صاغية لوجهات نظركم الموافقة والمخالفة في آنٍ.


نشر المقال في صحيفة تواصل هـــنا 

يناير 18, 2017

زواج القرية والخطّابات


في القرية الصغيرة الوادعة، كان الناس يعرف بعضهم بعضاً، يعرفون الرجل ووالده ووالدته، بل جَدّه وجَدّته، يعرفون الواحد منهم منذ كان طفلاً صغيراً، يحفظون تاريخ ولادته، وظروف نشأته؛ لأنهم يرونه أمامهم بكرة وعشياً، فلم تكن القرية بالسعة التي تجعل بعضهم يبتعد كثيراً عن الآخر.
كانت المناسبات البسيطة وغير المتكلفة تجمع أهل القرية، فيجتمع الأبناء مع آبائهم في حضور تلك المناسبات، كما تحضر الفتيات مع أمهاتهن بشكل مستمر.

لم تكن هناك خيارات ترفيهية أو مسببات تدفع للانشغال أو الغياب، ولم يكن أحد منهم قادراً على أن يعتكف في منزله، ويعتزل الناس وتجمعاتهم، بل كانت المخالطة المستمرة هي طبيعة الحياة وأسلوبها المعتاد؛ ولذا قيل في المثل الشعبي السائد (حنّا أهل قرية.. الأخ يعرف أخيه).
في تلك البيئات الاجتماعية، كانت عمليات الزواج تتم بسهولة ويسر، فالكل يعرف أسماء وأعمار البنات اللواتي هن في سن الزواج، والكل يعرف معلومات كافية عنهن، والأمر نفسه يقال عن الفتيان، فليس هناك حاجة للسؤال عنهم كثيراً، فلم تكن العنوسة شائعة آنذاك؛ لأن المعلومات متوافرة للجميع، وكان مجرد سؤال إحدى النساء الكبيرات عن خيارات الزواج كفيل بتوفير الكثير من العروض المناسبة، فيقدم الشاب على الخطبة وهو يعرف المخطوبة جيداً.

لكننا في مجتمعنا المحلي اليوم قد انتقلنا من ذلك الوضع البسيط المتقارب إلى وضع آخر مختلف كلياً عما كنّا عليه، فانتقل الناس إلى المدن بدلاً من مكوثهم في القرى والهجر، وباتت المنازل كبيرة ومتباعدة، ووسائل النقل متعددة، بتأثير الحالة الاقتصادية التي مرت بها البلاد بحمد الله.
وانشغل الناس كذلك بالتعليم على اختلاف مستوياته، وبالوظائف على تنوعها، فبات الواحد من أفراد هذا المجتمع قادراً على الانعزال عن مجتمعه القريب دون أن يشعر بعزلة حقيقية، فله أصدقاء في المدرسة أو الجامعة، وله زملاء في العمل، ثم جاءت وسائل الإعلام الجماهيرية، ثم الإنترنت، ثم الهواتف الذكية لتقضي على ما بقي من روابط التواصل المجتمعي، وتجعل كل بيت من البيوت “جزيرة” مستقلة، يمكنها العيش لفترات طويلة دون أي تواصل مع الجيران أو الأقارب؛ بسبب تلك المشاغل والمستجدات التي لا تنتهي.

وفي خضم هذا التغيير الكبير، انتشرت ظاهرة العنوسة، وبات البحث عن الزوجة المناسبة، والسؤال عن الشاب أمراً غير يسير؛ ذلك أن طبيعة المجتمع اختلفت، والمعرفة اليومية التي كانت توفرها القرية قد اختفت، ولم يبتكر المجتمع آليات جديدة تتوافق مع حجم التغيير الهائل، فامتلأت البيوت بالفتيات في سنّ الزواج، اللاتي لا ينقصهن شيء، ولا يعيبهن شيء، ومشكلتهن الوحيدة أنه لا يعرفهن أحد!

فالشاب الراغب في الزواج يبذل أهله الكثير من الجهود للعثور على المرأة المناسبة، ثم يحاولون السؤال عن نسبها، وحالها، وسلوكها، وماشابه..
فإذا صلحت لهم – بعد جهد – تقدم الشاب عليهم وانتظر فترة طويلة لأنهم يجهلون حاله تماماً ، وسألوا وأطالوا الوقت في السؤال، وربما لم يجدوا معلومات كافية فأحجموا.
ولهذا تبقى بعض الفتيات اللواتي لا ينقصهن شيء دون زواج.. وسبب ذلك أحياناً هو الانقطاع عن حضور تجمعات النساء ومناسباتهن انشغالاً أو تشاغلاً.

ولهذا فإنك تجد من يسكن أقصى الرياض .. ربما تزوج من الطرف الآخر منه، مع أنه ثمة خيارات كثيرة جداً أقرب إليه مسكناً..
ولو كانت المعلومة متاحة له لفضّل البحث عن الأقرب إليه موضعاً، وجعل ذلك مع بقية المتطلبات، وخاصة مع ظروف المدينة اليوم ومشقة التنقلات، ومايتبعها من انقطاع للزوجة عن أهلها بسبب هذا التباعد الجغرافي .
بينما لم يكن الوضع كذلك في القرية حيث المعلومات حاضرة لدى الطرفين، والمناسبات اليومية والأسبوعية تجمعهم، ولهذا فالشاب يعرفها قبل أن تتحجب عنه، ويتذكر شيئاً من حالها، والأمر ذاته بالنسبة للشاب .

وكان هذا الاحتياج الحقيقي للتوفيق بين راغبي الزواج الذي أحدثته الهجرة للمدن مدعاة لانتشار “النصابين والنصابات” الذين يعتبرون أنفسهم وسطاء، فجعلوا ذلك مصدراً للتكسّب غير المشروعحيناً ، ونشر الرذيلة أحياناً أخرى، كما أنه وبهدف تحقيق المكاسب المالية السريعة بات تجميل المعلومة وإخفاء المعايب مسلكاً سائداً ليتم الحصول على المقابل المادي من جراء ذلك، والنماذج على ذلك غير قليلة، مع الإقرار بوجود ثلة من الصادقين والصادقات الذين يقصدون بعملهم الخير، لكنهم كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود.

ومن هنا فإنني أنادي كل مهتم بالمجتمع، حريص على نشر العفة والطهر والحشمة فيه، إلى التنادي لابتكار حلول جديدة، تكفل تحقيق مصلحة الشاب والفتاة بالتزويج وفق منهجية شرعية منضبطة تحقق المصلحة لكل الأطراف.

وما لم نفعل ذلك؛ فإن حجم العنوسة بكل تبعاته ومشكلاته سيكبر ويزداد…


تم النشر في صحيفة تواصل الإلكترونية من هنا

يناير 18, 2017

الكارثة الحلبية

تعصف بأمتنا العواصف منذ زمن غير قصير؛ ولهذا كانت الأمة موعودة في كل عقد من الزمان بمصيبة جديدة، وكارثة كبرى تقتل البشر قتلاً ذريعاً، وتفعل فيهم الأفاعيل، وتهدّم البيوت والمساجد والمشافي على رؤوس من فيها، وتفرّق الدول شذر مذر، وتحيل عمارها خراباً، وبنيانها يباباً.
ومع كل كارثة تحلّ، يتنادى الناس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويتحوّل الجهد كلّه لإطفاء الحريق بعد اشتعاله، وعلاج المصابين، ودفن الجثث.
إن ما يقع اليوم في حلب ليس حالة استثنائية، فهو قد وقع بالأمس في العراق، وقبله في الشيشان، والبوسنة، وأفغانستان، كما أنه واقع في قبلة المسلمين الأولى “فلسطين” منذ ستين عاماً.

لقد كتب الله على بلاد الإسلام بسبب تقصير أهلها، وتخاذلهم، وانشغالهم بملهيات الحياة أن تكون بلداناً موصومة بأنها من ضمن “دول العالم الثالث”، وهذا التصنيف ليس مجرد تهمة مكذوبة، ولكنه حقيقة واقعة للأسف.

فالدول الإسلامية سوق رائجة لسلاح الغرب والشرق، وأجهزته، وتقنياته، ومنتجاته.

والدول الإسلامية تعتمد اعتماداً كلياً على ما ينتجه أولئك، فهي أبعد ما تكون عن الاكتفاء الذاتي.

والدول الإسلامية بينها من البغضاء والشحناء؛ ما يجعل اتفاقها حلماً، واجتماعها مستحيلاً.

والدول الإسلامية لا تستطيع في الوضع الراهن أن تقف في وجه هذا المدّ الاستعماري العسكري حين يقرر أن يزيل دولة أو يغيّر نظاماً، ولو تجرأت إحدى الدول على شيء من المقاومة لكانت الهدف التالي لذلك الهجوم.

ولذا باتت أراضي المسلمين اليوم هي أرض المعركة، فيختصم الأعداء أيهم يسبق إليها، ويجمعون عتادهم وأسلحتهم للقتال عليها، وتصبح تلك الأراضي وأهلها حقل تجارب حقيقياً للأسلحة المصنوعة حديثاً، يختبرونها على الناس، ويطورونها وفقاً لنتائجها عليهم، ويأخذون ثمن ذلك كله من خيرات الأرض المحتلّة.

إننا أمام واقع مخزٍ، سيسجله التاريخ سبّة وعاراً على كل من كان بيده أن يصنع شيئاً فما صنع، وكل من كان بإمكانه العمل لرفعة المجتمعات الإسلامية وتقويتها واجتماعها فتخاذل وانشغل بخاصة نفسه.

لم تكن (حلب) الأولى ولن تكون الأخيرة، غير أن واجب الوقت اليوم يتطلب عملاً جاداً ورسمياً لتقديم كل العون والمؤازرة لإخواننا هناك؛ إذ إنهم يقفون سداً في وجه الطوفان الصفوي العارم الذي يريد توسيع نطاق سيطرته، منتقلاً من إيران إلى العراق، ثم إلى الشام، ليزحف بعدها نحو باقي البلاد الإسلامية.

وهذا العون الواجب تقديمه يشمل الجوانب المالية والطبية والغذائية للمحاصرين والمستضعفين هناك، كما يشمل الجوانب السياسية والدبلوماسية والإعلامية؛ من أجل فضح التآمر الغربي/ الصفوي، وبيان الانتهاكات الضخمة التي تتم كل يوم في ظلّ التشدق بحقوق الإنسان، والحريّات التي طالما قدّم لنا فيها الغرب “المواعظ”  و”اللطميات”.

إن التحرك الرسمي المتزن في نصرة المظلومين، وامتصاص الغضب الشعبي العارم في بلاد الإسلام من خلال مشروعات تحقق خدمة لهؤلاء المستضعفين، وفق أسلوب منضبط يتناسب مع الأنظمة المتّبعة، والسياسة الرشيدة، والحكمة في إدارة الصراع؛ كفيل بتحقيق العون والمناصرة لأهل الشام، وأداء الواجب الشرعي تجاههم، وقطع الطريق أمام التيارات المتطرفة التي تتغذى على مثل هذه الكوارث، فتجعل منها مصدراً للحصول على الإمدادات البشرية واللوجستية، مستغلة انسداد الأفق لتقديم العون المشروع، فتفتح سبلاً غير مشروعة.


تم النشر في صحيفة تواصل الإلكترونية من هنا