نوفمبر 25, 2016

100 طريقة للسعادة

يرى خبير السعادة د. تيموثى شارب أن الكثيرين منا هذه الايام يفكرون بأسلوب خاطئ مفاده ( أنا مشغول جداً لدرجة أننى لا أجد وقتا للسعادة) .
ويشير إلى أن سعينا الحثيث للحصول على وظائف أفضل ومنازل أكبر وعطلات أكثر و أطفال أكثر، تسبب في الانشغال عن العمل على إثراء أحد أهم العناصر التى ستضفى قيمة و أهمية حقيقة إلى كل ما سبق، ألا وهي "السعادة" .

معتبراً الحصول على السعادة ليس بالمهمة الشاقة التى تتطلب مهارات وقوى استثنائية.
 لكنه ممارسات مجرّبة تجلب السعادة وتطرد أضدادها،

وهنا سأجمل لكم جملة من وصايا المؤلف، آملاً أن أفلح في جلب السعادة، مذكراً بأن السعادة الحقيقية في تحقيق رضا الله تعالى، لأن ذلك يضمن السعادة الحقة في الحياة الباقية، الحياة الحقيقية التي لا زوال لها.

فإلى سلسلة الوصايا :
1. أوجد السعادة بدلاً من الانتظار لحين مجيئها، فلا تكن سلبياً تنتظر أن يقدم لك الناس السعادة.

2. كلما وجدت شيئاً أو فعلاً أو مكاناً يسعدك فسجّله في (قائمة السعادة) لديك، لكي تتمكن من فعله متى ما شعرت بالحاجة لمزيد من السعادة.

3. اعمل خارج نطاق (منطقة الراحة) لديك، فربما اكتشفت سبلاً ومواضعاً وأساليب للسعادة لم تكن عرفتها من قبل، و (منطقة الراحة) هي ما تتقنه وما تعودت عليه من أعمال وأصحاب ومنظمات.

4. تعرّف على نقاط مواهبك واستثمرها بشكل فعّال.

5. ادخل في منافسات متنوعة في الأمور التي تحسنها، فالتنافس والمسابقة قد تبرز شيئاً من مواهبك وقدراتك، وتجلب لك السعادة.

6. راجع التزاماتك التي تعطيها وقتاً أو اهتماماً أو جهداً منتظماً، وتأكد من أهمية وجودها ضمن التزامك ابتداء، ثم تأكد من الكمية والوقت، ثم اشطب منها ما تيسر.

7. خطط للسعادة مسبقاً، ضع في جدولك اليومي والأسبوعي أنشطة جالبة للسعادة ضمن القائمة التي حددتها سلفاً.

8. التزم بأوقات السعادة في جدولك،  اجعلها لازمة، ولا تسمح لأحد أن يتجاوز عليها، واعتبرها مواعيد مهمة غير قابلة للتأجيل.

9. ضع لنفسك (دقائق يومية ثابتة) للمراجعة والتأمل في يومك وحياتك ومسيرتك.

10. لا تؤجل الأشياء الكبرى الجالبة للسعادة، بحجة أنها ضخمة وكبيرة، ولكن ابدأ بها، ثم قسّمها لتغييرات صغيرة تدريجية تتناسب مع جدولك اليومي ثم ابدأ، وستجد السعادة تأتيك.

11. نظّم مكتبك ومنزلك وسيارتك ومكتبتك بانتظام، وتخلّص من الكراكيب والأشياء المكدسة، فهي تشغل البال بما لا فائدة منه، وتأخذ شيئاً من حيز الاهتمام.

12. لا تسوف ما يمكنك إنجازه، بل استعن بالله وأنجز، فالتسويف يسلب السعادة .

13. اصفح وتسامح دوماً، فمن يحمل في همه الحقد والغضب والرغبة في الانتقام لا يعيش سعيداً.

14. ادخل في الأعمال التي تشعر معها بحالة من التدفق والانغماس (سباق دراجات، مشي مسافات طويلة، صعود جبال...)

15. ابتكر عبارة تنقلك كلما قرأتها من حالة القلق والأسى إلى حالة الطمأنينة والسكينة، بتوقع حاضر ومستقبل سعيد بإذن الله مثل ( سيمر هذا الأمر بسلام ، شدّة وتزول، اشتدي أزمة تنفرجي، ..) ويمكنك تعليق صورة في مكتبك أو منزلك تلهمك ذلك المعنى وتحرجك من حالة السلبية والإحباط.

16. احتفظ بمفكرة ورقية أو إلكترونية مخصصة لـ (الأحداث الإيجابية)، سجّل فيها الوقائع والأحداث الإيجابية التي تمر بك، والتزم  بكتابة ( 3 إلى 5 ) أحداث كل يوم،  وتشمل : الالتقاء بالأشخاص الإيجابيين، الأمور المثمرة التي قمت بها، اللحظات التي غمرتك فيها السعادة، وسوف يكون هذا الدفتر أحد مصادر البهجة لك.

17. مارس تدريبات الامتنان والشكر للرحمن، اكتب  قائمة بـ 5 أشياء تشعر بالامتنان تجاهها - تأمل في 5 أشياء في هذا الكون تستوجب الشكر  - سجّل قائمة بأهم 5 أشخاص في حياتك تحبهم أو أثروا عليك – قيّد 5 أشياء مميزة في كل شخص ممن تحبّ ، وحينها سيصبح لديك 25 أمراً تمتن لوجودها فيمن تحبّ، اسرد الجوانب المتميزة في عملك الوظيفي، في منزلك، في عائلتك، من الأشياء التي تشعر بالامتنان لأجلها .

18. اجعل الراحة من اولوياتك : خذ أوقات راحة وسط زحام العمل،  واجعلها من اولوياتك، ولا تتهاون فيها فهي أشبه بوقت سنّ السكين، وبري القلم ، ومن أهم جوانب الراحة أن تنام نوماً كافياً لما لا يقل عن 7 ساعات يومياً.

19. احتفل بالنجاحات التي تحققها، سواء بتحصيل أمرٍ كان صعب المنال، أو  بإحلال سلوك طيب محل سلوك غير جيد كان يتسبب في إلحاق الأذى بك.

20. قم بمكافأة نفسك عندما تتبع الاستراتيجيات الصحيحة، او تحقق نجاحاً ذا بال، ضع نظاماً لجمع النقاط ، وارصد مكافأة مرغوبة لتحفيزك.

21. تذكر دوما أهمية أن تكون سعيداً وأن تتصف بالبهجة، وأن تبتسم، وقد يكون من المناسب أن تضع منبها في جوالك ليذكرك يومياً بهذا أو أن تضع لوحات وعبارات ذات دلالة وتعلّقها في مكان بارز.


وللحديث صلة بإذن الله تعالى


المصدر : كتاب 100 طريقة للسعادة ( دليل للأشخاص المشغولين) تأليف : د.تيموثى جيه شارب

نوفمبر 12, 2016

سنوات مع المانحين (1)


حين أكتب عن "العمل المانح والخيري"، فذلك لا يعني بحال أنني أفضل من يتحدث في هذا المجال، ولا أن أكون أكثر العاملين فيه خبرة أو أكبرهم سناً، فالأمر بكل بساطة لا يعدو أنني أنني خلال تلك السنوات الجميلة التي قضيتها في "العمل المانح" تعلمت الكثير والكثير، ورأيت أن زكاة هذا العلم يكون بنشره، لتعظيم الفائدة، وتحقيق النفع.


ولعلي لا أبالغ إن ذكرت أن ما تعلمته في تلك السنوات القليلة في العمل المانح كان أعمق وأثرى وأفضل مما تعلمته خلال عملي في القطاع الحكومي – رغم تعدد مواقعه - والذي قارب العشرين عاماً.

لقد يسر لي العمل المانح الاطلاع على مئات المشاريع الخيرية في مختلف المجالات، ومختلف المناطق وبمختلف الأساليب وأتاح لي الجلوس مع كثير من العاملين في القطاع الخيري والاستماع إليهم، ومحاورتهم، ومعرفة الكثير من الصعوبات التي تعترضهم، وكنت في كل لقاء استفيد علماً جديداً وأتعرف على أساليب حديثة، وطرائق تفكير مختلفة.

وكان وجودي هناك يشكل فرصة عظيمة لنفل الخبرات بين جهة خيرية وأخرى، فكان دور المشرف في العمل المانح، السعي لنقل نجاح هذه الجهة لتلك، وإفادة هذه الجهة بأسلوب حل المشكلة التي طبقته الجهة الأخرى، والإشارة للتجارب الناجحة والفاشلة التي سبقت بهدف إطلاع الزوار عليها لمعرفة المسببات والاستفادة منها.

كما أن العمل المانح قدم لي خدمة كبرى، إذ تعلمت فيه الكثير من المفاهيم الإدارية، تعلمتها نظرياً وتطبيقياً، فقد كنت أثناء عملي الحكومي أسمع بالتخطيط الاستراتيجي والتشغيلي، وأفضل الممارسات، والقياس، والتقويم، والجودة، وكانت في أغلب الأحايين مجرد مصطلحات رنانة تستخدم في التعاميم والكلمات والخطابات المختلفة، ولا تتجاوز ذلك إلا في وريقات ونماذج يتم تعبئتها كيفما اتفق لأداء الواجب وتحلة للقسم فحسب.

لكنني في العمل المانح سمعت ورأيت وطبقت ذلك، وكان العمل يسير فعلاً وفقاً لخطط متقنة ومحاسبة دقيقة، ومعايير للجودة، وقياساً منتظماً، واستخداماً للكثير من الأدوات العلمية بشكل دقيق، من خلال خبراء ومتخصصون في كل مجال بحسبه.

رأيت الاجتماعات الفاعلة كما لم أرها من قبل، رأيت أمانة الاجتماع وكيف تمارس دورها الفاعل في وضع جدول الأعمال وإرساله للمشاركين مع أوراق العمل قبل الاجتماع بمدة، ثم قراءة المحضر السابق في بداية كل اجتماع، والالتزام بجدول الأعمال المحدد سلفاً، وحسن إدارة الحوار، وتعدد جهات النظر مع بقاء الود والمحبة، رأيت اهتماماُ بالعمل وتفانياً فيه، و قدرة عالية على إبداع الأفكار الرائدة.

تعاملت مع "قامات كبيرة" داخل العمل المانح، وداخل القطاع الخيري، وتصاغرت نفسي أمامهم، أمام همتهم العالية، ووضوحهم وتواضعهم، وعظيم إنجازاتهم التي يقدمونها خدمة للمجتمع بصمت.

ولكل ماسبق فقد أحببت أن لا أفوت فرصة تقييد هذه التجربة لعلها أن تكون تثبيتاً لتلك الفوائد ولأختصر على غيري مشوار التعلم.

وهو حديث متواصل لا تنقصه بعض الصراحة "الموجعة أحياناً" وكأنها مبضع الجراح الذي يؤلم لكي يداوي .