يونيو 30, 2013

قصيدة | آهات


تفطر قلبي بالأسى إثره الأسى * ولم يجده قولي "لعل" ولا "عسى"

وقد كنت صخراً بالقساوة جلمداً * فها قد أحالتني الحوادث أملسا

وكان غمار البحر موضع مركبي * ولكنه في السهل ذا اليوم قد رسى
4 - 7 - 1428 هـ

يونيو 30, 2013

قصيدة | كأس المذلة


إن شربنا من المذلة كأساً * جاء كأس في أثره وتتالى
لم نعد نرفض الكؤؤس ونأبى * بل طلبنا من مثلها أسجالا
صار طعم الإذلال حلوا لذيذا * إذ لقينا وسط المذلة مالا
وطعاما وملبسا ونعيما * وسرورا وزوجة وعيالا



ولقد صارت المذلة طبعا * ثابتا في النفوس يأبى الزوالا
بل نروي جذورها بالتخاذي * والتواصي أن لانرد النبالا
نقبل الضيم حيث كان ونرضى * فإلإهانات والدنايا توالى
لست ألقي على العدو ملاماً * أرهب الناس ثم صال وجالا
ثم أمسى إذ ذاك يرقب فعلا * أو إباءً أو شيمة أو سؤالا
لكن الصمت .. ساد كل مكان * أطرق الناس واستزادوا خبالا
***
إن تكونوا أتباع خير رسول * فأرونا مع العدا أفعالا
وانزعوا ثوب المهانة عنكم * وارتدوا من عزكم سربالا
واسلكوا درب الصحاب تسودوا * واجعلوا الفعل يتبع الأقوالا
وابتغوا الأجر في ركوب المعالي * واصبروا فالصبر أرجى نوالا

17 / 1 / 1426 هـ

يونيو 30, 2013

قصيدة | إيهٍ أخيَّ لئن آذتك شرذمةٌ

إلى الأخ متعب المطيري .. عضو الهيئة المعتدى عليه من قبل شرذمة من الأوباش عندما قبض على أحدهم في جريمة غير أخلاقية .. اكتبها تثبيتاً ومؤزارة له ولباقي حماة سفينة مجتمعنا من الغرق والهلاك..
إلى الجنود المجهولين..
إلى الأبطال الأشاوس من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
حفظهم الله ورعاهم .
إيهٍ أخيَّ لئن آذتك شرذمةٌ * مذمومةٌ قد بدا من فعلها العطبُ

ونالك اليوم من أوباشها ضررٌ * حتى غدوتَ طريح الأرضِ تضطربُ
فاعلم بأنَّ طريقَ الرسْلِ من أزلٍ * فيه المعاناةُ والإرهاقُ والتعبُ
فيه الدماءُ على البطحاءِ جاريةٌ * فيهِ الرؤوسُ لذاتِ اللهِ تُجتَذَبُ
فاصبرْ وصابرْ ورابطْ إنها نُزُلٌ * قد نالها السادةُ الأخيارُ والنجبُ
لاتصغِ للمرجفين اليوم إن نطقوا * فطبعهم في الرزايا الخون والهربُ
واكتب بصبركَ هذا اليوم ملحمة * ثَبِّتْ نجاحك حين الكلُّ قد رسبوا

يونيو 30, 2013

قصيدة | وقفت حروف الشعر..


إلى أختي الفاصلة .. الدكتورة مريم .. رعاها الله
في يوم استقبالها قادمة من المملكة المتحدة (بريطانيا) حاصلة على شهادة الدكتوراه بعد عشر سنوات من الغربة مع زوجها الفاضل د.أحمد بن عبدالله بن خضير، كانت هذه الأبيات :
وقفت حروف الشعر كيما ترسم * صورا بديعات فنعم المرسم
وتخط تقديرا لمن عانى ومن * صعد الصعاب وصابه مايؤلم
عانى اغترابا في المكان وأهله * بل غربة في الدين وهي الأعظم
تلكم هي الأخت السليم مقالها * وفعالها عند الحقيقة أسلم
أخت مثابرة وليس كمثلها * تلكم هي الأخت الحبيبة مريم
حرص وإتقان وحسن تعامل * ولها مضاء لايكل ويسئم
شكراً لها ولزوجها ذاك الذي * بذل الكثير وفي الشهادة أقدم
من كان يطمع في العلا ليناله * لابد يوماً للعنا يتجشم
الطامحون إلى المعالي كثرة * لكن أكثرهم يذم ويلطم
ويلوم أشخاصاً ويندب حظه * ويقول ماهذا الزمان المظلم
والناجحون إذا أردت سبيلهم * قوم تراهم في الدياجي أنجم
ويسابقون مع البكور طيوره * والفاشلون على الأسرة نوّمُ
ويقاومون إذا لجميع تخاذلوا * ويواصلون وغيرهم يستسلم
لايرجعون إلى الوراء كغيرهم * بل سيرهم نحو الأمام تقدم

1428 هـ

يونيو 13, 2013

مع الشاي الأخضر


قد كنت أكره كل شاي أخضر * لاطعمه أو لونه يغريني

لم أشتريه ولم أحزه لأنني * لا أشتكي من سمنة تؤذيني

لكنني لما علمت بنفعه * ورأيت هذا الأمر بعد سنينِ

وبدأت أشربه وأعرف ذوقه * والنفس تطلبني : ألا تسقيني

من ذلك التوقيت صرت ملوعاً * بالمنتج المزروع في بكين


الرياض
1427 هـ

يونيو 08, 2013

هاجس التطوير

يعتبر التطوير والرقي بالنفس، وصقل مهاراتها ، وزيادة خبراتها أمراً محبوباً للنفوس، ولطالما تمناه الناس وحفلوا به، كل وفق تصوره وفهمه لجوانب التميز والتطوير، ووفق اهتماماته التي يتلقاها غالباً داخل مجتمعه وبيئته، ووفق احتياجاته التي يلمسها من خلال معايشته للواقع .

والتطوير ليس مقتصرا على الأفراد بل يتسع مفهومه ليشمل المؤسسات والهيئات والحركات والجهات المختلفة، والمجتمع برمته .

وفي أيامنا هذه نلحظ توجهاً كبيراً لموضوع التطوير، ولذا قذفت لنا المكتبات بالكثير من المطبوعات المختلفة الأحجام، والأشرطة السمعية والمرئية، وانفرط عقد معاهد التدريب، وصارت إعلانات الدورات المختلفة تحتل أمكنة الصدارة في الصحف والمجلات .

وهو توجه محمود في الجملة، وإن كان يشوبه شيء من عدم التوازن نتيجة حداثة التجربة وجدتها، وخوضها ممن لايحسنها.

ومن منطلق التطوير ذاته تأتي هذه المدونة التي آمل أن تكون متجاوبة مع احتياجات القراء واهتماماتهم، وأن تكون واقعية الطرح، إسلامية المنهج، عربية القلب والقالب .

نقتبس فيها من خبرات المختصين، ومن تجارب المجربين، ومن عصارات أفكار المفكرين، أياً كانت أزمانهم وأماكنهم وألوانهم ولغاتهم، نترك الغث و نأخذ السمين .

متمنياً أن تكون نابضة بالحيوية وروح الشباب ..

وأن تكون كما أريد لها .. مرجعاً غنياً وافراً بالمعلومات والفوائد .

يونيو 08, 2013

ملاحظاتي على الكتب المترجمة


سبق أن تحدثت في المقال السابق عن مزايا الكتاب الأجنبي من حيث جودة التصميم والإخراج والصياغة، وأن الكتب المترجمة سلكت – في غالب الأحايين – نفس مسلك الكتاب في لغته الأصلية ، لكنني هنا أتحدث عن الجانب الآخر الذي يلحظه كل قارئ لهذه الكتب المترجمة وذلك من باب ذكر المحاسن والمساوئ .فأول الملاحظات على هذه الكتب : كثرة الحشو فيها، حتى
 أن الكتب ليوشك في بعض الحالات أن يكون مجموعة قصصية، فيها الغث والسمين، وتكرر القصة في فكرتها لكنها من أشخاص كثيرين، وهو الأمر الذي يجعل القارئ يبذل جهدا كبيراً في قراءة عشرات الصفحات، فإذا أراد خلاصته أمكنه أن يقوله في أسطر معدودة.

وهذا الحشو يجعل المرء يقف في كثير من الأحيان دون إكمال الكتاب، كما أنه يجعل تلك الكتب ضخمة وكبيرة الحجم، مما يرفع أسعارها، ويجعل حملها شاقاً .

بل إن القارئ ربما أعرض عن الكتاب إذا شعر أنه هذه المئين من الصفحات تحدث عن جزئية يسيرة جداً، فكيف لو كان الموضوع ذا بال ، إذا لأصبح الكتاب مجموعة من المجلدات الضخمة .

وثاني هذه الملاحظات : أن هذه الكتب قد كتب لبيئة غربية، لها مفاهيمها الخاصة بها، ونظرتها المستقلة للفرد والمجتمع، ومن هذه البيئة خرجت تلك المؤلفات مشحونة بروح الجو الغربي العام، فتجد الحرص على المصلحة الخاصة، والأنانية، وتعظيم الذات، والتفكير الدنيوي الصرف، والتساهل في المحرمات الشرعية، والنظر للأمور بشكل "محاسبي " دقيق، وهو الأمر الذي لايصلح لمجتمعاتنا الإسلامية والعربية، حيث مفاهيم الأخوة الإيمانية، والإحسان إلى الخلق، وفعل المعروف، واحتساب الأجر، والنظر إلى مآلات الأمور الأخروية .

لذا فإن من الجدير أن تتم إعادة صياغة هذه الكتب لتصبح أكثر توافقاً مع ديننا وقيمنا الاجتماعية المعتبرة، مع المحافظة على الحقوق الأدبية، من خلال الإشارة إلى أن عمل الناشر يتجاوز الترجمة الحرفية إلى التعديل في المحتوى بمايتوافق مع طبيعة القراء واهتماماتهم وقيمهم .

كانت هاتين ملاحظتين على الكتب المترجمة، لكنها لاتنسينا الفوائد الجمة التي تحملها تلك الكتب في طياتها، حيث تضع بين أيدينا خلاصة تجربة إنسانية طويلة في المجالات الإدارية والمهارية .

يونيو 08, 2013

هل نحن حريصون على تطوير ذواتنا؟


يحتاج الواحد منا إلى صقل مواهبه وتنميتها، واكتشاف الطاقات الموجودة لديه، فالمعروف أن كثيراً من الأشخاص يعيش حياته وربما طال به العمر دون أن يحقق نجاحاً ذا بال، وربما بزغ تفوقه في مرحلة متقدمة من عمره، بعد أن يكون قد وصل نهاية الطريق، وضعفت قواه، وقلة حيلته ...

ولاشك أن هذا الهدر الحاصل في طاقاتنا، مضر بالمجتمع والأمة بعامة فضلاً عن الضرر الخاص لصاحب الموهبة، ولذا كان جديرا بكل واحد منا أن يبحث في مكامن نفسه عن قدراتها ، ومزاياها، وميولها، وجوانب الإتقان والتفرد لديها، وأن يستعين على ذلك بكل طريق من شأنه أن يسبر غور هذه النفس ويظهر خصائصها .

وإن من ذلك تخصيص جزء من الوقت والمال والجهد في تحقيق التطوير الذاتي، وتنمية المهارات، وذلك من خلال وسائل متعددة.

منها : خلال الاطلاع الواسع على المؤلفات الكثيرة والمتنوعة الموجودة اليوم بوفرة في مكتباتنا العربية، مع الحرص على الاختيار والانتقاء لأن ماهو موجود كثير، وتبقى مهمة الاستشارة والتصفح السريع، والاستماع إلى تقييم أهل الاختصاص أسلوباً لمعرفة الأفضل .

ومن هذه الوسائل : الاستماع للحلقات التدريبية المختلفة على هيئة أشرطة مسموعة، أو مرئية، أو أقراص ليزرية 
.

ومنها : الانخراط في الدورات التدريبية التي تلقى هنا وهناك، سواء ماكان منها جماهيراً تثقيفياً أو فردياً من خلال الحوار و التطبيق الفردي والجماعي .

ومنها : متابعة المجلات المتخصصة والتي تتحدث عن مجالات الإبداع والإدارة والنجاح، فهي تحتوي على الجديد من النظريات والفرضيات والأفكار الجديدة..

ومنها : متابعة مواقع الإنترنت المعنية بهذا وساحات الحوار المخصصة لجوانب التطوير .

شريطة أن يتم ذلك وفق آلية متوازنة تجمع بين القراءة والسماع والمشاهدة والتدريب، دون إفراط أو تفريط، وأن يعلم الواحد منا أن الخبرات والمهارات لاتأتي سراعاً وإنما تحصل عبر طريق طويل من الصقل المعرفي والعملي، وأن يحاول الشخص تطبيق مايقرأ ونقل خبراته للآخرين .

ولابأس من تحديد موازنة ثابتة لهذا الأمر لأن الإغراق فيه قد يأتي بنتيجة عكسية ناتجة عن تراكم الكتب غير المقروءة ..والأشرطة غير المسموعة.. ومن ثم التوقف عن ذلك كله .

وكلنا آمل أن نرى تلك الطاقات وقد صقلت، والمهارات وقد اكتشفت ..وكم في الزوايا من خفايا..

يونيو 08, 2013

مزايا الكتب المترجمة


ليس من شك أن الناظر اليوم إلى المكتبة وبخاصة في ركن الإدارة والتطوير والمهارات سيصاب الدهشة للحجم الكبير من الكتب المترجمة في هذا المجال، حتى أنك لو بحثت عن الكتاب العربي الأصيل – غير المترجم – لوجدته نادراً ..وقد كانوا إذا عدوا قليلاً * فقد صاروا أقل من القليل


وإذا وقعت عينك على الكتاب العربي " قلباً وقالباً " فإنك ستجده في كثير من الأحيان مشغولاً بالتعقيدات الفلسفية، مثل التعريفات والشروط والضوابط، مفتقراً إلى التشويق، فهو أقرب للمناهج الجامعية المملة منه إلى الكتب المشوقة .

زد على ذلك أنه سيكون متصفا – دون نظيراته الغربية الأصل – بضعف مستوى الطباعة والإخراج .

أما الكتب المترجمة – والحكم هنا للأغلب – فهي تتميز بجودة الطباعة والإخراج، والإثارة والتشويق، فهذه وقفة، وتلك ملاحظة، وهذا تحذير، وهذه طرفة، وهاهنا قصة ...، فضلاً عن الرسوم التوضيحية، والكاريكتورية.. وهي بمجوعها تعطي الكتاب من القبول والانتشار مالا تعطيه تلك الرصانة المصطنعة والهدوء القاتل في كتبنا العربية، والحكم بطبيعة الحال على الأعم الأغلب وليس على الجميع .

ولعل من مسببات هذا الأمر أن الكتب العربية تعتمد على " الشخص الواحد " فهو الذي يجمع أفكارها، ويصوغ أسلوبها، وربما يقوم هو بنفسه بصفها، ومن تصميم غلافها، ومتابعة المطبعة، ثم الإشراف على نشرها وبيعها!! .. مما يعني أن الخبرات المبذولة في الكتاب خبرة " شخص واحد " مهما أوتي من القدرات.. فإنه ينقصه الكثير في المجالات المتعددة التي يمر بها الكتاب قبل خروجه للنور .

أما الكتب الأجنبية – و المترجم منها تابع لأصله – فهي نتاج فريق عمل متكامل، فالمؤلف يضع الأفكار والمعلومات، وآخر يراجع المحتوى والصياغة، وثالث يضع الرسوم التوضيحية المناسبة، وثلة يقومون بالتصميم والإخراج النهائي، وآخر يقوم بتصميم الغلاف، أما الطبع والنشر والتوزيع فتقوم بكل واحدة منها مؤسسة مستقلة .

ومن الطبعي أن تكون الجهود الجماعية أوفر حظاً من الجودة والإتقان من الجهود الفردية .

ولذا فإننا نتمنى اليوم الذي يتخلص فيه مؤلفونا – ليس في الإدارة فحسب بل في المجالات – من عقدة " ماحك جلدك مثل ظفرك" والانتقال إلى مرحلة التخصص في كل جانب، وكما يقول المثل العامي " أعط الخباز خبزه ولو أكل نصفه " .

يونيو 08, 2013

إنما الخير عادة


اعتاد كل منا على مجموعة من "الأفعال" و"الأقوال" و"السلوكيات" في يومه وليلته، وصارت تلك الأفعال يسيرة سهلة تحدث دون تكلف ولامشقة، وماذلك إلا لأنها انتقلت من العقل الواعي إلى العقل اللاواعي –كما يقول أهل الاختصاص- وصارت عادة بعد أن كانت التزاما.

وهذا الانتقال من حال التكلف إلى حال التلقائية يحدث بمجرد الالتزام الزمني بالفعل أو بالقول ومواصلة ذلك حينا من الدهر .

والأمر ذاته يقال عن كافة الصفات والسمات الخيرة والأفعال الحميدة فإذا عوّد المرء نفسه على الاستيقاظ لصلاة الفجر، أو على التبكير للصلاة، أو صيام الست من شوال أو قيام الليل أو التلطف في الحديث صار المرء يفعل تلك العبادات دون شعور بالتعب أو التكلف، ولذا ورد عن بعض السلف أنه جاهد نفسه على قيام الليل سنيناً ثم إنه ارتاح بعد ذلك وأصبح يستيقظ لقيام الليل من تلقاء ذاته دون الحاجة إلى منبه خارجي .

ولذا كان من خير ما يصنعه المرء الراغب في تحقيق النجاح أن يعوّد نفسه على السلوكيات الإدارية الحميدة، ويلتزم بأدائها دون تراجع ولاملل ، حتى تصبح هذه السلوكيات عادة مألوفة، وسجية طبيعية .

والعادة - في بدايتها- تشبه "الخيط الخفي فكلما كررنا فعل هذا السلوك المؤسس للعادة أضفنا قوة لهذا الخيط حتى يصبح حبلا ومع التكرار يصير متينا لايمكن الفكاك منه" – كما يقول أوريسون سوت-.

وعند ذلك يبدأ المرء في مسيرة النجاح الحقيقية .

ذلك أن النجاح هو نتاج تطبيق سلسلة طويلة من سلوكيات الناجحين، والتزام طويل المدى بالقواعد المنظمة للنجاح والمنثورة في سير الناجحين ومؤلفاتهم .

وأغلب مايعيق الطامحين هو مللهم في بداية الطريق، وتركهم الالتزام والديمومة في فعل مايفعله الناجحون عادة.

وليس من شك أن ذلك الصبر على العادات الخيرة حتى تصبح سلوكا طبيعيا أمر ليس باليسير، ولذا فإن الذين يستمرون في درب النجاح ويصلون للهدف قليل في عداد الراغبين في ذلك، ومردّ ذلك إلى القدرة على التحمل والصبر المؤقت، والوقت الذي يستطيع المرء فيه مقاومة ميل النفس للراحة والدعة والسكون وإخلادها إلى الأرض .

فشمّر عن ساعد الجد، وانطلق متوكلاً على الله، واصبر على ما أصابك، ولاتعجز، إن ذلك من عزم الأمور .

وإلى لقاء

يونيو 08, 2013

بين جوانحنا طاقة غير متوقعة

لم تزل الأيام والليالي تثبت لي كما أثبتت للكثيرين أن المرء منا قادر على فعل مايطلق عيه الناس أحياناً " المعجزات"..

وأن المرء برغم مانعتقده عنه من الضعف والكسل وحب الراحة ونقص الخبرات والإمكانات إلا أنه تمر عليه أوقات وأزمنة ينطلق فيها انطلاقة غير معهودة،

 ويصنع فيها الفرد مايظن الناس أنه صنيع النفر من الناس، ويرى منه الناس مالم يكونوا يرونه من مواصلة الجهد بالجهد، والإصرار العجيب..

بل ويرون نتائج هذه العزيمة والإصرار نجاحاً كبيراً مشرفاً يشهدونه بأم أعينهم .. حتى يقول قائلهم : ( سبحان الله، والله لقد كان معنا بالأمس ولم يكن شيئاً مذكوراً!).

فمن أتت هذه الطاقة الفاعلة ؟
إن مردّ تلك الأنشطة والفعاليات كلها إلى أن المرء في الأوضاع التي يراه عليها الناس دوماً يكون في وضع أشبه مايكون بوضع الاسترخاء والدعة والسكون، لايحفزه شيء ذابال ليحريك طاقاته الكامنة – وهي كثيرة- ، ولايرى مبررا لبذل الوسع في أمر من أموره التي اعتاد عليها، وبالتالي فإن الناس يرونه امرءا مثله كثيرين ..ويعيش حياة "عادية" ..

لكن موقفاً مؤثراً، أو كلمة صادقة، أو تأملاً مستغرقاً يقدح الزناد، ويستثير الهمة، ويكشف للمرء مدى ابتعاده أو اقترابه من الهدف، ويتراءى له وكأن الهدف قد تحقق، وأن المراد قد حصل، وأنه لم يبق بينه وبين مايريد سوى اجتياز هذه العقبة الكؤود التي طالما توقف عندها دون أن يجاوزها.. فيحصل للمرء نوع من التجلي والبصيرة ..حينها يشتعل أوار النجاح في قلب صاحبناً، ويبدأ في مرحلة من اليقظة التامة، والتركيز القوي، ووضوح الطريق ويبدأ العمل وهو كمن يرى النتائج أمام عينيه..

وهذه اللحظة "الحاسمة" التي ينقدح فيها الزناد تحصل في الكثير من الأحيان من تلقاء نفسها، بسبب ماذكرناه من أسباب دون أن يكون للمرء دور في افتعالها وحصولها ودون ترتيب مسبق، لكن هندسة النجاح تقتضي عدم الانتظار لحين حصول هذه اللحظة التي قد يطول الانتظار دون حصولها، والانتقال إلى أخذ زمام المبادرة في افتعال هذه اللحظة، والشعور وكأنها قد حصلت، مع التسلح بسلاح العزيمة والإصرار من جهة، وتركيز الجهد من جهة أخرى، فإذا فعل الواحد منا ذلك فإنه يكون قد صعد سلم النجاح باختياره، واستبق خطوات التميز التي ربما كان بينه وبينه سنوات بل عقود من السنين، لو لم يقدح زناده .

فهل لنا أن نرى منك هذه اللحظة الحاسمة ؟

وهل نطمع في أنرى نراك وقد صرت شيئاً مذكوراً بعد إذ لم تكن ؟

نأمل ذلك ونرجوه .. وإنا لمنتظرون .

يونيو 08, 2013

فتت أهدافك.. تنجح


تظل الأهداف الكبرى صعبة المنال، ويصاب أصحابها في البدايات بنوع من الإحباط والعجز عن رؤية الثمار، كما أنهم ينظرون إلى الهدف المنشود على أنه أشبه بالكتلة الواحدة التي يصعب تحقيقها، أو كاللقمة الضخمة التي يستحيل ابتلاعها .

ولذا كان من المهم لأصحاب الأهداف السامية، والطموحات الكبيرة التي لاتتحقق إلا في سنين، من المهم أن يقوموا بتجزئة تلك الأهداف الكبار إلى أهداف صغرى تتحقق خلال ساعات أو أيام أو أسابيع..
فإذا بهم يرون الهدف الكبير .. درجات ومراحل يسهل تنفيذها وتخطيها .. ويجدون أنهم – دون أن يشعروا – قد اقتربوا من تحقيق أهدافهم في الوقت المحدد، بينما يجدون الكثير من أقرانهم ورفاقهم قد نكصوا وتوقفوا وأصابهم الملل .
فتجزئة الأهداف طريق أمثل نحو تحقيقها، ونقلها من عالم الأحلام إلى عالم الواقع .
كما أن هذه التجزئة تجعل المرء يشعر بالنجاح في كل يوم، وتراه ممتلئاً بالفرح والسرور، تاركاً الهم والقلق جانباً، ذك أنه يشعر بما يطلق عليه الزميل د.عبدالله السهلي ( النجاحات الصغيرة) والتي هي كمثل الجداول الصغيرة التي تجتمع فتصبح نهراً جارياً ..

وهذه التجزئة تساهم في إدارة أفضل للأوقات، حيث يستطيع الشخص الاستفادة من الأوقات المتاحة وأوقات الفراغ والانتظار.. في تحقيق هذه الإنجازات الصغيرة .
ولو تناولنا كتابة رسالة الدكتوراه – كمثال- فإن الطالب يشعر بضخامة العمل وصعوبته وأنه بحاجة لسنوات من أجل إكمالها، فإذا ماقام بتجزئة العمل إلى أجزاء صغيرة، فجزء لجمع المراجع، وجزء لإعداد الخطة، وجزء لكتابة المبحث الأول، ثم بدأ العمل على هذا الأساس فإنه سيجد أنه – وخلال فترة يسيرة – قد خطا خطوات جبارة نحو تحقيق الهدف.
والأمر نفسه في تعلم اللغات الأجنبية أو إتقان استخدام الحاسب أو إتقان أي فن من الفنون، أو حفظ كتاب الله أو متن من المتون العلمية .
فانطلق أخي الكريم بطموحات عالية، ثم فتت وجزّء أهدافك الكبرى إلى أجزاء صغيرة .. ثم ابدأ العمل واترك التسويف، وتحمل الأذى والجهد، فبالنصب والتعب تنال القمم ..


وإذا كانت النفوس كباراً  * تعبت في مرادها الأجسام

يونيو 07, 2013

منا الناجحون

نقرأ بين الحين والآخر كتاباً أو مقالاً يتحدث عن فلان أو علان من الناجحين في عصرنا الحاضر، ونسر بقراءة هذه السير بوصفها مصدراً من مصادر معرفة النجاح وطرق تحصيله، لكننا في الحقيقة نتجاهل نماذج شامخة من الناجحين عبر تاريخ أمتنا الطويل، والذين إذا تأملنا في سيرهم وأعمالهم  فإننا نصاب بالدهشة والذهول من الإنجازات العظيمة التي صنعوها والصفات التي اتصفوا بها .

فابن تيمية – مثلاً – إذا تأملت في مسيرة حياته، وجدته عالماً أفنى عمره في مناظرة أصحاب الطوائف والنحل الضالة وبيان انحرافهم وضلال مذاهبهم، والرد عليهم بنفس الأدلة التي يحتجون بها، فهو إمام في الرد على الطوائف، وكفى بهذه مزية، وبتلك الجهود نجاحاً، لكنك إذا انتقلت إلى جانب الفتيا والتآليف النافعة وجدته قد ملأ الدنيا من علمه الغزير، وأسلوبه البديع، حتى أن مؤلفاته جاوزت 30 مجلداً  ضخماً، وهذه المؤلفات الضخمة لو لم يكن من إنجازات الشيخ إلا كتابتها وإعدادها لكفى بها نجاحاً .

فإذا عدت إلى جانب آخر من سيرته في جانب الجهاد والتحريض على قتال التتار أيام غزوهم عاصمة الخلافة، واجتياحهم بلاد المسلمين، ورأيت جهوده في الدعوة إلى حرب الصليبيين، وجدته رجلاً نذر نفسه للجهاد، وبذل جهده ووقته وصحته في سبيله، وكفى بذلك نجاحاً .

فإذا انتقلت إلى البلاء الذي أصابه، وصبره على كلمة الحق، وعدم الرضوخ للمخالفين برغم الضغوط الكبيرة والجهود التي بذلت لتشويه سمعته، والإيقاع به، حتى سيق إلى السجن مراراً، فرأيت ثباته ويقينه، وقرأت كلماته الصادقة عن الصبر في المحن، رأيت نجاحاً آخر .

فإذا انتقلت إلى أسلوبه في التعامل مع المخالفين له من علماء السوء، ودعاة الضلال، والولاة الذين سجنوه وآذوه، وجدته في غاية الأدب والتواضع ولين الجانب، حتى إنه ليزور ألد أعداءه إذا مرض، ويسأل الله له الشفاء والهداية، ولما مات أحد مخالفيه حضر جنازته وقال لأهله : (أنا كالوالد لكم أقضي حوائجكم وأقوم على شأنكم)، في إهمال لكل أشكال العدوان الذي كان ذلك الشخص يبادر الشيخ به، وترفع عن أهواء النفس وميولها، فإذا نظرت إلى ذلك الأسلوب وجدته نجاحاً آخر يضاف لإنجازات ذلك الرجل .

ولست هنا بصدد الترجمة لهذا الإمام العلم لكني أردت أن ألفت الأنظار إلى أن الاطلاع على مسيرة مثل هؤلاء الناجحين من العلماء العاملين أكثر نفعاً وفائدة من الاطلاع على سير الناجحين من أهل الدنيا، الذين وإن حققوا الكثير من النجاحات الدنيوية إلا أنهم في غالب الأحايين ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً .

ولست بذلك أزهد في قراءة سير الناجحين في كل زمان ومكان، فالحق ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها، لكنني أذكّر القارئ الكريم بأن لدينا من النماذج الناجحة -والتي يقل مثيلها- الكثير الكثير، ونحن بحاجة ماسة إلى من يقوم بتقليب تلك السير وإظهار كنوزها، والكشف عن مكنوناتها، وتحويلها إلى خطوات محددة يمكن المسير عليها، وصياغتها بأسلوب معاصر، لتكون دليلا واضحاً للحصول على النجاح الحقيقي في الدنيا والآخرة .

قومي أولئك لا أبغي بهم بدلاً ** من ذا يبدّل بالروض الدياميما

يونيو 07, 2013

الثقة بالنفس ضرورة


من الأمور التي تضر بالمرء وتدفعه إلى التقاعس وترك العمل عدم ثقته بنفسه، ولاشيء يهدم ثقة الإنسان بنفسه أكبر من جهله بها وبقدراتها وخصائصها، وأسوأ من ذلك احتقارها والنظر الدوني لها والشعور بعجزها وفشلها وقلة حيلتها.. 

وإن من أعظم عوامل النجاح : الثقة بالنفس، ذلك أن المرء إذا وثق بنفسه ثم قرر أن ينجز أمراً ، وصمم على ذلك وسعى نحوه بشكل جاد فإن التوفيق – بعد تيسير الله – حاصل والوصول للهدف متحقق.

وإن فقدان الثقة بالنفس من أكبر العوامل التي تدعو المرء للتثاقل عن المبادرات والخوف من البدايات، ولزوم السكون، بل والشعور بأن النتيجة المحسومة للعمل هي "الفشل" قبل أن تبدأ المحاولة بل قبل أن يبدأ التفكير في تفاصيل العمل وكيفية تنفيذه .

إن هذا الشعور السلبي تجاه النفس عامل هدم كبير، وبلية من أكبر البلايا النفسية التي تصيب المرء في مقتل، وتجعله في صفوف المتفرجين على الأحداث، والمتابعين للحياة، دون أن يكون له دور إيجابي في صنع الحياة والنجاح، وإدارة دفة الأمور لصالح نفسه ومجتمعه .

وعلى العكس من ذلك فإن النظرة الواثقة بالنفس تثمر نتائج إيجابية رائعة، وتدفع المرء للعمل والنجاح بشكل فريد، كما تشجع هذه النظرة، وتلك الثقة على المبادرة وتحمل المسئولية والانطلاق نحو تحقيق النجاحات المتتالية.

ومن مسببات فقد الثقة بالنفس أننا نجهل – على وجه التفصيل – قدراتنا ومميزاتنا، لذا كان سبر غبر النفس والاستبصار بها من العوامل المهمة في تقوية الثقة بالنفس.

كما أننا يجب أن نعلم أن مايكونه الآخرين عنا من صورة في أذهانهم (سلبية أو إيجابية) لايعني إطلاقا صحة تلك النظرة، فهم لايعلمون عن أنفسنا سوى القليل، وأحكامهم مشوبة بالجهل والمشاعر الشخصية والظروف التي يعيشونها، بذا فهي قاصرة بشكل كبير، ولايصح أن نأخذ أحكامهم على وجه القبول، بل يجب أن نعيد بناء صورتنا الذهنية لدى الآخرين والأهم من ذلك أن نبني النظرة الصحيحة عن ذواتنا بأنفسنا .

يجب أن ننظر إلى أنفسنا نظرة الرضى والأمل والثقة والتفاؤل بالنجاح، مع الحرص على تطوير ذواتنا وتنمية قدراتنا، والرقي بها، والتخلص من العيوب التي تتضح لنا خلال استبصارنا بذواتنا، أو التي نسمعها من الآخرين، ثم نخضعها للفحص والتأمل ، فإلى المزيد من الثقة والمزيد من النجاح .

يونيو 07, 2013

لاتتوقف إطلاقاً..


يسير الناجحون في الحياة في طريق طويل .. طريق مشوب بالمنغصات والجهد والعرق، لكنهم يشعرون وهم يقومون بذلك الجهد الكبير بمشاعر الفرح والسرور الطاغي على نفوسهم لعلمهم أن هذا الطريق الذي يسلكونه هو الطريق الصحيح .
ولو تخيلت نفسك سائراً في طريق لايؤدي إلى الوجهة المطلوبة فإن سهولة الطريق ويسره لاتساوي عندك شيئا ذا بال لأن العبرة بصحة الوجهة لابسهولة الطريق .
وأثناء مسيرك نحو أهدافك السامية التي رسمتها لنفسك فمن المهم التذكير بضرورة الاستمرار في المسير، ومواصلة الجهد بالجهد، والعزم بالعزم، والصبر والتحمل فذلك موصل بإذن الله إلى الهدف .
واحذر من أن تسول لك نفسك النكوص بعد الإقدام، والرجوع بعد المضي قدماً ، فإن من أبرز الفروق بين الناجحين والفاشلين يرجع في أصله إلى مبدأ (الاستمرارية) .
وإنما تسلك طريق الفشل – بجدارة – عندما تتوقف عن المحاولة، وتقرر التوقف .
ولذلك ثبت عن الكثير من أهل العلم - وهم من الناجحين – أنهم يستمرون في تدارس العلم وطلبه حتى يفارقون الدنيا، ويقول الواحد منهم ( مع المحبرة إلى المقبرة ).
كما أنك لو تأملت في جملة من المشاريع الناجحة لرأيت أصحابها قد بذلوا  في إقامتها الجهود تلو الجهود، وأن السنوات تمر عليهم وهم في إصرار عجيب لايضعف بكثرة العوائق، ولذا كان عدد الناجحين في المجتمع قليلاً لأن القادرين على الصبر قليل.
 فكن واحداً منهم، فالأمة تحتاج هؤلاء المصرّين ...
وقديماً قال الشاعر العربي :
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته * ومدمن الطـرق للأبواب أن يلجا

يونيو 02, 2013

على قدر أهل العزم تأتي العزائم



ليس النجاح سرا بعيد المنال. ولا شيئا من الخيال.
لا بل هو عمل جاد دون كلل، واستمرار دون انقطاع، وتخطيط يتبعه تنفيذ.
إنه أيها السادة "العزم" فحسب.
فبالعزم الصادق حقق الناجحون مآربهم، ووصلوا مقاصدهم.

أما إنهم ليسوا أذكى الناس، ولكنهم أصبر الناس على الاستمرار في الطريق الصحيح الموصل للهدف.
وتؤكد الكثير من الدراسات في عدد من دول العالم أن الناجحين قد يكونون من متوسطي الذكاء، وأن عددا من الأذكياء متصفون بالفشل.
"العزم" هو الكفاءة الممزوجة بالحماس، والقدرة على العمل الكادح.
و هو سمة من أبرز سمات الطفولة و تتمثل في المثابرة والمجهود والثقة في القدرات، والقوة، وهي السمة التي جعلت الطفل الذي لا يتحدث ولا يمشي ولا يفهم ولا يكتب.. ينتقل خلال سنوات يسيرة إلى متقن لكثير من المهارات الحياتية والإنسانية العسيرة .
إن العزم صفة خاصة تصنع الفرق بين كون الشخص موهوبا وكونه عظيما. بين كونه ذكيا وكونه ناجحا.

وقديما قال الشاعر :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم * وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها* وتصغر في عين العظيم العظائم.


_________________________

 *أوصيك هنا بكتاب "اصنع أفضل حياة لك" لكارولين آدمز ميلر و د.مايكل بي فريش

يونيو 01, 2013

لاتننتظر تغيّر الأحوال .. بل قم بتغييرها


ربما انتظرنا ..يوماً بعد يوم، وشهر بعد آخر متوقعين  أن يحدث لنا مابين عشية و ضحاها تغيير أو تبديل في أوضاعنا الخاصة والعامة، ونكون آنذاك أشبه بالمتفرج الذي لا يملك حيلة ولا يستطيع سبيلاً.
وهذا الموقف السلبي – وإن مارسناه مراراً – لا يصنع شيئاً، ولا يمكن أن يحقق نجاحاً أو أن يوصل إلى هدف.


بل إن التغيير المنتظر – لو وقع - فإن الفضل فيه لا ينسب إلى هذا المنتظر المتفرج بل إلى من كان سببا في إحداث التغيير .
لذا كان مطلوباً من كل واحد منا أن التأمل في الواقع والأوضاع العامة والخاصة بعمق وتفحص وبصيرة ثاقبة، بغية إدراك المسببات، والعوامل، ثم التفكير ملياً في الطرق الممكنة للتغيير والتطوير، وتحديد الطريق التي يُتوقع نجاحها، ثم سلوك ذلك الطريق بكل عزيمة وإصرار حتى يحدث التغيير بإذن الله تعالى.
وقد جعل الله عز وجل ذلك سنة كونية قائمة، يشهد لها قوله تعالى في محكم التنزيل ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، فتغيير ما بالنفس من مشاعر وسلوكيات وأهداف وتصورات أمر في غاية الأهمية لتحقيق التغيّر الإيجابي والوصول للأفضل دوماً في الواقع المعاش.
وربما كان من الإشكاليات المتكررة التي نمارسها قولاً وعملاً :  أننا ننتظر نتائج مختلفة من أعمال متطابقة!!، مع أن العقل السليم يعلم أن الأعمال إذا تكررت بنفس الوتيرة فإنها ستؤدي لنفس النتائج،  وإذا ما كانت لدينا الرغبة الصادقة في إحداث التغيير في النتائج فليس علينا سوى تغيير الأعمال والسلوكيات المؤدية إليها، فحينذاك نكون قد سلكنا خطوة صحيحة نحو الهدف .
فانتقل يارعاك الله إلى العمل، واترك التسويف والانتظار ..