يوليو 25, 2013

الترتيب عوضاً عن التثريب


في الكثير من المشروعات، ومع كثرة التفاصيل، يحصل شيء من الإخفاقات التي يتمنى المسئول لو أنها لم تحصل، وأحياناً تكون تلك الإخفاقات قد تكررت أكثر من مرة، فتكون أشد إيلاماً.
ومن الطبيعي أن تكون هذه الإخفاقات مدعاة للضيق وعدم الارتياح، فالمرء بطبيعته مجبول على نشدان الكمال، والسعي في تحصيله.

غير أن القضية الأهم هنا ليست حجم اللوم والتوبيخ والتثريب الذي يتلقاه فريق العمل أو الشخص المسئول جراء هذا الخطأ.

فذلك في الغالب يكون تنفيساً مؤقتاً عن المشاعر فحسب.

إن الخطوة الأهم والأكثر فاعلية تكمن في وضع الخطأ على المشرحة، وتحديد مسبباته، وسبل تلافيه، ثم اتخاذ الخطوات الكفيلة بعدم تكراره.

ومن ثم إشعار فريق العمل بتلك الخطوات التي تم الاتفاق عليها، وإعلان ذلك.

إن خطوة كهذه يمكنها فعلاً أن تجعل المنظمة "متعلمة" تتعلم من أخطائها وتطوّر من أدائها يوماً إثر يوم.

ولهذا يمكنني القول بأن السعي للترتيب إثر الوقوع في الخطأ هو أفضل السبل للتوظيف الإيجابي للخطأ، وتحويله من كونه محنة إلى كونه منحة .

ويجب أن يكون السؤال الأكثر إلحاحاً: أين مكمن الخلل?

وكيف يمكن تلافيه?

ومن سيتولى متابعة تنفيذ الحل في المرة القادمة?

فالترتيب حينئذ سيكون أكثر جدوى وفاعلية من الاكتفاء باللوم والتثريب.

يوليو 22, 2013

حلقة (النجاح أولاً) من (بودكاست أبديت)


ضيف الحلقة:
المشرف تربوي، ورئيس تحرير صحيفة المحايد سابقاً، حاصل على ماجستير في الصحافة والنشر الإلكتروني.
مؤلف كتاب "تعليمات النجاح – أولاُ"، مدرب على مهارات تطوير الذات، مهتم بالعمل الخيري والإعلام الهادف.
أهم محاور الحلقة:
ــ ماهو النجاح؟
ــ مؤشرات الريادة .


ــ التركيز في الحياة والعمل .
ــ مدى أهمية وضع أهداف ذكية للشخص .
ــ طرق وضع والتخطيط لأهداف ذكية .
ــ أهمية استكتاب وإعلان الأهداف .

مؤلفات في النجاح والتخطيط :
ــ مؤلف الضيف : محمد بن عوشن بعنوان " النجاح أولاً ".
يحتوى على سبعة فصول تحت العناوين الآتية :
الفصل الأول: الإنجاز الشخصي.
الفصل الثاني: رسم الأهداف.
الفصل الثالث: مدير لأول مرة.
الفصل الرابع: نحو إجازة أفضل.
الفصل الخامس: طريق التغيير.
الفصل السادس: الثقة بالنفس.
الفصل السابع: القراءة ثم القراءة.

 كتب أخرى:
ــ كتاب " اختبر حلمك " للكاتب جون سي ماكسويل .
ــ كتاب " كيف تخطط لحياتك " للكاتب صلاح الراشد.
ــ كتاب " نقطة تركيز "  للكاتب براين تريسي.

موقع مهم ومختص بالتخطيط :
" خطط ويانا "
www.planner1.com

يوليو 22, 2013

مجاناً : حمّل كتابي (ارسم أهدافك بنفسك)

نحن طموحون نسعى للنجاح، ونسعد به، ونؤمل عليه، ونتسائل دوماً : كيف يمكن لنا رسم وتحقيق أهدافنا ؟
هذا الكتيب يحمل إجابات موجزة على تلك التساؤلات

روابط لتحميل الكتاب :
الرابط الأول   
الرابط الثاني 
الرابط الثالث 

يوليو 22, 2013

استطلاعات الرأي والأدلجة


إن استطلاع الرأي يمكن، من الوجهة النظرية، أن يكون أحد أشكال التكنولوجيا المحايدة.
 لكنه يلعب - بمجرد الشروع في استخدامه-  دورا في صياغة السياسات يخدم نوعا من الهدف الاجتماعي (المضاد).
فمن الجوانب التي تحمل في ثناياها أيدولوجية وهدفاً لمستطلع الرأي.
1- صياغة الاستفتاء وأسئلته التي يقدمها ..
2 - الحلول التي يطلب تقييمها ..


3 - نوعية من يجرى عليهم الاستفتاء..
4 - صدق النتائج التي يتم الإعلان عنها.

إن استطلاع الرأي مهما جرت صياغته في تعبيرات علمية، هو في المقام الأول أداة تخدم أهدافا محددة. ولا تتسم هذه الأهداف بالوضوح دائما.

لقد توصل أحد الباحثين اﻟﻤﺠربين في سلوكيات الجمهور، فيما يتعلق بطبيعة البحث السلوكي إلى النتيجة التالية: “أن البحث الميداني "الاستبياني" ينطوي ضمنا، في كل الأحوال، على نقطة انطلاق مصوغة في صورة مفهوم سواء كان المرء واعيا بذلك أم لا. فاختيار موضوعات البحث، وأسلوب المعالجة، أو التناول ينطويان على تقييم لا يعتبر علمياً.

ومع ذلك فمن المؤكد أن الحل في هذه الحالة لن يتمثل في إلغاء، أو حظر استطلاعات الرأي، بل يمكن أن يتمثل في أن نكرس أفكارنا لتحديد كيفية استخدام استطلاعات الرأي ومن الذي يستخدمها.

أمثلة على دخول الأدلجة في مجال استطلاعات الرأي:
- إعلانات التلفزيون
طرح أحد الاستطلاعات سؤالاً رئيسياً عن آراء الجمهور في الإعلانات التجارية في لتليفزيون، يقول السؤال : هل توافق أو لا توافق على أن مشاهدتك للإعلانات التجارية على شاشة التليفزيون، هي ثمن عادل تدفعه في مقابل تمكينك من مشاهدة برامجه?.
“ ولم يكن مستغربا أن يوافق ٨٠%  ممن أجابوا على السؤال، عام، ١٩٦٨ وأن يعترض  10% بينما لم يحدد الـ ١٠ % المتبقين موقفهم، مما يعطي الانطباع بإقرار الغالبية العظمى من جمهور المشاهدين (بافتراض أن العينة صحيحة إحصائيا) للأوضاع الاقتصادية القائمة، والتي تدعم التليفزيون التجاري.
إن الذين أجابوا على السؤال لم تقدم لهم بدائل أخرى عندما طلب منهم أن يحددوا موقفا من مزايا إعلانات التليفزيون.
إذ يمكن للمرء أن يفكر في أكثر من طريقة لصياغة السؤال، وعلى سبيل المثال يمكن أن يكون السؤال: هل توافق أو لا توافق على أن مشاهدة الإعلانات التجارية على شاشة التليفزيون هي ثمن باهظ تدفعه مقابل مشاهدة البرامج، وأن توفير طريقة أخرى للتمويل يمكن أن تكون أفضل “?
إن مثل هذا السؤال لا يعني ضمنا وسائل مختلفة لتغطية النفقات فحسب، بل يعني أيضا إمكان وجود أساس اجتماعي اقتصادي مختلف تماما للتليفزيون.

- إعلانات برامج الأطفال :
“ “لقد كلف مكتب استعلامات التليفزيون منظمة روبر بأن تكتشف الرأي الحقيقي للجمهور في هذه الإعلانات.
 فما الذي اكتشفته? هل اكتشفت، كما يشير العنوان الرئيس للبيان الصحفي، “أن ثلاثة من كل أربعة من الأمريكيين يقرون مبدأ الرعاية التجارية لبرامج الأطفال? “
الحقيقة أن ذلك لم يحدث وهو ما يتضح من القراءة المتأنية لسؤال روبر: والآن أود أن أسألكم عن الإعلانات في برامج الأطفال في التليفزيون، وأقصد بها كل أنواع برامج الأطفال.
 فبعض الناس يعتقدون أنه لا ينبغي تقديم أي إعلانات تجارية في أي نوع من برامج الأطفال، لأنهم يشعرون بأن الأطفال يمكن أن يتأثروا بها بسهولة.
 وهناك من يرى، رغم اعتراضه على نوعية معينة من الإعلانات، أنها في مجملها لا تسبب ضررا، بل يرون أن الأطفال يتعلمون من بعضها.
فما هو شعورك الخاص: هل ترى ألا تقدم أي إعلانات تجارية في أي من برامج الأطفال، أم ترى أنه لا مانع من وجودها مادامت لا تستغل الأطفال بوسائل مخادعة?
النتيجة : لا إعلانات ١٨ %  -  لا مانع من وجودها ٧٤ %  - لا أعرف ٨%

- الاستطلاعات والدور الإنجاحي للمرشحين، وللأفكار ..
هناك قدرة لاستطلاعات الرأي على تصوير مرشح ما على أنه الفائز أو الخاسر، ومن ثم قدرتها على تأدية وظيفة ذات إنجاز ذاتي.
 وطبقا لهذه النظرية فإن المرشح الذي تظهره الاستطلاعات الأولية متمتعا بالشعبية ومتقدما على منافسيه، يصبح في مقدوره اكتساب المزيد من التقدم على أساس ما يسمى بالتأثير “الإنجاحي “.
 والعكس يحدث مع المرشح الطموح الذي لا يحرز في الاستطلاعات الأولية سوى القليل من الأصوات.
 - استطلاعات حكومية..
في عام ١٩٦٩ تحدث الرئيس نيكسون إلى الشعب الأمريكي حول سياسته فيما يتعلق بفيتنام.
 وقد ذكر في حديثه أن هناك “أغلبية صامتة “ في أمريكا يشعر هو بأنها تؤيد موقفه.
 فما ذا فعلت منظمة جالوب وفقاً لرئيسها جورج جالوب ؟
"حسنا، لقد كلفنا -بعد انتهاء الحديث مباشرة-  مجموعة مدربة جيدا على إجراء المقابلات باستخدام التليفون، بالاتصال بخمسمائة شخص في أنحاء مختلفة من البلاد، ووصلتنا النتائج في نفس الليلة بطبيعة الحال، ثم جمعنا النتائج وصنفناها في اليوم التالي، وأبرقنا بها إلى صحفنا في تمام الواحدة مساء يوم الثلاثاء .
 إن الارتباط الوثيق لمعهد جالوب بالتوجه الرئاسي، والتوزيع الرسمي (السريع) على مستوى العالم الخارجي، الذي قامت به وكالة الاستعلامات الأمريكية لنتائج الاستطلاع ولتعليقات جالوب، كل ذلك يبين مدى العلاقة التي تثير شكوكا قوية حول استقلال عملية إنتاج المعلومات واستطلاع الرأي.

____________________
المادة مستخلصة من الكتاب الرائع : (المتلاعبون بالعقول)  تأليف: هربرت أ. شيللر -  ترجمة: عبد السلام رضوان

يوليو 22, 2013

الأدلجة .. والخبر


من الطبيعي أن تدخل الأدلجة في المقالات والتحقيقات والأعمدة الصحفية .
لكن السؤال المهم : هل يمكن دخول الأدلجة على الأخبار ؟
والجواب : نعم، ويكون ذلك كما يلي :
1 - عندما تتحرك مظاهرة لا يتجاوز أفرادها العشرات ولا تمثل سوى أقلية قليلة من الناس، فإن بعض الفضائيات قد تنقل التظاهرة في بث حي ومباشر وتتناول هذا الحدث في تقاريرها الإخبارية بالتفصيل، بل لربما استضافت أحد قادة هذا التجمع لتوضيح أفكاره وأيدولوجيته التي يدعوا إليها.
2 - عندما تتحرك مظاهرات بالألوف المؤلفة لقضية من القضايا، ثم تتعامى العديد من وسائل الإعلام عن ذلك (الحدث) الخبر، وإذا اضطرت بعضها لنقله، فيأتي في سياق سريع، وربما بصيغة منكرة بنسبته إلى جماعة ما بدون ذكر اسمها ! ثم لا تستضيف أحدا من هذا التجمع أو الحركة أو الحزب للتعليق على الحدث، بل و لربما استضافت من يخاصمهم أو من هو مستعد لمخاصمتهم بأجر وبدون أجر!
3- عندما يعتصم العاطلون عن العمل، فهذا، من حيث المبدأ، يعتبر حدثاً، ولكن منطق الأيديولوجيا في وسائل الإعلام يقول غير هذا، فقد يتم حجب هذا الحدث وتجاهله كأنه لم يكن، فهو بهذا المنطق ليس حدثاً، أو حدث عاطل وفارغ.
ولكن حين يتم عرض هذا الحدث كخبر في جريدة أو إذاعة أو حين يتم تغطيته في نشرة أخبار تلفزيونية فإن الأيديولوجيا تكشّر عن أنيابها بصورة سافرة، ولنفترض أن هذا الاعتصام قد انتهيا بتدخل رجال الشرطة وقد تخللهما عنف وتخريب. فعندئذ يمكننا أن نجد صياغات خبرية بهذه العناوين الرئيسية:

* الأيدييولجيا الإعلامية (حين تكون ضد الاعتصام) :
- الشرطة تنهي اعتصام المخربين
- هجوم أمني على مثيري الشغب
- الشرطة تضع حداً لفوضى الاعتصامات
- كبح الفتنة والدهماء
- الشرطة تنجح في سحق المخربين وتجمعات العنف
وفي التغطية التلفزيونية يمكن عرض الحدث بعد المونتاج وتوضيب اللقطات بصورة تجعل المعتصمين معتدين ورجال الشرطة محاصرين أو مدافعين عن أنفسهم.

* الأيدييولجيا الإعلامية (حين تتوافق مع الاعتصام):
إلا أن هناك إمكانية أخرى تسمح بعرض هذا الحدث بصورة متعارضة مع السابق، إذ يمكن توضيب الشريط بصورة تجعل رجال الشرطة المدججين بالأسلحة هم من يبدأ الاعتداء على المعتصمين بصورة سلمية، وبدل التغطيات الخبرية السابقة يمكن أن تتصدر الصحف عناوين رئيسية مثل:
- الشرطة تعتدي على اعتصام سلمي
- همجية الشرطة تحول الاعتصام إلى معركة
- اعتصام سلمي ينتهي بالعنف
- رجال أمن أم عصابة متعطشة للعنف

هذا مثال لتغطية إعلامية نجدها يومياً في الصحف والفضائيات، ويمكن التذكير بأمثلة كثيرة ويومية. وكل هذه الأمثلة تكشف أن ما يصدر عن أجهزة الإعلام ليس تلقائياً ولا هو نقل أمين لما جرى ويجري في الواقع، بل إن أجهزة الإعلام لا تختلف عن أي "جهاز إيديولوجي" يراعي قواعده وأعرافه ومصالحه الخاصة بدرجة أكبر مما يراعي "الواقع" الذي تقوم هذه الوسائل بتغطيته أي بكشفه وحجبه، و بنقله وستره في آن واحد.

إذاً .. الأخبار تتم أدلجتها قطعاً ..

والسؤال هنا : كيف تتم أدلجة الخبر الصحفي؟
تتم الأدلجة من خلال عدة وسائل؛ ومنها:
(1) اجتزاء المعلومة، فيذكر جزء منها، ويحذف جزء أخر في غاية الأهمية، قد يختلف معه فهم القارئ لذلك الخبر.
(2) فصل المعلومة عن سياقها الطبيعي، وتوضع في سياق آخر، يخـدم أيدلوجية معينة، ويؤدي إلى فهم هذه المعلومة على غير وجهها.
(3) إدخال الرأي الشخصي على الخبر بما يحقق نفس الهدف، ومعلوم أن من أهم الاشتراطات الفنية في الخبر عدم تضمنه للآراء الشخصية.
(4) التركيز على سلبيات أشخاص أو جهات معينة، تستهدف تلك الأيدلوجية الحد من سلطتها أو تقليل شعبيتهم أو تحقيق نوع الانتصار المرحلي أو الاستراتيجي عليهم.
(5) الكذب في أصل الخبر أو في أجزائه – وهو أكثر - لتحقيق نفس الغاية.
(6) التلاعب بالمصطلحات والمفردات بطريقة يتغير معها المعنى المقصود.
(7) إبراز سلوكيات أو شخصيات أو جهات معينة تحمل نفس الأجندة الفكرية المراد الترويج لها، ودعمها، بغض النظر عن مدى حضورها الفعلي على المستوى الشعبي.

أمل وتطلع:
أتمنى أن نترك الأخبار تعبر بذاتها عن مدلولاتها دون محاولات تطويع أو قسر لها لصالح إيديولجيات معينة، حتى وإن كانت تلك الأخبار تدعم اتجاهاً معيناً لا نرغب به، فما من خبر إلا ويتضمن تعزيزاً أو معارضةً لهذه الأيديولوجيا أو تلك، وواجبنا كإعلاميين؛ هو نقل الحقيقة كما هي للرأي العام، وإن كان لدينا أراء معينة موافقة لمضمون الخبر أو معارضة؛ فلتكن منفصلة عن الخبر.



__________________________
مستخلص من مقال : كيف تتحكم أجهزة الإعلام فينا؟ للكاتب : د. نادر كاظم

يوليو 22, 2013

الأيديولوجيا.. والإعلام


قبل البدء بالحديث عن الإيديولوجيا والإعلام فالحاجة قائمة للحديث عن بعض المفاهيم التي سيرد ذكرها ..
* مفهوم الأيديولوجيا
في الأصل : العلم الذي يدرس مدى صحة أو خطأ الأفكار التي يحملها الناس.
والمعنى السائد : النظام الفكري والعاطفي الشامل الذي يُعبّر عن مواقف الأفراد من العالم والمجتمع والإنسان.
* الحياد في وسائل الإعلام :
يثار هذه الأيام أن عصر الأيديولوجيا قد أفل نجمه، وضرورة تقليل الحمولة الأيديولوجية، والحقيقة أن القول بزوال الأيديولوجيا هو نفسه موقف إيديولوجي هدفه إشاعة المواقف الضبابية واللاعقلية، فليس هناك إعلام محايد، ولا يكاد يوجد إعلام متجرد وموضوعي بالمعنى المقصود من هذه الكلمة.
* مفهوم التأثير الإعلامي:
ما يتبقى في عقل وذهن المتلقي نتيجة تعرضه للرسالة الاتصالية.

ماذا تصنع وسائل الإعلام بالناس؟
-  وسائل الإعلام بوصفها امتداداً للحواس:
يعتبر البعض (وسائل الإعلام ) امتداداً للحواس !  - كما يقول (ليبمان)-.
- هل تعكس وسائل الإعلام الواقع من حولنا؟
تشير الكثير من الدراسات المعرفية أن وسائل الإعلام لاتعكس لنا الواقع من حولنا – كما هو – لكنها تعيد بناء صورة جديدة للواقع من حولنا تختلف عن الواقع الحقيقي، ويترتب على تلك الصورة عدة نتائج، منها:
1 – اعتقادنا بأهمية تلك الأحداث التي تغطيها وسائل الإعلام لمجرد قيام تلك الوسائل بتغطيتها.
2 – وجود صور محرفة ومتحيزة في أذهاننا عن الواقع وفق ما تريد الوسيلة الإعلامية إيصاله.
3– أن ما تتجاهله وسائل الإعلام من صور ومعلومات يساهم في بناء صورة مشوهة للواقع من حولنا.
·        هل تؤثر وسائل الإعلام في الناس ؟ وما حجم التأثير؟ وما نوعه ؟
هناك خلاف بين الباحثين حول مدى تأثير وسائل الإعلام على الناس معرفياً وعاطفياً وسلوكياً.. وتاريخ الخلاف منذ الحرب العالمية الأولى (1913م نظرية الرصاصة – الحقنة تحت الجلد ..).
ومن أسباب الخلاف:
1 – أن (التأثير) لايرى بشكل فوري وسريع لدى المتعرض للوسيلة الإعلامية
2 -  أن محاولة معرفة (الأثر) من خلال سؤال الشخص محل الدراسة عن مدى تأثير وسائل الإعلام عليه غير دقيق.
3-  باعتبار زاوية النظر لمدة التأثير .. (بعيد المدى، متوسط المدى، قريب المدى)
4 – باعتبار طبيعة التأثير ( سلوكي، عاطفي، معرفي) وتعتبر التأثيرات المعرفية من أوضح التأثيرات، لذا كان الخلاف بشأنها أقل.
·        أمثلة على عناوين التضليل..
بين دعاوي الحياد، وواقع الأدلجة ..
- يتردد في قناة "الجزيرة" مقطع إعلاني يقول أن القناة تمثل الرأي والرأي الآخر, ومنبر من لا منبر له,..الخ
- في قناة "المنار" مقطع يصور القناة وهي تكشف الحقيقة وتضع النقاط على الحروف.
- في قنوات أخرى مقاطع تصور القناة على أنها عين على الحقيقة أو أنها تنقل الحقيقة والواقع.

والحال أن القضية ليست صراعاً على الحقيقة.. بل هو صراع بين التأويلات والدلالات: بين تأويل هذه القناة وتأويل تلك القناة، وما يترتب على ذلك من استخدام الأساليب اللازمة لإحداث التأثير المطلوب.
وبلغة الإعلام يمكننا القول إن الواقع والأصل والحقيقة والأفكار والأحداث المقصودة بالتغطية الإعلامية هي ليست موضوعات معطاة، بل أشياء يتم تشكيلها وإنتاجها وبثّها، بعد دراسة مستفيضة لإمكانيات المتلقي، (نقاط قوته ونقاط ضعفه، نقاط تنبهه ونقاط غفلته), ثم التعامل معها بطريقة تخدم الهدف الذي ُيراد إيجاده في سلوكه، و مشاعره، ثم في أفكاره.
·        كيف تدخل الأيديولوجيا على الإعلام ؟ من وجهين :
1-   محتوى الرسالة الإعلامية أو المضمون (أي ماذا : يقال ويكتب ويعرض,ويبث؟)
2        - كيفية وأسلوب صياغة هذا المضمون (أي: كيف : يقال / ويكتب / ويعرض/ ويبث ومتى؟).

أمثلة على دخول الأيديولوجيا في المجال الإعلامي المطبوع :
المجلة القومية للجغرافيا (ناشيونال جيوغرافيك)
والتي تمثل بالنسبة لكل طفل بدأ مرحلة البلوغ في أمريكا، أحد أوسع عناصر التعليم انتشارا، فإنها تسير وفق أيدولوجية لاتخفى إذ أن العالم الذي تصوره اﻟﻤﺠلة هو العالم الواسع الذي تسيطر فيه حفنة قليلة من الدول الغربية على مصادره الأولية وعلى سكانه، ولا نجد “مقالة واحدة في اﻟﻤﺠلة تتحدث عن التمييز العنصري، أو عن سوء التغذية، أو جماعة الكلوكس كلان، أو الإعدام دون محاكمة، أو حركات الاعتصام، أو انتهاك الحرية الشخصية.
إن ولع “ناشيونال جيوغرافيك “ باﻟﻤﺠاز المشبع بالنزعة القومية، وتبجيلها للنزعة العسكرية المحافظة يسودان كل أعدادها، ونادرا ما يصدر عدد لا يحتوي على صورة فوتوغرافية (بالألوان، في السنوات الأخيرة) تصور “اﻟﻤﺠد القديم"، ولاتخلو المجلة من الإشادة بالجيش الأمريكي برغم تكاليفه العالية واصفة تلك التكاليف بأنها "صفقة رابحة مهما كلفتنا “.

أمثلة على دخول الأيديولوجيا في المجال الإعلامي المرئي :
"شركة والت ديزني"
وهي إحدى أكبرالشركات في أمريكان ويتابع منتجاتها مئات الملايين في أنحاء العالم.
وبرغم أن ديزني قد أعلن منذ البداية أنه يقدم التسلية ولاشيء أكثر من ذلك، لكن برامج التسلية – في حقيقتها-  تلمح للجمهور بالطريقة التي يتعين أن يتبعها في تحديد ما هو جدير بالاحترام في مجتمعنا، والكيفية التي يتصرف بها. فهي شكل من أشكال من التعليم.
وتحفل منتجات ديزني الترفيهية بالكثير من مفاهيم الجشع والعجرفة، فكثير منها تصور رحلة تستهدف البحث عن الذهب. وتتنافس الشخصيات على المال أو على الشهرة. وتقع نصف أحداثها خارج الكوكب الأرضي بينما تقع أحداث النصف الآخر في أراض أجنبية حيث تعيش أقوام تتصف بالبدائية بوجه عام. وهم جميعا من غير البيض.
وتتشابه القيم والمسلمات المألوفة لكل من مجلة “دليل التليفزيون “ وناشيونال جيوغرافيك، وإنتاج والت ديزني الفني في مضامينها وأشكالها فهي تنظر إلى النزعة الاستهلاكية نظرة التسليم دائما، والحماس أحيانا، وفي موادها يجري تعزيز المصلحة الشخصية، وحب المكسب، واستهداف النجاح الفردي، والاعتقاد بطبيعة إنسانية ثابتة لا تقبل التغير، باطراد لا يعرف الكلل.


المادة مستخلصة من عدد من المصادر ومن بينها كتاب (المتلاعبون بالعقول)  تأليف: هربرت أ. شيللر -  ترجمة: عبد السلام رضوان

يوليو 22, 2013

أسفار | أخبار بلاد السنغافور


فصلُ في ذكر أخبار بلاد السنغافور نسأل الله أن يصلح الأمور
*  الحجز والسفر:
انطلقنا بحمد الله تعالى مساء يوم الأحد متوجهين إلى مطار الملك خالد بغية السفر على الخطوط الجوية السعودية إلى سنغافورة مروراً بماليزيا..
وكان حجزنا لازال انتظاراً أنا والدكتور مالك الأحمد – قائد الرحلة - ..
وصلنا إلى أرض المطار .. وقد استشفع صاحبي ببعض الوسائط لكي يننظروا في أمر حجزنا الذي لم يتأكد برغم أنه مضى عليه مايقارب الثلاثة أسابيع وهو لازال في "الانتظار" !


اتصل بصاحبه .. فأوصى بنا أحد ضباط المطار الذي استقبلنا خير استقبال.. وأخذنا نحو الصالة المخصصة للدرجة الأولى حيث جلسنا في صالة فخمة مجهزة بالمشروبات والمطعومات..
انتظرنا وانتظرنا وانتظرنا .. وحان وقت إقلاع الطائرة دون نتيجة تذكر ..
وصل إلينا الشخص المعني معتذرا متمنياً أنه استطاع خدمتنا .. مفيدا بأن الرحلة لكونها قادمة من جدة فإن أمور الحجز ليست بيدهم .. وبخاصة أنها متوجهة إلى ماليزيا ثم أندونيسيا مما يعني أنها مملؤة فعلاً .. بل أفاد بأن ثلاثة ممن حجزهم مؤكد أصلاً لم يتمكنوا من الصعود للطائرة بسبب امتلاء المقاعد.
وكان محرجاً برغم أنه لاحيلة له وعذره مقبول فعلاً

خرجنا نجر حقائبنا قافلين إلى سيارتنا في المواقف بغية الذهاب إلى بيوتنا .. لكن فكرة خطرت على أذهاننا جعلتنا نتجه نحو مكتب"الطيار" في المطار لنبحث عن أي خيارات يمكن من خلالها إدراك معرض البث الفضائي في سنغافورة والتي تبدأ فعالياته يوم الثلاثاء القريب..
ووجدنا الشيء المتاح الوحيد وفق إفادة موظف "الطيار" هو : الرياض- الدوحة – كوالالمبور – سنغافورة ، على أن تكون الوجهة الأولى والثانية على الخطوط القطرية، والأخيرة على الخطوط الماليزية .
وافقنا على هذالخيار وتم الحجز على أن يتم قص التذاكر من مكتب الطيار في التخصصي غداً .
خرجنا ونحن أفضل حالاً .. إذ بات السفر في الغد مؤكداً .. استقلينا اليوكن متجهين نحو الجامعة لكي أضع الدكتور مالك في بيته .. ثم توجهت لداري.. ونمت هناك.

وقبيل الظهر اتصل بي الدكتور ليخبرني بأن موعدنا في الواحدة . حضرت في الواحدة للجامعة وانتقلت مع الدكتور إلى المطار، وصلنا إلى كاونتر الخطوط القطرية لنريه الحجز ونطلب أن نبتاع التذاكر من عنده بناء على توصية موظف الطيار..
تعجب الموظف وأفاد بأن الحجز لاغي لعدم إصدار تذكرة ! شعرت بأن مآل هذه الرحلة إلى الإلغاء .. فالأمور لاتسير وفق مانريد ..
أوصى الموظف الدكتور بالإسراع إلى مكتب الطيار في المطار وإصدار تذكرة .. فذلك هو الأمل الأخير وغير المؤكد.. قام الدكتور بذلك وأقبل علي وقد تأكد الحجز وأصدر التذكرة ..
شحنا حقائبنا وتوجهنا إلى الصالات ..ومن ثم صعدنا الطائرة متوجهين نحو الدوحة .

هبطنا مطار الدوحة .. وتجولنا في سوقها الحرة الموجودة داخل المطار .. ثم تنحينا إلى مقهى مجارو وطلبنا "كفي لاتيه" و "شاي أخضر" وشرب كل واحد منا مايروق له ..
ثم توجهنا للطائرة .. التي أقلعت متجهة نحو ماليزيا .
لم ننم في الطريق سوى غفوات يسيرة .. وعندما وصلنا إلى ماليزيا كان الوقت نهاراً .. تجولنا في أروقة المطار وجنباته .. لم يرق لنا شيء من تلك المعروضات .. ولم نكن ننوي الشراء ونحن لازلنا في طريق الذهاب..
وبعد ساعات جاء موعد السفر، فانتقلنا إلى بوابات السفر لنركب طائرة تابعة للخطوط الماليزية ..متوجهين إلى سنغافورة .. كنا مرهقين حقاً .. وقد ضحك الدكتور علي وهم بتصويري عندما فتحت فمي وبت أغط في نوم عميق – وفق روايته - .

لم تكن الرحلة تتجاوز الساعة والنصف .. لكنها كانت علي أطول من الرحلة التي كانت مدتها سبع ساعات ..
وصلنا إلى سنغافورة .. مررنا على الجوازات . ووجدنا لدى موظف الجوازات شخصا يرتدي زيا مدنيا وسأل الدكتور مالك عددا من الأسئلة التي يحاول إظهارها وكأنها مجرد سلافة ..

خشي الدكتور أن تتكرر المسألة معي – مع قلة بضاعتي من الإنجليزية – فأخبره بأن الواقف في المسار (أنا) معه في نفس الهدف من القدوم.
وصلت إلى موظف الجوازات .. وبدأ ذلك الثقيل في السؤال عن مبررات المجيء وطبيعة العمل .. ومدة البقاء .. والبلد الذي قدمت منه .. أجبته بما كنت أعرفه من كلمات.. وسارت الأمور دون مشكلات .. أعطيت جوازي وشكرني الموظف وتجاوزته لأجد الدكتور بانتظاري ..

وبعد تجاوز هذه الموظف فوجئت بوجود ثلاثة مجندين في أماكن متجاورة وقد لبس كل منهم بزته العسكرية وأمسك بسلاحه وكأنه في ثكنة عسكرية وهو في وضع التأهب..غير أنهم لم يكونوا في الطريق الذي نسير من خلاله وإنما بجواره .. وكأنما تم وضعهم للإرهاب والإخافة وإشعار القادمين بضرورة التزام النظام ..
أخذنا حقائبنا من المكان المخصص للعفش، وسرنا خارجين من المطار.. متوجهين نحو فندق " سنغافورة إنتر كونتننتال" .. ركبنا سيارة الكراون .. سارت بنا في وسط شوارع نظيفة منظمة.. ومساحات خضراء شاسعة وأشجار ظليلة وزهور متنوعة الألوان..
وصلنا إلى الفندق ودخلنا بوابة بدا عليها أنه قديمة الطراز .. لاتخلو من شيء من الكآبة .. فما هكذا تكون مداخل الفنادق .. لقد كان السقف منخفضاً وكانما أجبر المكان ليكون صالة استقبال ..

قمنا بإجراءات الدخول للفندق..وحمل الموظف حقائبنا .. وسار بنا نحو غرفتنا .. معطياً كل واحد منا (البطاقة الإلكترونية التي تمكن من استخدام المصعد والدخول للغرفة) لأن الحجز كان لغرفة واحدة ذات سريرين .. فذلك أدعى للألفة والأنس وتبادل الأحاديث ..
كانت الغرفة رائعة.. والأسرة والأثاث والنوافذ والحمام .. كلها أشبه بالجديدة .. متقنة التنسيق، جميلة الألوان .. يغلب عليها البياض ..

كان الفندق فخماً لولا موضع الاستقبال الموجود فيه ..
قررنا بعد أخذ قسط يسير من الراحة أن نتوجه إلى أقرب مكان مناسب لنتناول طعام الغداء .. فالجوع بدأ يداهمنا .. والوقت صار عصراً ..
مشينا في أحد الاتجاهات.. ننظر هنا وهناك.. ونتبع حاسة الشم كذلك.. ووجدنا مطعماً صغيراً ولكنه بدا مرتباً . لفت نظرنا إليه ملصق وضع على الباب يحتوي على كلمة "حلال" باللون الأخضر .. سعدنا بذلك وطلبنا القائمة واخترنا أرزبسمتي مع قطعة من الدجاج لكل منا .. قدم إلينا الحساء وكان طيباً يحمل نكهة البهارات الهندية .. شربت من الإناء المخصص لي حتى انتهى بينما لم يرق للدكتور فشرب نصفه وترك الباقي ..
ثم جاء الغداء فكان طيب الطعم .. تناولناه ثم خرجنا متوجهين لغرفتنا نبغي الراحة بعد التعب..


 حديقة الحيوان الليلية:
في الساعة الخامسة .. خرجت مصطحباً اللابتوب متوجها نحو ستار بوكس ذلك أننا كنا قد سألناهم عن توفر الإنترنت لديهم فأفادوا بأن لديهم شبكة (وايرلس).. جلست في مقاعد المقهى الخارجية .. فتحت الحاسب.. بحثت عن الشبكات المتاحة .. حاولت الدخول على كافة الشبكات المتاحة دون نتيجة ..
ظننت أن المشكلة من وجودي خارج المقهى .. دخلت المقهى وطلبت مشروباً وسألت عن الإنترنت فأفادوا بمجانيتها وأنها من خلال شبكة (سنتراتل) .. أخذت مقعداً مناسباً وأمضيت ساعة كاملة في محاولة الدخول والتي وجدتها معقدة جداً وتتطلب التسجيل من خلال بيانات كثيرة يجب تعبئتها بدقة .. بما فيها صندوق البريد الخاص بك في (سنغاورة) وهو مالم أعرفه .. وبعد تجارب وحيل متعددة تمكنت من الحصول على المعرف وكلمة المرور..
دخلت الشبكة فعلاً.. وبحثت عن سنغافورة في محرك البحث (جوجل) .. وجدت نتائج بحث كثيرة .. ومن ضمنها منتديات متخصصة في السياحة .. قرأت عما يحسن للسائح زيارته .. وعثرت على أحدهم وقد كتب عن حديقة الحيوان الليلية .. وأنها تبدأ من الساعة 6 مساء وحتى الساعة 12 وأنها عجيبة وشيقة وممتعة.
أقفلت الحاسب، وقفلت عائداً للفندق.. وجدت الدكتور نائماً .. أيقظته وأخبرته بأننا مقبلون على سياحة جديدة وهي حديقة الحيوان الليلية (NAITE SAFARI)..
ارتدينا ملابسنا ونزلت إلى الاستقبال لأسألهم عن موقع الحديقة وكيفية الوصول إليها، ثم توجهت نحو المصعد فإذا بالدكتور يخرج من باب المصعد .. أخبرته بطرق الوصول المقترحة وأريته الخارطة .. وأبدى اختيار أحد الطريقين ..فنزلنا إلى محطة القطارات وركبنا إلى الوجهة المقصودة، ثم خرجنا من المحطة وركبنا الباص 138 والذي سار بنا حتى حديقة الحيوان ..
نزلنا الحديقة في التاسعة مساءً .. واقتطعنا تذاكر الدخول، وركبنا في إحدى العربات.. حيث سارت بنا في أرجاء الحديقة .. وكنا نرى الحيوانات المفترسة وغير المفترسة قريبة منا .. كان الظلام الدامس يخيم على الحديقة، باستثناء إضاءات تشبه ضوء القمر على هذه البقعة أو تلك .. حيث يقبع ذلك الحيوان أو ذلك الطير.. وبعد منتصف الجولة.. أخبرنا المرشد السياحي بأنه بإمكاننا مواصلة الجولة عبر العربات أو السير في الحديقة عبر الأقدام ..
كان خيار التجول سيراً على الأقدام مفضلاً لدينا .. فنحن نحب المشي من جهة، ونود الاقتراب من الحيوانات بشكل أكبر.. سرنا في أنحاء الحديقة وفق المسارات المخصصة لذلك .. شاهدنا الأسد والنمر والفهد والغزلان والثيران ووحيد القرن والضبع وحيوانات كثيرة متعددة ..
ولما وصلنا إلى التمساح وكان قريباً منا.. حاولنا إزعاجه لحثه على الحركة فلم يعرنا اهتماماً.. لكن أبا أنس لم يصبر.. اقتطع عوداً وأخذ يضغط هنا وهناك .. وفجأة يبدو أنه لمس موضعاً أثار التمساح .. ففتح فمه وأصدر صوتاً عالياً أوقع في نفوسنا شيئاً من الخوف نتيجة المفاجأة ..
مررنا بالضبع وحاولنا إثارته.. رمينا عليه ماكان في جيوبنا من صغار العملة .. لكن يبدو أننا لم نكن نحسن الرمي فلم نصبه ولم يتحرك ..
أكملنا الجولة بالأقدام .. ثم عدنا إلى حيث نزلنا من العربات.. اصطففنا في طابور... حتى جاءت العربات مرة أخرى.. فركبناها وأكملنا الجولة .. استغرقت الزيارة من الفندق وإليه مايقارب الأربع ساعات حيث وصلنا إلى غرفتنا قريباً من الساعة 12.30 مساءً ..
 الإفطار اليومي :
منذ اليوم الأول .. اعتدنا على الاستيقاظ ثم النزول إلى الدور الأرضي حيث (الإفطار) المفتوح والمتنوع.. نطلب الكافيه ونأخذ من أنواع الخبز، ونطلب بيضاً مقلياً .. مع العسل وزبدة الفول السوداني .. إضافة إلى الفاكهة المقطعة الجاهزة .. حبحب، أناناس، باباي، شمام، وأنواع أخرى مقبولة .. وأخرى مستنكرة الطعم أو الرائحة أو الشكل.
ونحن بطبيعة الحال لانأخذ إلا ماكان من الأطعمة موثوق المصدر والمكونات.. ونتجاوز الكثير من الأطعمة المطبوخة .. لعدم علمنا بمحتوياتها أحياناً .. ولهيئتها المقززة أحياناً ..
لكن طعام الإفطار كان وجبة رئيسية مع التخفيضات التي أجريناها في عدد الوجبات اليومية.. حيث نكتفي بوجبة الإفطار هذه حتى الساعة السادسة تقريباً حيث نتناول الوجبة الأخرى (سواء أسميناها غداءً أو عشاءً)
ولم يكن يتخلل تلك الوجبتين غالباً شيء آخر .. باستثناء المشروبات والتي إما أن تكون شاياً بنوعيه الأحمر والأخضر أو (كوفي لاتيه) فإن لم يكن هذا ولا ذاك .. فالآيس كريم .

 وجبة الغداء :
من حسن الحظ أن الكثير من المطاعم العالمية ( وأغلبها أمريكية ) ملتزمة باللحم الحلال حيث تم وضع الملصق الرسمي الخاص بمسلمي سنغافورة والذي يتضمن كلمة (حلال) بخط واضح على أبواب تلك المطاعم بجوار شعار (فيزا ) و ( ماستر كارد) ..
فلهذا لم نكن نعاني من اختيار الوجبات.. فكنا نتغدى اليوم في ماكدونالد، وغداً في برجر كنج، ومرة ثالثة في كنتاكي وهكذا ..
وهي مطاعم فضلاً عن كونها حلالاً، فإنها تتميز بالنظافة والمستوى الموحد من حيث الطعم والرائحة والترتيب، كما أننا نعثر عليها حيثما حللنا في أنحاء تلك الجزيرة الساحرة.

* جزيرة سانتوسا :
بعد انتهاء فعاليات المؤتمر والمعرض .. بدأنا في البحث عما يمكن زيارته في سنغافورة .. وكان ذلك صباح السبت .. فاقترح الدكتور زيارة جزيرة سانتوسا لكونها من المواقع السياحية المتميزة هناك ..
كنا قد تعلمنا كيفية اختيار المحطات المناسبة وكيفية سلوك مترو القطارات، والباصات.. فاخترنا طريقنا مستهدين بالخرائط حيناً وبالناس والسائقين حيناً آخر ..

وصلنا إلى الطريق المؤدي للجزيرة، وركبنا على القطار السريع.. والذي أدخلنا إلى الجزيرة بعد أن سار بنا عبر مسار صغير من الخرسانة تم نصبه فوق البحر .. فكنا نسير والبحر من تحتنا .. حتى وصلنا إلى الجزيرة وكان الطريق قصيراً ..
نزلنا من القطار، وبدأنا المسير في تلك الجزيرة، مررنا على تمثال (السمكة الأسد) وتجاوزناه .. تجولنا في داخل الجزيرة.. كانت الخضرة والجمال والزهور هي المسيطرة على المنطقة كلها .. مع ممرات جميلة مرتبة ومنسقة، ونظافة تامة ..

وجدنا الصخور الكبيرة وقد تم تصميمها بهيئات جذابة ..هذه على هيئة تنين، وتلك على هيئة جمجمة .. وتلك على صورة أحافير .. وكانت الشلالات تصب من هنا وهناك .. محدثة صوتاً رائعاً يزيد من حسنه زقزقة العصافير وأصوات الطيور ..
لكن مشكلتنا كانت في التوقيت.. فيوم السبت يوم إجازة رسمي، ولذا فقد وجدنا الجزيرة مكتظة بالزائرين .. وللأطفال نصيب وافر، والعوائل قد وفدت بكثرة، ولاتجد موقعاً يمكن زيارته إلا وتجد طوابير الزوار قد اصطفت بانتظار دورها في الدفع وقص التذاكر، ثم في طابور أخرى بانتظار الدخول..

وكان هذا الازدحام سببا في أن ضربنا صفحاً عن صعود البرج الكبير الموجود في قلب الجزيرة والذي يتميز بإطلالة عالية وساحرة على الجزيرة..كما أننا تركنا ركوب كراسي التلفريك التي تهبط من أعلى الجزيرة وحتى شواطئها خوفاً من تبعات الشواطئ وعريها.
لم نترك ممراً أو مساراً إلا ومشينا من خلاله .. ثم ركبنا أحد الباصات لانلوي على شيء.. ونزلنا منه بعد أن تجول بنا في بعض طرق الجزيرة .. ثم ركبنا باصاً سياحياً آخر مكون من دورين اثنين، فاعتلينا الدور الثاني لأنه لم يكن به سقف، إذ كنا  نريد الإطلالة العلوية والهواء العليل ونشتاق لذلك ..
لم ننزل من هذا الباص إلا حين عاد لموقعه الأول بعد جولة جميلة ..
وكان الجو طوال الوقت متسماً بشيء من الرطوبة والدفء النسبي .. وهو ماجعلنا نتعرق كثيراً .. فنسعد بنسمات الهواء التي تلطف الجو جداً بعد ذلك.
لم نتجول في كامل الجزيرة بطبيعة الحال، لأن جزءً كبيراً منها ( يقارب النصف) هو مساحات مخصصة لرياضة الجولف، وجزء آخر ذو صلة بإدارة الجزيرة، لكن الجزء السياحي منها مررنا على أغلبه.
لم نقترب من الشاطئ وإن كان يبدو جميلاً ورائعاً .. لأننا نعرف أن العري سيكون ظاهراً مما سيجعل مجيئناً ليس ذا معنى ..
وبعد ذلك .. قررنا اختتام هذه الجولة الماتعة.. اقتطعنا التذاكر لركوب التلفريك الذي ينقل من الجزيرة إلى خارجها، ..لأن كل شيء هنا يتم من خلال الدفع، وركبنا التلفريك .. سار بنا على ارتفاع شاهق، ومر من فوق البحر والبواخر والسفن الراسية في الميناء .. ثم توقف في مبنى مرتفع، يقع قريباً من المكان الذي دخلنا من خلاله إلى الجزيرة، لم نشأ النزول هنا ورغبنا في مواصلة الاستكشاف ..فكان لنا ما أردنا .. استمر بنا التلفريك في مسار طويل آخر إلى قمة جبل مجاور ..

نزلنا في ذلك الجبل المغطى كلياً بالأشجار المعمرة الضخمة .. وبدأنا في جولة يسيرة أتبعناها بالهبوط من خلال الممرات المخصصة لذلك .. مشياً حيناً .. وسعياً حيناً آخر حتى وصلنا إلى الأرض من حيث بدأت رحلتنا أول مرة .
عندها استقلينا الباص وقفلنا عائدين أدراجنا .. وتوجهنا للفندق .. وأدينا الصلاة..

كانت تلك بعض الصور التي أردت أن أرسمها حول رحلة سنغافورة .. وكان جديراً بي أن أكتب المزيد من الصور والأحداث والذكريات لكنني فرطت في ذلك في حينه، ثم نسيت الكثير من التفاصيل حين مرت على ذلك مدة من الزمن ..

يوليو 22, 2013

حديث للإعلاميين في ملتقى تناويع


أهلاً وسهلاُ بهذه الثلة المباركة من العاملين في مجال الإعلام الهادف.
الحمد لله تعالى أن جعلنا مسلمين، وجعلنا من المصلحين. الحمد لله تعالى الذي اختصنا بالعمل في هذا المجال النافع المفيد، ونجانا من الانخراط في تلك القنوات الهادمة. الحمد لله تعالى الذي ألف بين قلوبنا وجمع بيننا وأسأله عزوجل أن يجعل اجتماعنا اجتماعاً مرحوماً وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً. ثم إن الحديث سيكون منصباً على بعض المقترحات التي أرجو أن تلقى قبولكم، وأن تكون تطويراً للعمل الإعلامي الهادف.
أولاً : 
ضرورة مد الجسور بين القنوات الهادفة بشكل أكبر

فما نشاهده اليوم في مجال الإعلام الهادف هو : أن تلك القنوات أشبه بالجزر المنفصلة عن بعضها البعض، كل منها يحاول تحقيق الاكتفاء الذاتي من البرامج والمقدمين والأفكار.
لذا فالمقترح - والحالة هذه  - أن تتم جملة من الإجراءات - حسب المتاح - ومنها :
        1- الاندماج الكلي بين بعض القنوات ذات الأهداف المتشابهة، فإذا كان لدينا عدد من القنوات المهتمة بالعلم الشرعي، فإن الاندماج من شأنه أن يقوي ذلك المحتوى ويساهم في تحسينه.
        2- التحالف الوثيق بين القنوات، والتحالف هنا يعني لوناً من ألوان الشراكة مع بقاء الهياكل الإدارية والمالية منفصلة، وهو مايعني إتاحة الاستفادة من إمكانيات كل قناة للقناة الأخرى.
        3- التشارك البرامجي، والتعاون في تغطية الفعاليات المختلفة، والذي نشاهد عليه بعض النماذج، وإن لم تكن بالشكل الأمثل.
        4- إيجاد رابطة أو أمانة أو تجمع لتلك القنوات الهادفة، بغرض الاتفاق على تحديد الأهداف، والأولويات، وخطط العمل المشتركة، إضافة إلى مناقشة التحديات، والخروج برؤى متقاربة.
إن هذا التعاون والتحالف والاندماج من شأنه أن يحقق جملة من المكاسب :
        1- الاستفادة من كافة الكوادر البشرية المتاحة.
        2- توفير الكثير من النفقات المالية وترشيدها .
        3- تحقيق الأهداف المنشودة بشكل أكبر.
        4- إمكانية القيام بحملات إعلامية مؤثرة على المدى الطويل.

ثانياً :
ضرورة العناية بصقل المهارات الفردية وتنمية القدرات في المجال الإعلامي المتخصص.

فإن من الأخطاء الشائعة أن يكتفي الإعلامي بالتعلم الذاتي - على رأس العمل - من خلال الخطأ والصواب.
مع أن كافة المختصين يؤكدون على ضرورة الانخراط في الدورات التدريبية المتخصصة بما لايقل عن 15 ساعة تدريبية كل ستة أشهر.
كما يؤكدون على أهمية الاستفادة من أهل الخبرة والمهارة والاختصاص، بالجلوس إلى المتميزين في المجال المحدد وسؤالهم عن الواقع، والطموحات، وآليات تحقيق النجاح.
ومن جانب آخر، فإن القراءة المتعمقة في مجال التخصص مهمة هي الأخرى كذلك، فكيف يمكن أن يكون المرء معداً ناجحاًُ دون أن يقرأ الأصول العلمية لإعداد البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وكيف يكون المرء مخرجاً متميزاً وهو لم يقرأ شيئاً عن فنون الإخراج ومدارسه.
وغير خاف أهمية متابعة الجديد في الفن، من خلال شبكة الإنترنت والمجلات المتخصصة.

ثالثاً :
 أهمية عقد الملتقيات وورش العمل المتنوعة بين العاملين في مجال الإعلام الهادف.

وعقد مثل هذه الفعالية، وديمومتها، ووجود مجلس تنسيقي لها، وتحديد جملة من الأهداف الطموحة التي يمكن تحقيقها من خلالها، كل ذلك من شأنه أن يرقى بالمستوى المعرفي والفني لهم.
ويمكن أن يكون ذلك في جزء منه موجه بشكل عمومي لكل العاملين في الإعلام الهادف، ويمكن أن يكون جزء آخر منه تخصصياً صرفاً، فورش عمل عن الإعداد، وأخرى عن الإخراج، وثالثة عن التقديم، ورابعة عن برامج الحوار، وخامسة عن الإنشاد، وسادسة عن برامج الترفيه، وهكذا .

 1431

يوليو 22, 2013

يا أيها القائمون على التعليم في بلادنا .. لماذا المخادعة ؟


يقول الخبر المعلن :
 (( قام معالي نائب وزير التربية والتعليم الدكتور /خالد السبتي بزيارة تفقدية لمدرسة الإمام السوسي لتحفيظ القرآن الكريم وكان في معية معاليه سعادة مدير التربية والتعليم بمنطقة الرياض الدكتور / عبدالعزيز الدبيان وكان في مقدمة مستقبليه مدير مكتب التربية والتعليم بشمال الرياض الدكتور الدكتور عبدالعزيز الفالح ومدير المدرسة الأستاذ بندر السند ووكلاء المدرسة ورؤساء الأقسام وفريق النشاط وجمع من المعلمين.

 وفي بداية الزيارة اجتمع معاليه مع إدارة المدرسة ثم بعد ذلك قام بجولة تفقدية على تجهيزات المدرسة بدأ بعمل العلوم ثم قاعة العروض العلمية ثم واحة القرآن الكريم ثم قاعة مصادر التعليم وغرفة الاسعافات الأولية ثم ألقيت قصيدة ترحبيه بمعاليه . وفي ختام الزيارة أبدى معاليه إعجابه بما شاهده من إنجازات وتجهيزات داخل المدرسة )).

التعليق :
طبعاً سيبدي معالي نائب وزير التربية والتعليم إعجابه الكبير بالمدرسة، وسيظن أن مدارس الرياض على هذه الشاكلة!
لي قريب يعمل مدرساً في مدرسة الإمام السوسي الثانوية، حدثني عن وضع مدرسته متعجباً من محاولات الخداع التي يقوم بها بعض القائمين على شؤون التعليم في المدرسة وخارجها.
 فالمدرسة – كما يقول صاحبي – قد قامت بالترشح لجائزة الشيخ محمد بن راشد في دولة الإمارات.. وكانت مدرسة كغيرها من المدارس .. لاتتميز بشيء.
وحين علم بذلك مدير التعليم بذلك، وأدرك أنها ستكون نصراً إعلامياً لها مما قد يساهم في التمديد له، وجه جميع الجهات المختصة في الإدارة بتجهيز المدرسة بكل ماتحتاجه.
فانطلق فريق الصيانة للترميم والدهان وإصلاح الأبواب ودورات المياه، وعمل ذلك الفريق حتى في أوقات الإجازات، وأصبحت المدرسة خلية نحل من العمالة المتنوعة .
وانطلق فريق آخر لمستودعات الإدارة ليأخذ منها كل مايريد من أثاث أو أجهزة أو برامج أو وسائل تعليمية، حيث تم توجيه جميع المعنيين بالصرف دون قيد أو شرط .
وبين عشية وضحاها تحولت المدرسة من مدرسة عادية إلى مدرسة (( متميزة)) فامتلأت الفصول بالأجهزة المخصصة لعرض الدروس التعليمية باستخدام الحاسب، وتم توفير السبورات الإلكترونية المسماة بالذكية في فصول المدرسة كلها، وتم إكمال مختبر العلوم وتجهيزه، وتم إنشاء الغرف المتخصصة، وتم تدشين الملعب الرياضي بحلة جديدة، تم تعتيق الغرف وتجهيزها بالإضاءات المخفية،  تم ( كل شيء) في وقت قياسي ..
كل ذلك ليقال!
كل ذلك من أجل عيون فريق التحكيم في تلك الجائزة الإماراتية !
كل ذلك ليقال أن مدرسة (ما) في الرياض حصلت على الجائزة !
كل ذلك ليقال لمعاليه .. هذه مدارسنا .. متميزة مثل مسئوليها!
يتم إنفاق مئات الآلاف من الريالات على مدرسة واحدة! ليس عن قناعة بأهمية الإنفاق على التعليم بل لمجرد الحصول على السمعة والمكانة !
لئن كانت الأعمال التي تم تنفيذها أمور مهمة وواجبة فلماذا تأخرت، ولماذا لم تشمل جميع المدارس - ولو كان ذلك عبر خطة مرحلية -، ولماذا لم تكن البداية بالمدارس المتهالكة والمدارس المستأجرة ..
وإن كانت ذلك الإنفاق ترفاً فلماذا يتم هذا التجاوز الكبير والصرف على تجهيزات لن تستخدم، ويتم رمي القديم واستبداله لمجرد إظهار التميز.
هل نحن مهووسون بالإعلام لهذه الدرجة؟
هل نخادع الناس بهذا أم نخادع أنفسنا؟
مسكينة تلك المدارس التي لم تحظ بشرف المشاركة في هذه الجائزة.. فليس لها إلا الفتات، وليس لها إلا أن تنتظر إلى أن يأتي دورها بعد عمر طويل ..
مساكين أولئك الطلاب الذين كان من حظهم أن يكونوا في مدرسة مستأجرة متهالكة .. فهم بين مبنى لايصلح للتعليم وبين إدارة تعليمية مهملة لصيانة المبنى، وترمي المسئولية على ملاك المباني، وبين مالك جشع بخيل لاينفق على إصلاحات المدرسة ريالاً واحداً، فيقوم المدير ومعه حفنة من المدرسين المتعاونين على دفع أجور الإصلاح من جيوبهم !
أتمنى من فريق جائزة محمد بن راشد أن يقوم بزيارة مفاجئة لمدارسنا المستأجرة، ويلقي عليها نظرة واحدة قبل أن يقرر منحنا – كذبا وزوراً – تلك الجائزة التي لانستحقها.
وأتمنى من معالي النائب أن يقوم بزيارة لعدد من المدارس ذات المباني المستأجرة في أطراف المدينة وفي وسطها .. ليقم بزيارة مدارس النظيم، والعريجا، ومنفوحة، وسلطانة، والشفا.. وليكن ذلك دون إشعار مسبق، ليعرف حقيقة البيئة التعليمية التي يدرس فيها طلابنا بعيداً عن جميع المكاييج التي يتم صنعها للمدارس النموذجية!
ولا أظن أن بقية مناطق المملكة أحسن حالاً من العاصمة (الرياض) ففي كل أرض بنوعمرو، وكل يغني على ليلاه، وكل مدير في أنحاء مملكتنا الغالية ينشد التزين أمام المسئول لتحقيق مصلحته الشخصية، وتحسين صورته دون التفات حقيقي لجوانب المعاناة التي تعيشها المدارس، ويعانيها طلابنا المساكين!

يوليو 22, 2013

بين طموح وطموح !


بينما تكون طموحات البعض قريبة المنال سهلة التحقيق.. تكون آمال آخرين بعيدة، وطموحة، وترى للوهلة الأولى أقرب للاستحالة منها إلى الواقعية.
وعندما يتبع هذه الآمال والطموحات عمل جاد دؤوب، وجهد منظم نحو تحقيقها فإن النتيجة في الكثير من الأحايين: الوصول للهدف أو قريباً منه.. وهو مكسب في الحالين.



أما الطموحات المتواضعة فهي لاتوجد الحافز ولا الدافعية ولا روح التحدي لصاحبها، كما أن تحقيقها يحصل دون جهد أو بذل يذكر، ولذا فإن صاحبها في الحالين لايصل إلى نتيجة ذات بال،  سواء تحقق طموحه أو عجز عن تحقيقه.
ولذا فجدير بمن يريد التميز الحقيقي أن تكون طموحاته بعيدة المنال، بحيث يكون تحقيقها نصراً حقيقياً يسر ويبهج.
ويشعر صاحبها بالتحدي، والمقاومة، وتمر عليه العقبات والعوائق، فيكتسب الخبرات المتعددة منها، وتصقل مهاراته وتبرز طاقاته بين أقرانه..
ولا أنسى هنا أن ألفت النظر إلى أهمية العناية بـ " الواقعية " في الطموحات بحيث لايكون الوصول لها مستحيلاً.. فإن الاستحالة والصعوبة المتناهية تولد شعوراً باليأس والقنوط والتراخي.
تأكد طموحاتك.. وارفع من مستواها.. واعمل بجد وتفان..
والموعد يوم غد القريب.. عندما تفرح بالوصول إلى أهدافك العالية، بينما لايزال أقرانك في مكانهم ماكثون.. عندها تشعر بطعم النجاح، وتنام قرير العين.
والسلام ختام.

يوليو 22, 2013

قصيدة | مع شيخي عبدالله بن جبرين رحمه الله


أدخل (عمي) سماحة العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين - رحمه الله - إلى المستشفى وطال مكثه بسبب تداعيات المرض وتأثيره على حالته الصحية، ففاضت القريحة بهذه الأبيات.. معبرة عن بعض مايختلج في النفس من مشاعر..

وددت بأني أيها الشيخ أصرع* وأنك ياشيخي إلى الدار ترجع

وددت بأن ألقى الذي أنت واجد* وأنك في ثوب السلامة ترتع

فمثلك يبكى إن تغيب لحظة * فكيف وقد مرت أسابيع أربع

لقد كنت للدنيا ضياء وبهجة* فعلمك مسك والحديث تضوع

وكم مسجد حنت إليك بقاعه* وكم منبر من فقدكم يتزعزع

تورعت عن قول بغير قرينة* وماكنت عن قول الهدى تتورع

وقفت لنشر العلم عمرك كله* فوقتك مابين الدروس موزع

تحملت في ذات الإله مصائبا* وماكنت في وجه الملمات تخضع

فعلمك شمس قد أطلت بنورها* وفي كل أرض من ضياها تشعشع

فكم جاهل في ظلمة الجهل ميت* أتته علوم الشيخ كالنور تسطع

و(سمتك) ياشيخي كما سمت أحمد* تلين بأيدي السائلين وتفزع

فيارب يارحمن إن أكفنا* تمد بجوف الليل والعين تدمع

وندعوك ياربي بأن تكشف البلا* وتبعد عنه السقم والداء ترفع

18 - 4- 1430 هـ
الرياض


يوليو 21, 2013

كتاب "تعليمات النجاح - أولاً"






تعليمات النجاح - أولاً

·أساليب مجربة .. وصايا عملية..أمثلة واقعية..
تأليف : محمد بن سعد بن عوشن

من منطلق السعي للتطوير، والمساهمة فيه، تأتي صفحات كتاب ( تعليمات النجاح - أولاً ) لمؤلفه : محمد سعد العوشن لتضيف للمكتبة العربية كتاباً سهل المحمل، واضح العبارة، يحمل بين طياته خطوات مجربة عمليه لتحقيق النجاح والتميز والإنجاز.

تمت صياغة الكتاب بشكل يتناسب مع احتياجات الشباب واهتماماتهم، وفي ثناياه الكثير من الفوائد والإمتاع، وقد عرضت أفكار الكتاب بأسلوب سهل وميسر، مع الاقتباس من خبرات المتخصصين، وتجارب المجربين، وعصارات أفكار المفكرين.
جاءت صفحات كتاب (تعليمات النجاح ) حصيلة متابعة مستمرة للكتب المتخصصة، والمواد الصوتية، ومواقع الإنترنت، والدورات التطويرية المختلفة التي استفاد منها المؤلف.
كما مزجها بخبرته العملية التي تجاوزت عشرين عاماً بين العمل الحكومي والتجاري والخيري والإعلامي، واختبر صدقها على محك الواقع العملي، مراراً وتكراراً.
وهي الخبرة التي جعلت المؤلف يقول : ( بت على يقين تام أن كثيراً من مشكلاتنا اليوم لن تحل إلا بوعي عميق، وعلم وثيق، وعزيمة صادقة، وإصرار لا يعرف الكسل).
وعناوين الكتاب جذابة هي الأخرى، ويمكنك قراءة فهرس الكتاب لتجد نفسك مدفوعاً للنهل من صفحاته، والاطلاع على محتوياته

حساب المؤلف على تويتر :
 https://twitter.com/binoshan

حساب المؤلف على الفيس بوك:

يوليو 21, 2013

تعليق على كتاب : ابدأ بالأهم ولو كان صعباً



يحتوي كتاب براين تريسي على 21  طريقة ناجعة للقضاء على التسويف وإنجاز العمل بأقصر وقت.
ويوضّح المؤلف أن الوقت المتاح لكل واحد منا ليس كافياً لأداء كل ماهو مطلوب منه، وأن الناجحين لا  يفعلون كل شيء وإنما يركزون على المهام ذات الأولوية العالية، مشيراً إلى أنه إذا كان واجباً عليك أكل ضفدع حي خلال اليوم فإن المبادرة بأكله سيحقق الراحة والرضا لأنك فعلت الأسوأ ، والأصعب، وكل ماتبقى فهو أيسر وأسهل. معتبراً (الضفدع) = المهام الأصعب والتي يتم تأجيلها والمماطلة في تنفيذها.

وقد أتممت قراءة الكتاب يوم الأربعاء 16- 7- 1433 هـ  أثناء سفري بالطائرة ذاهباً من الرياض إلى المدينة المنورة للمشاركة في حفل الزواج الجماعي بالمدينة المنورة واستلام درع التكريم من سمو أمير المنطقة ممثلاً لمؤسسة محمد وعبد الله إبراهيم السبيعي الخيرية

والحقيقة أن الكتاب رائع جداً
وبرغم أن الكتاب يأتي في حجم صغير، وصفحات قليلة مقارنة بباقي كتب براين تريسي إلا أنه برغم ذلك  ليس من الكتب التي يمكن تصفحها على عجل، فهو "صعب القراءة" !
ذلك أنه يدفعك للتفكير بعمق في ممارساتك اليومية ، وآليات التعامل مع الحياة ويجبرك على أن تأخذ القلم لتكتب رأياً أو فكرة أو تبدى اعجاباً ، وتصفق للمؤلف حيناً وتقرر قرارات كثيرة ويبقى الشيء المهم هو: 
" وماذا على نطاق الفعل؟ وهل ستلتهم ضفادعك فعلاً ..

شكراً براين على هذا الإبداع ..

 @binoshan

يوليو 17, 2013

لا تستلم للمشاعر السلبية


لا تستسلم للمشاعر السلبية التي تنتابك بين حين وآخر، ولا تستغرق في لحظة الفشل التي ربما تكون قد وقعت فيها، ولا تبالغ في التفاعل مع الكلمة الجارحة التي وقعت على مسامعك ممن تحب.

وحين تمر بك تلك الحالة السلبية فحاول أن تنظر للصورة الكبرى بكل أبعادها، نجاحاتك، إنجازاتك، مسيرتك الرائعة، النعم العظيمة التي امتن الله بها عليك، علاقاتك المتميزة مع الآخرين، نقاط تميزك.



استعرض مسيرة الحياة برمتها، ولا تغرق في اللحظة الحاضرة، فهي مثل الشعرة الدقيقة التي باتت أمام عينك فشعرت بها كالجذع الضخم تحجب الرؤية وتشوش الذهن مع بساطتها.
وتخيّل نفسك بعد 7 أيام، بعد 7 أشهر، بعد 7 سنوات، فهل سيكون لذلك الموقف أهمية آنذاك?
أظن أنك ستكون قد نسيت الموقف برمّته، ولم تعد تذكر مسبباته، ولم تعد تجد له تأثيراً يذكر.

لذا . لا تغرق في المشاعر السلبية المصاحبة لحدث ما، وأخرج نفسك للهواء الطلق.

يوليو 12, 2013

أبيات متفرقات

هي أبيات متفرقة، كتبتها ..

أحب نجدا فما بيروت فاتنتي* 
ولا البقاع ولا صيدا ولا الجبلُ
ولم أجد في بقاع الغرب لي ولهٌ* 
أرض الفرنجة بالبغضاء تشتمل

وأخرى :

مدربنا القدير رعاك ربي* 
وأنزلك الجنانَ بلا حسابِ 

فتحت لنا من الآفاق باباً * 
وأوقدت العزيمة في الشبابِ .

وأخرى :

تطيب سويعات الزمان بقربكم * 
ونحزن إن هذي السويعات مرتِ 

ونختلقُ الأعذارَ كيما نلاقكم * 
فلقياكم أنسٌ إذا النفسُ كلّتِ .


@binoshan

يوليو 12, 2013

قصيدة | جمّد حسابك



جمّد حِسَابَكَ..أوقفنّ التوترة *
 كم أشغلتك عن المعالي ..ثرثرة

 كم خًضتَ في أرض التويتر غزوةً * 
في إثر أخرى.. هل تظنك عنترة؟ 

عبثا تمارس.. والزمان يلفنا * 
فلقد طويت العمر تلهو أكثره

@binoshan

مع الشكر للشاعر القدير / د.حبيب بن معلا اللويحق على ملاحظته الرائعة