أغسطس 29, 2016

تذوق "لذة" النعم


ما أجمل أن تتذوق لذة النعم التي انعم الله بها عليك.
وما أسوء من أن تمر عليها مرور الاعتياد دون استشعار لها.
فإن ذلك الاعتياد يذهب التلذذ بها، ويجعلك تعيش حسرة الفقد لنعم أخرى.
إنه باختصار ينقل تركيزك من ملاحظة النعم إلى ملاحظة النقص، ومن استشعار الموجود إلى تضخيم المفقود.
حين تتأمل نعم الله عليك فسوف تدرك كم أنت محظوظ فعلا.
وكم حجم السعادة التي تعيشها دون أن تشعر.



لن أذهب بعيداً ، سأتحدث عن أمر يومي يمر به كل مسلم .

حين تستيقظ لصلاة الفجر فتذكّر نعمة الله الذي أحياك بعدما أماتك.

وحين تتوضأ، تذكّر نعمة الهداية التي امتن الله بها عليك، فكثيرون سواك على فرشهم نائمون، لم يقيموا للصلاة قدرا ولم يختارهم الله لأدائها.

وحين تبدأ الوضوء؛ تذكّر نعمة الله بهذا الماء الذي ساقه إليك بيسر وسهولة، في الوقت الذي يعاني غيرك من قلته واتساخه وصعوبة الحصول عليه.

وحين تلبس ملابسك لتخرج للمسجد، تذكّر نعمة وجود الملبس، ونعمة القدرة على اللبس، في الوقت الذي أعجز المرض والكسور والإعاقة غيرك عن خدمة ذواتهم باللباس.

وحينما تخرج من بيتك تذكّر نعمة المأوى الذي رزقك الله إياه، يحميك به من البرد والحر والمطر واللصوص، وتستر فيه نفسك وأهلك.

وحين تسير للمسجد آمناً في هدوء وسكينة فتذكر نعمة السلامة والأمن التي وهبك الله إياها بينما سلبها آخرون.
وتذكّر نعمة وجودك في بلد مسلم تسمع فيه الأذان، وترى فيه المساجد، وتصلي فيها دون خوف أو وجل .

وحين تقطع الطريق للمسجد تذكر نعمة العافية، حيث جعلك الله سالما من الإعاقة التي تمنعك من المشي،

وحين تستنشق العبير والهواء العليل تذكر نعمة التنفس، في الوقت الذي يعيش غيرك على التنفس الصناعي ولا يكاد يلتقط أنفاسه.

هل أزيد؟

إن في استيقاظك لصلاة الفجر من النعم أضعاف أضعاف ماذكرت، لكنني أرد ت أن ألفت انتباهك إلى أن تعودنا على هذه النعم أذهب استشعار عظمتها، وفضل الله الواسع علينا بها، وإلا فالحديث هنا عن نعم الله عزوجل لم يتناول سوى جزء يسيرجداً.

أيها المبارك / أيتها المباركة
ليجتهد الواحد منا في التأمل في نعم الله تعالى عليه، وتذوّق تلك النعم، والإحساس بها، واستشعارحال فاقديها.
واعلم أن بعض النعم المستديمة المستمرة معك لسنين طويلة هي أولى وأجدر بالاستشعار والحمد من بعض النعم اليسيرة العابرة التي قد نحفل ونحتفل بها، وننسى بقية النعم.

اجعل لسانك يلهج دوما بالحمد والشكر للمنعم سبحانه في كل شيء تصنعه، وفي كل نعمة تلقاها، فبالشكر تدوم النعم، والله عزوجل يحبّ الحمد والشكر له.

أدام الله عليك نعمه.

أغسطس 28, 2016

نظرية 80 × 20 طريقك للتغيير الحقيقي!


نعتقد في الكثير من الأحايين بـ نظرية التساوي!
تساوي الأصدقاء في القدر، وتساوي الأعمال في الأولوية، وستاوي المنتجات في الربحية، وتساوي الزبائن والمستهدفين في الأهمية.
وهذا كلام في الحقيقة لايصح! فالتفاوت كبير.
ولو تأملت كما تأمل "باريتو" في واقع الحياة التي تعيشها والتي يعيشها من حولك، لوجدت هذه النظرية ماثلة أمام عينيك كل يوم.
إنها نظرية باريتو يا سادة .
هذه النظرية التي اكتشفها رجل الاقتصاد الإيطالي (فيل فريدو باريتو) المتوفى عام 1923م وتسمى نظرية باريتو
أو قانون باريتو أو مبدأ باريتو أو قاعدة 80 ×20 ، وهي ذات تاثير بالغ في الحياة الشخصية، والعائلية، والوظيفية، بل وفي نطاق الدول ذاتها.
* ترى نظرية باريتو أن هناك اختلالا في الميزان الذي نحكم به على الأشياء، وأن الأعمال والأسباب والأشخاص والجهود تنقسم لفئتين رئيسيتن
 1 - الأغلبية ذات التأثير الضعيف
 2- الأقلية ذات التأثير القوي الفعال
و أن مشكلتنا تكمن في إعطاء قدر متقارب من الأهمية لكلا الفئتين.
 كما أن كثيراً  من الناس والمنظمات يهربون من مثل هذا التساؤل والإجاية عليه، لماذا ؟؟
 لأنه - ببساطة سيؤدي إلى تغييرات كبرى تصب في مصلحة القلة ذات التأثير القوي، وليست في صالح الأغلبية ذات التأثير الضعيف!
فالقلة المتميزة من الأفراد والمشروعات والأفكار والعملاء تصنع النجاح .

تطبيقات النظرية في حياتك الوظيفية والشخصية :
* عشرون بالمائة من الكتب التي قرأتها، و الدورات التي حضرتها أحدثت لديك 80% من إجمالي التطور والتحسين في الأداء الناتج عن تلقي المعرفة والمهارة.

* عشرون بالمائة من مهامك الوظيفية تحتل 80% من الأهمية، ولا يقبل لك عذر في التقصير عن الوفاء بها، بينما تبقى بقية المهام محصورة في 20% من الأولوية.

* عشرون بالمائة من وقتك يحدث التغيير الأكبر، والأعمال المهمة والمصيرية في حياتك العامة والوظيفية، وتبقى الـ80% الأخرى في أداء مهام تحتل 20% فقط من الأهمية.

* عشرون بالمائة من موظفي منظمتك يحدثون 80% من التغيير والنجاح، بينما يظل الباقون ينفذون وفق أدنى حد مقبول الـ20% الباقية.

* عشرون بالمائة من السلع أو المنتجات التي تقدمها المنظمة تحقق لها السمعة الحسنة والربحية ( سواء كان ربحاً ماليا أو معنوياً) خلافاً لباقي السلع.

* عشرون بالمائة من أعمالك وإنجازاتك أدت إلى 80% من  شهادات الشكر والتقدير والتميز والجوائز والحوافز التي حصلت عليها .
 ولو استطردنا في ذكر الأمثلة الواقعية على هذه النظرية، لطال بنا المقام.

 هل تريد نماذج على النظرية في الحياة العامة؟
 20 % من المسلسلات تحدث 80% من التغيير في قناعات المجتمع.
 20 % من مذيعي القنوات يحظون بـ 80% من الشعبية.
 20 % من القنوات الإعلامية تحظى بـ 80% من المشاهدة.
 20 % من  العلماء والمفكرين يحدثون 80% من الأثر.
 20 % من الشركات الكبرى تحقق 80% من الأرباح في مجال اختصاصها.
 20 % من مستخدمي الجوال أو الحاسوب يستخدمون 80% من خصائصه، أما الـ80% الأخرى فهي لا تستخدم سوى 20% من تلك الخصائص.

إن هذا المبداً ( مبدأ باريتو) يوجهنا للعناية والاهتمام بالأكثر تأثيراً.

 وهذه العناية قد تكون بخدمته وتعزيزه وتقويته والوقوف معه إن كان إيجابي التأثير والتوجه، وقد تكون تلك العناية بالاحتساب عليه، والسعي لتقليل تأثيره السلبي، وتخفيف أضراره.
وهذا المبدأ يرتب لنا الأعداء والأصدقاء، فنحسن التعامل مع الأعداء الـ20 % الذين يحدثون فينا من ضرراً كبيراً يجاوز الـ 80%.
كما نحسن التعامل مع الأصدقاء فنعطي الـ 20% ذوي التأثير الأكبر مكانتهم وقدرهم ووقتهم.

ويمكن توظيف هذه النظرية بكفاءة في ورش عمل ومجموعات تركيز متخصصة مثل :
 * كيف يمكن تخفيض التكلفة باستخدام نظرية 20 × 80
 * كيف يمكن تبسيط الإجراء باستخدام نظرية 20 × 80
 * كيف يمكن تطوير الخطة باستخدام نظرية 20 × 80
 * كيف يمكن الاهتمام بكبار العملاء باستخدام نظرية 20 × 80
 * كيف يمكن تحقيق التميز في المنظمة باستخدام نظرية 20 × 80
 * كيف يمكن القيام بحملة إعلانية أو إعلامية ناجحة باستخدام نظرية 20 × 80
 * كيف يمكن إدارة موقع إنترنت باستخدام نظرية 20 × 80
 * كيف يمكن التأثير الإيجابي على الشباب باستخدام نظرية 20 × 80
 * من  أهم 20 % من أهلك، أصحابك، معلميك، وهل تعطيهم 80% من الاهتمام أم تعطيهم مثل بقية الناس؟

 والحديث هنا يتشعب ويطول، لكنني أذكر في ختام هذه التدوينة أمراً مهماً ..
 وهو أن 20% من الحالات لاتنطبق عليها هذه النظرية بشكل دقيق فكن حذراً من التطبيق الحرفي لها في كل شيء.

دمتم بخير

أغسطس 27, 2016

يوم السبت اللذيذ



 تجتاحني همة عالية في بعض أيام السبت!
فتراني أخرج في الصباح إلى المكتبة العامة، وغالبا ما أصطحب معي ترمس شاي، يمنع دخوله للمكتبة، فأتركه في السيارة لأخرج له بين فينة وأخرى.
أخرج إلى المكتبة العامة ليس لإجراء بحث مكلف به سلفاً، ولا لأداء واجب، بل لمجرد القراءة والاطلاع وتوسيع المعرفة.

ولهذا تجدني أختار مكاناً مناسباً ذا إطلالة جميلة، ومعي قلمي ودفتري فأضعهما في الموقع المختار ثم أنطلق إلى دواليب الكتب، فانتخب منها 7- 9 كتب مما راق لي موضوعه أو لفت انتباهي عنوانه، وأعود لكرسيي، وابدأ في تصفح الكتاب الأول ثم الثاني وهكذا، وقد أجد في أحد الكتاب بغيتي فتراني أمضي ساعة أو ساعتين وأنا أتلذذ بمحتواه، وأتعجب من هذه المعلومات الثرية التي تضمنها الكتاب.


وتراني أحياناً امر على الكتاب مروراً سريعاً، حين أجد صعوبة في تعبير المؤلف أو المترجم عن المراد، أو حين لا أجد في تلك السطور المتعددة أي جديد أو مفيد.


وحين يروق لي شيء من هذه المعلومات، فإنني أقوم بتقييد النص والمصدر في دفتري، وأحياناً أقوم بتصوير الصفحة أو الجملة التي عثرت عليها، وربما بادرت فنشرتها في تغريدة ليستفيد منها الآخرون.


وألبث في المكتبة عادة 5 ساعات، تمضي علي سريعة، يتخللها غالباً : أوقات الوضوء، ووقت لصلاة الظهر وصلاة العصر، ووقت لشرب الشاي والتأمل، وأتسلل - أحياناً - إلى جوالي لأجيب على مكالمة، أو أرد على رسالة.


لكنني أعتبر هذه الساعات من أنفس وألذ الساعات، أجد فيها نفسي، وأشعر بأنني أنهل من علوم الآخرين واستفيد من خبراتهم.
ولذا فإنني أوصي كل قارئ وقارئة لاقتطاع جزء من ساعات أسبوعهم للانقطاع عن المشغلات والانصراف إلى ما هو أكثر فائدة ونفعاً.
ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي بهذا الأمر.


ما رأيك أن تجرب الأمر بنفسك، وتحكي تجربتك.